لماذا لجأت السعودية للبخيتي؟ ولن نجد جميعا سياسي أصدق وأشرف وأكفئ من البخيتي في هذه المرحلة رغم الملاحظات . لن يجد الحراك والشرعية أجدر وأقوى من بن لزرق .وستقنتع بهذا الامارات والمجتمع الدولي. ويعد أفضل صوتا سياسيا وطنيا بمسألة الوحدة. ياسين سيظل صوت الضمير الحي..ومرآة الابداع الادبي والقيمي التي تعكس الحزن والألم والانتكاسات والامال.. والسخرية والابتسامة والتسامح ..نخبويا وشعبويا. أدركت السعودية مؤخرا بعد تجارب طويلة ..بأن كل من عندها وبفنادقها من المشايخ والسياسيين والعسكرين والمثقفين والأكاديميين والناشطين ..لاحول لهم ولاقوة ..وعاجزين عن أي فعل حقيقي .. حتى ملت من تكرارهم لنفس الكلام الذي صدقته مبدئيا ثم تبخر عندما وضعته على المحك ..وحين اختبرته بتجاربها معهم وطول المراحل ..التي نتائجها حصاد مر لخيبات كل مابشروا به. حتى اشرفهم وأصدقهم فانه عاجز عن تقديم اقل فكره ممكن ان تكون عملية ومفيدة حقا..فأفضلهم يطرح افكار لاعلاقة لها بحقيقة الواقع ولا تمثل أي قيمة اطلاقا. وبعد عطاء سخي من المملكة تم استغلاله واحرقه.. بمزايدات ومبالغات وأوهام عن الشخصيات والاستراتيجيات والشخصيات المؤثرة التي سوف تصنع النصر ..وكميات كبيرة من التقارير والخطط والافكار ..وكل ما أدعوا انهم يعملوه للقضاء على الحوثي ..لم يجدي نفعا ولن يجدي اطلاقا. السبب أن بقايا رجال صالح ..ورجال المعارضة ..من السياسيين والعسكريين والاكاديميين والمشائخ ..عاجزين عن فهم التطورات لحركة المجتمع وتغيراتها المختلفة .. لذا يخفق ويفشل ويذوب كل مايضعوه ويقولوه.. لأن المرحلة لم تعد مرحلتهم .. فحين تغيرت قوانين المرحلة وانتقلت الى مرحلة أخرى فأنها أن لم يكون هنالك قوة ومبادرة يجعلها تسير بالطريق الصح ..فأنها مهيئة لأي قوة جديدة تظهر وتبرز على الساحة ..حتى وان كانت هذه القوة خاطئة تماما ..فكيفيها انها جديدة وقادرة على السيطرة والابداع ..وهذه قوة الحوثي ..بينما العقلية التي لازال يحكم تفكيرها قوانين الأمس وتفكيره وطرقه وأدواته القديمة..فأنها تبوء بالفشل بكل محاولاتها ..فلو كانت قادرة على عمل اي شي حقيقي والصمود أمام عدو ضعيف .. ما تم تدميرها وهزمها وهي في عز قوتها ..فكيف باليوم ؟ . وكذلك هو شأن وواقع كل من لحق بركبها ..حتى من رجالات صالح الذين كانوا بالأمس ضد هادي . كان صالح قادرا الى حدما فهم قوانين هذا التغير وأن يواكبه بعض الشيئ بشكل بسيط ومحدود ..وأن يفهم بعضا منه بموهبته السياسية ..وهذا الفرق بينه وبين السياسيين الاخرين..اندهشت وضحكت ضحكة كبيرة وانا اسمعه ذات يوم في أيام حكومة باسندوة وهو يقول" ادعي الحكومة أن تعالج الاخطاء قبل ان تتراكم الاخطاء ثم تنفجر كما انفجر الوضع سابقا"وتأكدت انه كات تلقائي تماما..
ولكن ظل الوضع تدريجيا يتجاوزه ويعمى عليه فهم قوانينه ومتغيراتها .. وهذا ماجعله يظل لاعباسياسيا نسبيا..ويفقد السيطرة تدريجيا ..وهذا هو مايقال ان صالح سلم معسكراته وحزبه وشعبيته للحوثي ..لم يكون الامر اختياريا منه ..بقدر ماهي تطورات الواقع والمجتمع ..حتى وصل الأمر للنهاية فكانت النهاية لشخصه وعصره نهائيا.