المشكلة ثقافية لا غير أو أكثر. لهم عقول الأطفال وقلوب الإناث وإن ملكوا نواصي الأدب واحترفوا الشعر واستظلوا الورق سموات طباقا واغتسلوا الحبر وركبوا القلم الشراع... الثقافة هي أساس الدولة والرحم الوالدة للسياسي الوطني. فهل نحن اليوم في وضع صحي للثقافة وكل مثقفينا أو بالأحرى أدعياء الثقافة بمثل هكذا حال؟ يهدمون أساسات الدولة ويجهضون أي تخلقات سياسية باسم الثقافة. أن تكون منتميا للحزب السياسي اليوم ذلك العيب نخبويا وشعبويا وفي العامة بسبب من الموروث الثقافي وما صنع المستبد السياسي بالأمس ومستمر الثفقوة اليوم. لم يعد اليوم من شكل سياسي والعمل سياسيا في الساحة الوطنية إلا الإصلاح لكن الاستهداف لهذا الكيان السياسي من الجميع بما فيه البعض منه ومش عارف كيف يشتوا دولة وما هي الطريقة إلى الدولة إذا لم تكن السياسة وأدوات السياسة من الأحزاب وصندوق الانتخابات والرحم الانتخابية ديموقراطية وولادة طبيعية؟ أين مثقف الأمس والذي كان المنظر الفكري للسياسي والسياسة من مثقف اليوم المرتزق والفهلوي؟ هل ستأتي الدولة عبر النشط ومؤسساتة الكوننية ؟ إنه زمن العجب زمن السيولات اللزجة والميوعات الوقحة والقباحات القمئة.. الإنسان ينمو فيسولوجيا وفي مختلف الظروف والأحوال وذلك النمو يتطلب الاحتياجات المتزايدة كل يوم وشهر وعام وعلى طول خط العمر وحتى الوفاة.. اللي يحصل : أن ذلك النمو الفيسولوجي لاتصاحبه نموات مساعدة منها العلمية والمعرفية والثقافية والخبراتية والفنية والسياسية والاجتماعية الذكائية ومنها الحب والذوق والجمالية والإبداع بشكل عام كما أن الجانب الإيماني وحياة الضمير على رأس النموات المساعدة والضرورية. تلك النموات المساعدة لم يكن منها الشيء لأجيال متعاقبة. ومن الصعب أن يقف الصراع بلا أبجديات التوقف وهي ثقافة السلم والتعايش وهذه لا تورث ولكنها تكتسب بالجهد والخبرات التراكمية عبر الأجيال ذلك ما حصلش/لم يحصل كما أسلفت القول.. وهنا الحل قبل المؤسسية التي تنتجها الثقافة الدكتور الوطني هبة السماء. (بوتين، أوردغان، مهاتير محمد، محمد علي باشا)/نماذج للدكتاتوريات الوطنية. فالموضوع أعمق من التسطيح على افتراض صدق تباكي الحقوقيين والنشط ومناطق الوسط الوفقي والرمادية الرمدة. مصاحبة النشء والتنشئة عمريا وفق احتياجاتها وضرورة اكتسابها المهارات والمعارف هي العزم والمستقبلية المشرقة وحياة الإنسان بروفع الحضارة وأبجدياتها وتلك برامج كبيرة وثقيلة تستغرق من الزمن وتحتاج من الصبر والدأب عزمات الرجال وإرادة الرجولة الفاعلة لا القول والثرثرات. يفتكر السذج وأدعياء الإنسانية والخبقويين أن تباكيهم التثاكلي على الحالة التي وصِل إليها مؤخرا يقدم أو سيؤخر من الأمر شيئا ذلك إن كانوا صادقين مع الحالة في النفع لكن الحقيقة هي الانتفاع والفوائد الجمة والتكسبات والترابح والسوق التجاري والاعتياش بمثل هذه حالات.. لن نغادر هكذا وضع حتى تضيق دائرة الوسط بين الشر والخير إلى حد التلاشي والعدمية وفسطاطين إيمان وطني لا نفاق فيه وكفر بالوطنية لا إيمان فيه. أمد الصراعات تطول بفعل اتساع الحالة النفاقية بين متجهي الصراع التضادي. ولا أرى الوضع الذي نحن فيه إلا بسبب هذه الدائرة دائرة الوسط الانتهازي الصمت والرماديات ومضافا إليه ضعف الحامل الوطني وبالتمام لا رجوليته . يا رب خارج الشعب الطيب، الشعب القطيع المناضل بناقص قائد..