الحديث عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الحصن وما جاورها بمديرية خنفر محافظة أبين حديث طويل ومحزن يلامس بحق الضمير الإنساني ويطرح أمام الملأ صور متعددة لمعاناة فئة اجتماعية صارت تعاني معاناة كبيرة من غياب الاهتمام الحقيقي والتفاعل الجاد من الجهات المختصة وكذا المنظمات الدولية الاغاثية والإنسانية وتبعث رسائل عاجلة لهم بضرورة التدخل الجاد والعاجل وتوفير عددا من الاحتياجات الملحة لهذه الفئة التي تشمل أصحاب الإعاقات الحركية والعقلية الجزئية والكلية وإعاقات الشلل الجزئي والكلي ومن يعانون من أمراض ضمور الدماغ والمصابين بمتلازمة داون والمنغوليين ومرضى التوحد والمختلين عقليا ومرضى الصرع وكذا جرحى الحرب وجرحى الرصاص الراجع وغيرهم من الفئات الأخرى . ولأن منطقة الحصن في مديرية خنفر أبين وماجاورها تعتبر واحدة من أكثر المناطق كثافة سكانية فقد تم تأسيس وإنشاء مركز لذوي الاحتياجات الخاصة وبشكل أولي من قبل الأخ الأستاذ مفيد صالح حسين عبدالله بن هيثم -الناشط الاجتماعي والمهتم والمتابع لهموم واحتياجات هذه الفئة وذلك للاهتمام وتلبية ولو جزء من احتياجات هذه الفئة وعملية الحصر وتسجيل البيانات وهذا طبعا بعد سنوات من جهود طيبة للتفاعل مع من يعانون من هذه الفئة من خلال توفير لهم الملابس وبعض المساعدات برعاية بعض فاعلي الخير . وانطلاقا من الحرص على ان يتم التفاعل الجاد والعاجل مع هذه الفئة تم خلال الأيام و الأسابيع القليلة الفائتة إرسال بعض الرسائل الإعلامية عبر منابر إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وفي نفس الإطار قام الهلال الأحمر الكويتي صباح اليوم الأربعاء بزيارة ميدانية عبر الأخ طارق راجي لكمان مدير شبكة الاستجابة عدن إلى مركز ذوي الاحتياجات الخاصة وتم اللقاء باعدادا كبيرة من هذه الفئة في ثانوية الحصن خنفر ورصد وتوثيق والوقوف عن قرب على حجم المأساة لهذه الفئة وكان في استقبال لكمان الاخ الأستاذ مفيد صالح حسين عبدالله بن هيثم رئيس مركز ذوي الاحتياجات الخاصة الحصن والأخ أنيس المشرقي نائب رئيس المركز وتم تصوير المسجلين رسميا من هذه الفئة والبالغ عددهم حوالي 300حالة كحصيلة أولية . الأخ الأستاذ مفيد صالح حسين رئيس المركز تحدث قائلا : نشكر الهلال الأحمر الكويتي على الاستجابة لنا وعلى هذه الزيارة ورفع همومنا ونحن ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الحصن وضواحيها نتمنى من الهلال الأحمر الكويتي ان ينقل ويتفاعل مع كل معاناتنا وان تنال هذه الفئة الاهتمام الحقيقي والعاجل كما نتمنى من المنظمات الأخرى ان تحذو حذو الهلال الأحمر الكويتي كما اننا نطالب السلطة المحلية ان تنظر هذه الشريحة المهمشة بعين الاهتمام خصوصا انها شريحة لم تتحصل على حقوقها التي كفلها لهم الدستور . ويتابع الاستاذ مفيد حديثه قائلا : نحب ان نشير إلى انه و من خلال المسح الذي قمنا به أنا والفريق المساعد لي وجدنا في مدرسة السد باتيس ومدرسة اللكيده أكثر من 40 حالة مصابة بضعف في النظر وآلام في الراس كما وجدنا هناك أمراض القلب امافي الرواء وحلمه والحصن وجدنا التشوه الخلقي وتحديدا لدى أطفال في منطقة الرواء. كما ان من بين الحالات هناك أعدادا كبيرة مصابة بتكسرات في الدم وضعف في النمو وغير ذلك من الأمراض ومن خلال مسحنا الميداني تبين لنا أنه يوجد هناك أكثر من 400 حالة اعاقة موزعة ب 70%اطفال و30% موزعة بين أعمار مختلفة منها إصابات حوادث سير وجرحى حرب ورصاص راجع. لذا نرجو من كل جهات الاختصاص تتقصى الحقائق وتقوم بواجباتها بشكل ملموس وعاجل والنظر إليها عن قرب و في الأخير لا يسعني ان نوجه الأمر الى الله بعد أن غابت كل السلطات والمنظمات الخيرية ولم يقف معنا في هذه المعاناة الا قلة من أهل وأصحاب الأيادي البيضاء كما نأمل من الإعلام ان يزيد تسليط الضوء على هذه الشريحة المهمشة والمنسية خصوصا أن الجانب الإعلامي خلال الفترة الماضية كان خجولا ان لم نقل غائبا ولكم الشكر والتقدير والامتنان على هذه التغطية الإعلامية . * من نائف زين ناصر