كإعلامي يمني لا بد أن يكون لي رأي في خصوص تغريدة وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الذي يتغزل بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصورةً سخيفةً جدًا عاكسًا أسوى صورة عن رجل الدولة و الإعلام في حكومة الشرعية اليمنية ،و بهيئةٍ تدل على الرخص و الإبتذال من شخص مسؤول ، و الأسوأ من ذلك هو دخول سفير النوايا الحسنة فايز المالكي المشهور بشخصية مناحي قائلًا (معالي الوزير حياك ربي و أسعدك) و هل هذه هي النَية الحسنة إزاء من يمثلونا فأي تمثيل رخيص هذا¡؟ إذا فمن هذا المنبر الإعلامي أقولها بملء أفواه اليمنيين و الإعلاميين المقهورين المطعونيين المخدوعين بتحالف السعودية و الإمارات أن معمر الإرياني لا يمثلنا و إنما يمثل شخصه المتملق المتحذلق،لأن اليمني بفطرته و إعتزازه لا يقبل على نفسه الذل و الهوان بهذا الشكل الذي أزعج الكثير . كان الأجدر بوزير الإعلام أن يقول رأيه في ولي العهد السعودي بكلام يليق به و بمنصبه ،لأن كلامه محسوب علينّا،لكن أن يقول بتلك المجاهرة العلنية (فارس في نظرته فارس في مشيته فارس وهو بالأصل فارس )، و من المصادفات العجيبة إن هذه التغريدة صادفت يوم المرأة العالمي ، و ما يزعجني هو أن يتحول المسؤول اليمني الذي أتى التحالف العربي لإنقاذ شرعيته إلى أحد خُدام و أبواق القصر الملكي أو من العاملين في محيطهِ كما في قديم الزمان . و من هذا المنطلق علي أن أضع تساءل للمتابعين و المطَّلعين على الواقع اليمني و و المشهد السياسي مْنذُ إنطلاق عاصفة الحزم التي تحولت أهدافها إلى مطامع و إنقاذها إلى جحيم و حنانها إلى فخ بِفعل سياسة ممنهجة تُلجَّم رجال الدولة الحقيقيين الصادقين و الغيورين عن فضح المشاريع و المطامع بل و تفرض عليهم قيود قد تصل إلى الإقامة الجبرية أمثال نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدينة عندما فضح المشروع الإماراتي السعودي في عدة لقاءات تلفزيونية كان من أحدها في برنامج ما وراء السياسية على قناة يمن شباب و تم إستدعائه إلى الرياض و من ذلك اليوم إلى الآن لم نرى له أي ظهور ، بينما تطلق العنان لآخرين مدفوعي الأجر مسبقا و الذين يتبجحون بحديثهم و كلامهم غير آبهين من يمثلوا ولا أي عار سيلحق بهم من تصرفات ستجعل غضب الشعب المغدور به ، المتّقده عِزتهُ و كرامتهُ تّصبُ عليهم الحميم . يقول أحد الفلاسفة إن أكثر شيء يؤلم الإنسان هي الحقيقة ،و الحقيقةَ وحدها تُقابل بالإفتراء و المجابهة لقسوتها ، و أنّي أكتب هذا الكلام و لا أريد تصديقهُ و هذا الشيء يؤلمني جدًا ، كيف يصبح بعض المسؤولين اليمنيين مجرد رقيق في قصر السلطان. لقد اثبت التحالف العربي فشله الذريع في تحقيق هدفه الذي أتى من أجله ،وهو إستعادة الشرعية ، و السؤال هنا من يستعيد شرعيتنا حاليا من الإمارات التي تحول الوصول إلى أهدافها الخبيثة و التي تعمل على حصار و تجويع المناطق المحررة و تتلذذ بعذابنا وتغلق الموانئ وتدعم المجلس الإنتقالي الجنوبي للإنفصال عبر إفصاح صريح من رجال دولتها أمثال أنور عشقي و خلفان و غيرهم،و لا تكتفي من الإستفزازات المستمرة . ثمّة كرامة تنتظركم على أرضكم أيها الراكعين في باحات قصورهم الخاضعين لكل ما يُملئ عليكم ، إذا لم يتّسع المقام الملكي لحريتكم و لأحقيتكم في إدارة بلدكم فعودوا أو قولها بشجاعة للشعب اليمني فالتاريخ لا يرحم و عليكم كشف كل المخططات المنحرفة عن الزوايا المرسومة سلفا أو إلى أهداف بعيده عن قتال الروافض المجوس و إستعادة الشرعية كما قالوا في إستراتيجتهم بالرغم من وضوح كل شيء أمام المتابع القادر على تحليل المواقف الإنتهازية التي تفرغ المسؤول اليمني من قراره السياسي . ورسالتي إلى التحالف العربي ... أن المسؤولية التاريخية ستظل تلاحقكم ولن تسقط جرائمكم بالتقادم فكل شيء يقع على عاتقكم و إن العدالة الإلهية حاضرة و ترى مساندتكم المزيفة التي أتت بظاهر الرحمة لهذا الشعب المغلوب على أمره و باطن العذاب الذي كُشِف مؤخرًا بممارستكم التي لم تبقي شيء مخفي في اقبية الغدر و الحقيقة و إن غابت فأنهم ستشرق ذات يوم. رشاد الصيادي