كان عمر سالم بن عوض جمّالاً يسكن مدينة الحصن بمحافظة أبين .. وخلال الحرب العالمية الثانية كان ينقل على جماله الفحم والحطب عبر طريق الحرور والطريق الصحراوي إلى عدن وكان يلتقي في محطة الجمّالة والجمال في دكة المعلا بالمعمَّر السيد/ قاسم منصور الجنيدي المشهور ب(السلي) ويشارك الجمّالة سهراتهم الليلية السامرة في الرقص والبرع على دقّات اتناك الغاز الفارغة والمزامير. وفي آخر رحلةَ له وهو عائداً محمّلاً جماله ببضاعة تجار منطقة الحصن وجد قذيفة من مخلّفات الحرب العالمية الثانية التي كانت الطائرات الإيطالية تهاجم وتقصف مطار مستعمرة عدن من مطارات الحبشة .. فرح بها كثيراً لجهله خطورتها وحملها على الجمل هديّة لأسرته .. وعند عودته كان يعرضها على أسرته وأقاربه ويفاخر بها ، وحضر أهالي الحصن وباتيس إلى منزله لمشاهدة هدية عمر التي يفتخر بها. وفي أحد الأيام كانتا أسرته وأسرت عمه جالسين حول مسرفة من العزف يأكلون الخبز (المخلّم) البلدي عليها ويكة خصارهم (ملوخية) وكان أبن عمه جمال يلهو بالقذيفة جوارهم ثم دقها بحجر وفجأة انفجرت وتطايرت أشلاء المجتمعين حول المسرفة وكانت الفاجعة الكبرى لتلك الأسرة من نوعها في ذلك الزمان وكانت النتيجة مقتل كل من:- 1) جمال عوض مفجّر القنبلة (2) شقيقته ولاية (3) محسن سالم عوض (خطيبها) (4) عوض سالم عوض (الذي جاء لوالده مولوداً جديد أسماه (عوض) بعد الحادثة (5) حامل الهدية أصيب بشظية واسمه عمر سالم عوض وظل معاقاً لفترة طويلة من الزمن (6) حسين سالم بن عوض أصيب بشظيّة في رأسه وبعد شفاءه من الجراح تأثر بسبب المنظر المؤلم والبشع لمشاهدته جثث إخوانه وأخته والأشلاء والدماء في المسرفة مخلوطة بالخبز والخصار وأصيب بحالة نفسية لهول الكارثة طوال حياته "يرحمهم الله جميعاً" أحجمت تلك الأسرة بعد الحادثة عن تربية الجمال بسبب تلك الحادثة واتجهت للعمل في المجال الزراعي وأرسلت أولادها للتعليم في المدارس وتخرج بعضهم من الجامعة وتولوا مناصب محترمة في المجتمع منهم: (1) المهندس/ أحمد حسين بن سالم – مهندس في محطة كهرباء جعار (2) محمد عمر بن سالم – وكيل نيابة في عدن. (3) منصور سالم بن عوض - عقيد في الأمن العام – وباقي إخوانهم مدرّسون في مديرية خنفر ، ولهم نشاطات اجتماعية في المدينة وهم:- 1) ناصر سالم عوض (2) أمين حسين سالم (3) سالم عوض سالم (4) علي عمر سالم. (5) صالح عوض سالم – مدرّس وإمام جامع الخير في منطقة الحصن. ويدرس أبنائهم وبناتهم في مختلف كليات الجامعة. ولهذا .. ننبه ونلفت نظر شبابنا بأخذ الحيطة والحذر بعدم الاقتراب أو اللهو بالأجسام الغريبة في الوديان والصحاري والجبال التي زرعت من قبل مليشيات الحوثة عملاء إيران في السنوات الثلاث الماضية بالألغام .. ولا ننسى مخلفات طائرات التحالف التي لم تنفجر بعد في المباني التي دمرتها في مختلف المدن .. تلك النيران الصديقة التي ساهمت بتوسيع المقابر لرجال ونساء وأطفال حلفائها وحتى مستشفيات اليمن لم تعد تتسع للجرحى من ضحاياها ., حيث خصصت دول التحالف رحلات لنقل العديد من الجرحى إلى مختلف دول العالم للعلاج .. كما أرسلت الخيام والسلال الغذائية للمتضررين جبر اً للخواطر.... وأخيراً .. نسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى....