ما يجري في أبين يعلمه القاصي والداني,وحال أهلها لا يخفى على احد ومعاناتهم يسمع انينها ويشعر بها من في آذانه صمم ويصرخ من هولها البشر والشجر وحتى الحجر,يعلم الكل طبيعة الحرب التي نشبت ومن هي الأطراف التي لعبت فيها ؟وكيف تحولت فيما بعد الى بركان ثائر أحرق محافظة أبين برمتها وحولها الى منطقة صراعات واقتتال ودمار وخراب؟. ونعلم علم اليقين من هو الفاعل الذي أجج النزاع وأشعل فتيل الحرب وأوجد الأطرف المتنازعة في عشية وضحاها لأغراض نعلمها وندرك الى ما ترمي وتهدف,وما تحمله في جوفها من حقد وغل وبغض للجنوب خاصة ولليمن عامة بغية حرف مسار الثورة الشبابية التي اندلعت بسرعة فائقة كالنار في الهشيم وثني كل المتظاهرين الذين حملوا أكفانهم على أكفهم فداء للحرية والتغيير ونبذ كل السياسيات التعسفية التي كانت تسير بها البلاد,ولكن بالمقابل كان الضحية أبين وأهلها في أقصى الجنوب اليمني للفت الأنظار صوبها وشغل العالم العربي والأجنبي وكذا اليمني بها, وفعلاً كان للفاعل ما أراد ولكن ليس بالشكل المطلوب .
وحسب ما خطط ورسم لانه تخلل هذه الخطط أخفاقات واصطدمت بواقع يعي جيداً أنه وراء كل مصيبة وحرب شخص,رغم ما منيت به أبين من فوضى عارمة وخراب ودمار وتنكيل وويلات ذاقها الكل ولم تقتصر على أبين فقط لأن قطع الطريق الدولي الرابط بين عدن والمناطق الجنوبية الأخرى كان له أثره البالغ في النفوس.
وبعد أن شهدت أبين شد وجذب ومد وجزر بين الجيش والمسلحين وبعد أن شرد أهلها منها وبعد هذه الشهور التي مضت منذ ان سيطر المسلحين المدعومين من قبل أنظمة وجماعات على أبين ولم تفضي هذه الحرب الى شيء ولم يحقق الجيش أي انتصارات تذكر رغم أستخدامه لكافة انواع الاسلحة برية وبحرية وجوية بل امتد النزاع الى مناطق أخرى كانت في غنى عن هذا النزاع وأشتد عود المسلحين واحكموا الخناق على المحافظة وظل الجرح الأبيني ينزف وظل الشعب الأبيني والجنوبي يصرخ ولكن لاحياة لمن تنادي.
من هنا ندرك ان أبين وحربها هي مؤامرة دنيئة وخسيسة أتفق فيها طرفي النزاع على جر المحافظة الى منعطف خطير ومنزلق يصعب الفكاك منه وإلا كيف أستطاع الجيش يوم 11من سبتمبر ان يدخل المحافظة ويعلن تطهيره لها من المسلحين وبمجرد مرور هذا اليوم عاد الحال لسابق عهده مما يؤكد على ان النزاع متفق عليه تحت قاعدة لا ضر ولاضرار انما الهدف اخافة الجنوب والوطن اليمني بهذا المسمى الدخيل على البلد إلا وهو القاعدة.
ولكن بعد كل هذا هل أدركنا كجنوبيين كل المؤامرات الدنيئة والخسيسة؟وهل آن لنا ان نلم الشمل ونجمع الشتات ونوحد الصفوف ونجتمع على كلمة سوء ونترك كل المناكفات السياسية ومصالحنا الخاصة ونستشعر المسئولية التي تقع على عاتقنا تجاه وطننا الجنوب؟ نحن الآن امام مفترق طرق نتخبط دون ان نهتدي أو نحدد مسار واحد نتفق فيه دون ان يكون بيننا شاذ او منحرف والسبب أن البعض يلهث خلف مصالحه وخلف اهدافه دون ان يلقي بال للآخرين الذين يكتوون ويحترقون جراء السياسات التعسفية تجاه كل الجنوبيين وتجاه المحافظات الجنوبية والدليل واضح "كعين" الشمس وأبين خير من نستشهد بها على كل هذه السياسيات الهوجاء,وإذا لم نتحد وننبذ كل المتطرفين والخارجين عن القانون فستكون هناك أبين أخرى وسيعاني أخوة آخرين لنا وسيظل هذا الداء ينخر في جسد الجنوب حتى يقضي عليه ويخلفه جثته هامدة فهكذا حال السرطان ما ان يبدى بجزاء بسيط في الجسم حتى ينتشر في لمح البصر أن لم يتم مكافحته ومقاومته والقضاء عليه.
يجب أن نراجع انفسنا ونقلب صفحات حياتنا ونتساءل هل نريد العيش بكرامة وامان؟ أم نظل تحت رحمة من كتب لنا سيناريو الحياة؟ إن كان الأول هو المطلوب فلنسارع الى توحيد الصفوف والى لملمة الشمل ولئم الجراح ونبذ كل المتمصلحين ودحرهم الى الحضيض والمطالبة بحقنا كجنوبيين ونساند أبين التي ترزح تحت رحمة المسلحين الذين عاثوا فيها فساداً وأن لا نتفرج عليها وهي تحتضر وتئن وتتوجع واهلها مشردون في المدارس والملاعب والخيام ينتظرون من كل الجنوبيين الشرفاء الوقوف بجانبهم وتخليص المحافظة من براثن المفسدين والخارجين عن القانون والدين...
رسالتان للمعنيين بهما: - نمى الى علمي أن بعض ضعاف النفوس وعديمي الإحساس وفاقدو الضمير قاموا بإدراج أسمائهم ضمن كشوفات النازحين بغية استلام معونات ومخصصات وهم ليسوا بنازحين أنما الجشع والطمع أعمى بصائرهم وبصيرتهم وقتل إنسانيتهم,ولكن السؤال الاهم هل يعلم القائمون على شؤون النازحين بذلك أم انهم كالاطرش في الزفة؟ فأن كانوا لايعلمون فهي مصيبة,وإن كانوا يعلمون فالمصيبة اعظم..نتمنى ان يجيب علينا من بيده زمام الأمر.
- "نقيل ثره" أصبح اليوم نقطة أستقطاع وأسترزاق يسعى البعض الى كسب المال من خلالها وأستقطاع بعض الاموال من التجار وأبتزازهم تحت مسمى " تحسين" لمحافظة أبين ونحن نعلم كلنا حال المحافظة فكيف يقوم هؤلاء بإبتزاز التجار والكذب عليهم بمساعدة الجيش المرابط في ذلك المكان,فياترى لمن يعمل هؤلاء؟ ولماذا لم يبادر أحد من المسئولين في المحافظة المنكوبة الى توقيفهم والتحقيق معهم خصوصاً أن المبالغ التي يستقطعونها مبالغ كبيرة.