لن نحيد ، لن نحيد ، لو يجيبوا ألف يزيد .!!!! هكذا هتف الحوثيون في مظاهرة اليوم . يا إلهي !!! كم هم ماضويون هؤلاء القوم ، كم هم مشدودون إلى الوراء البعيد خلف القرون ، كم هو معتق حقدهم ضد كل من هم سواهم . نام أهل الكهف 300 سنة وازدادوا تسعا ونام هؤلاء في كهوفهم 1400 سنة وخرجوا اليوم ولم يتلطفوا وأشعروا الدنيا كلها بهم ، خرجوا ليحملوا أحدث ما أنتجته مصانع السلاح في العالم ليقاتلوا به أتباع يزيد- نحن . خرجوا وهم يرون في الرئيس هادي يزيد ابن معاوية ، و اليدومي شمر ابن الجوشن ، و وزير الداخلية حكيم بن طفيل ، و عبد الملك المخلافي عبيد الله ابن زياد ، وجميع اليمنيين أمويين . هذه الجماعة التي يصف زعيمها متظاهري تعز بفاقدي الوعي ، تعيش فترة ترنح بعد إفاقة من غيبوبة سحيقة استمرت هذه القرون كلها و حالة فقدان وعي غير مسبوق ، أفاقوا فوجدوا أنفسهم في مواجهتنا ، بعضهم لم يغسل وجهه ولم يغير ملابسه بعد ، زعيمهم قدر عدد من خرج معه ب ثمانية مليون ، يالها من حالة عدم اتزان رهيبة . مازال القوم يعيشون نفس الحروب نفس الوقائع ينتجون في مظاهراتهم ما نفثه سيدهم حسين في ملازمه التي كتبها شخص من القرن الأول الهجري . خطابات الأحقاد والأضغان والموت الأحول الذي لا يصيب إلا اليمنيين يشعرك وكأن كربلاء ما زال رملها لم يجف من الدماء وكأننا نحن القتلة وليس أسلافهم من الخونة ، أو كأننا في موقعة مرج راهط بين القيسية و اليمانية و رحاها تدور و صدى صوت ( زفر بن الحارث) القيسي يقول بعد هزيمة قاسية ومؤلمة لقومه وصلح مع اليمانية : فقد ينبت المرعى على دمن الثرى وتبقى حزازات النفوس كما هيا ... هؤلاء القوم يستحيل أن يتعايشوا مع أهل اليمن ، أقول يستحيل من واقع قراءتي لكثير من نصوص ملازم سيدهم التي تجعل كل شخص يوالي أبا بكرٍ وعمر وعثمان خصما وعدوا ، ومن يسعى لإدماجهم في المجتمع دون أن يكون مستعدا لحزازات نفوسهم فلن يفيق إلا وقد أصبحت بيوت صنعاء كثيبا مهيلا تحت وقع مدافعهم متبوعة بصراخات التكبير . يا هادي أفق يا هادي إصح ، الجماعة خرجت من الكهف فلا تدخل أنت فيه فقد ولى عهد النوم ، يا كل القوى الوطنية اطرقوا أبواب كل الحلول السلمية لكن أبقوا السلاح صاحي ، نستنهضكم ببيت من التاريخ قاله نصر بن سيار وهو يرى أبا مسلم الخرساني يجهز الجيوش ويعد العدة و والي العراق سادر في غيه حين قال . أرى خلل الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له ضرامُ فإن النار بالعودين تُذكى وإن الحرب أولها كلامُ فالحرب أولها الكلام كما قال بن سيار . وكلام هؤلاء عنها وتهديدهم بها قد كثر ، فأعدوا واستعدوا وحاورا وفاوضوا والإصبع فوق الزناد . وأما الحوثيين فنقول لهم : طال حلم اليمنيين و صبرهم عليكم كثيرا فلا تغرنكم خيانات حاشد وقد جربتم أهل اليمن في حروب أذاقوكم ويلاتها وما أرحب والجوف عنكم ببعيد . ، وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم***وما هو عنها بالحديث المرجم متى تبعثوها تبعثوها ذميمة***وتضرى إذا ضريتموها فتضرم فتعرككم عرك الرحى بثفالها *** وتلقح كشافاً ثم تنتج فتتئم فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم*** كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم