تزايد اوار الحرب في اليمن والشام ومؤشرات على المزيد من التورط فيها من قبل القوى الاقليمية والدولية لا تنبئ بأي خير لشعوب امتنا العربية والاسلامية ولا يجوز السكوت اكثر أمام هذه الجرائم التي تطال الأمة كلها ونحن نتوجه بدعوتنا وصرختنا هذه الى الأطراف العربية المؤثرة وفي مقدمتها مصر العربية والسعودية ونقول لهم بالصوت العالي ان اي عمل لايركز على ايقاف الحرب وقطع الطريق على أعداء الأمة المندفعون بقوة الضواري نحو تقسيم البلدان العربية والتسابق على غنائم الحروب وسقوط الاوطان والدول فيها هو أمر عبثي لا يكون من شأنه الا المزيد من اتساع نطاق النار والدمار والذهاب نحو غياهب المجهول لقد دق الازهر الشريف ناقوس الخطر بتأكيده ان العد التنازلي لتقسيم المنطقة قد بدأت وأن أداتها ووسيلتها هي بقاء واستمرار الحروب والارهاب والعنف . ومرة أخرى نذكر بالابيات التي سجلها لنا الشاعر العربي الجاهلي الحكيم زهير بن ابى سلمى في معلقته الخالدة ووصف فيها ببلاغة ووعي عميق جوهر الحرب حين قال مخاطباً قومه العرب : وما الحرب الا ما علمتم وذقتم - وماهو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة - وتضر اذا ضريتموها فتضرم فتعرككم عرك الرحى بثفالها - وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم - كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم ليس في الحروب غير الدفاعية اي خير ولا تحمل الا الدمار والموت والقبح والظلام فلا يفرح بالحرب ولا يدعو لها الا المجرمون و الطغاة فهي تقتل الخير والسلام والأمن والاستقرار وكان ابن ابي سلمى قد مهد لأبياته المذكورة في وصف الحرب بأبيات اخرى خاطب فيها الاطراف المتورطة بالحرب فقال : الا أبلغ الاحلاف عني رسالة - وذبيان هل أقسمتم كل مقسم فلا تكتمن الله ما في نفوسكم - ليخفى ومهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر - ليوم الحساب او يعجل فينقم فلتتوحد كل الأصوات في جميع البلدان العربية والاسلامية في الدعوة لوقف نيران الحروب المضطرمة في الشام المباركة واليمن الميمونة وفي كل المناطق الاخرى في مصر وليبيا والعراق كهدف اول تتوحد حوله القوى الحية في هذه الأمة .