كان الرئيس السابق صالح في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي عبارة عن دمية بيد الرئيس الراحل صدام حسين ، وبعد حصار العراق وتدميره حاول أن ينفذ بجلده وسرعان ما تحول إلى سمسار مع دول الأقليم إن لم يكن حذاء بأقدام آل سعود ، وبعد أن فقد الكرسي وانتهت مصالحه أراد أن ينتقم من اليمن ويتحالف مع الحوثي ، ولم يكن تحالفه حبا في الحوثي أو حباً في اليمن واليمنيين ، بل انتقام وتسميم للشعب ، ولكنه لم يدرك أن صانع السم يموت بسمه. في الشمال نفق صالح وبقى الحوثي: الحوثي يقول أنه يريد أن يخرج اليمن من التبعية والوصاية السعودية التي هي بنظره العدو التاريخي لليمن ، لكن بنفس الوقت يريد أن ينقل اليمن من الوصاية السعودية إلى التبعية الإيرانية ، وأجندته هي حكم ولاية الفقيه وملالي طهران في قم.
إخوان اليمن يعتبرون التدخل الإيراني انتهاك للسيادة الوطنية ، وكذلك يعتبرون التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات احتلال وغزاة معتدين ، لكنهم يريدون تقديم النظام القطري والأردوغاني حمام وديع لحل مشاكل اليمن.
المجلس الإنتقالي الجنوبي يقاتل الحوثي ويحارب الإخوان تحت قيام دولة الجنوب ، لكنهم يعتبرون الإمارات طوق نجاتهم ومستعدون أن يضحوا بالجنوب وربما بانفسهم من أجل أن ترضى عنهم الإمارات.
مشائخ خضرموت يريدون استقلال حضرموت والخروج من الإحتلال اليمني وسياسة الضم والإلحاق الجنوبي ، ويعتبرون أنفسهم دولة ، وفي المقابل يقدمون حضرموت كبش فداء للسعودية ولا مشكلة لديهم أن يكونوا عبيد تحت أمير سكير عربيد.
المهريون يريدون إعادة سلطنة المهرة بعيداً عن اليمن والجنوب وهيمنة الحضارم ، ولكنهم يعتبرون أنفسهم جزء من سلطنة عمان ولا مشكلة لديهم حتى وإن قررت عمان إبقائهم عمال نظافة ومتسولين على قارعة الطريق.
الخلاصة الكل يطمح ويريد أن يكون له وجود وسيادة ، ولكني لا أرى رجال دول تطالب برفض الوصاية وبشراكة ندية حقيقية كما تفعل شعوب الأرض ، التي تجعل مصلحة الوطن فوق مصلحتها العليا.
لماذا أصبح اليمنيون شمالاً وجنوبا ذيول تابعة للآخرين ويريدون أن تحترمهم دول الأقليم والعالم ، ثقوا تماماً لم ولن يحترمكم أحد طالما أنتم مثل العاهرة لمن يدفع أكثر ، فالتبعية العمياء هي من أغرقتكم وجعلتكم سخرية أمام شعوب العالم!!