تأخر زيارة المبعوث الأممي جريفيت التي كانت متوقعة إلى عدن أو إلغائها ، أو تعطيلها ، لن تؤثر على الجنوبيين ، لا في نضالهم ولا في مبادئهم ولا في أهدافهم ، وسيبقى دوما وأبدا أعتمادهم الكلي في تحقيق تطلعات نضالهم على الله ، ثم على قوتهم في فرض سيطرتهم على أرضهم ، وأيضا على ما يكون من علاقاتهم الدبلوماسية مع المجتمع الدول ، منظمة أمم ودول ، ولن تزداد الشرعية في مؤامراتها تلك في تعطيل زيارة المبعوث الأممي إلى عدن غير حسرة وندامة ، وكل العراقيل التي وضعوها في طريقه ستنقلب ضدهم . أن ما كان من مغادرة جريفيت صنعاء إلى مقره دون أن يزور عدن ، أو تأخرها ، خاصة بعد رجوعه إلى مقره ، إلا مقدمات تدل على أنتهاء مراسيم زيارته إلى الشمال ، ومن ثم التمهيد والتحضير لمراسيم جديدة لزيارة إلى الجنوب في الوقت الذي يراه مناسبا ، وكأنه في ذلك يعمل مراسيم زيارة دولتين . محاولات الشرعية البائسة : مايسمى بحكومة الشرعية المنفية ، المرفوعة القدم من الثبوت على ولو جزء بسيط من الأرض ، يكون شرعية لها في جغرافية اليمن ، ستستمر محاولاتها البائسة في منع المبعوث الأممي من زيارته إلى عدن واللقاء بممثل الجنوبيين الشرعي ، الانتقالي الجنوبي وقيادته و على رأسها الرئيس/ عيدروس الزبيدي ، وستزداد في وضع مطباتها وعراقيلها وتهديداتها وممانعتها المبعوث الدولي من أن يزور عدن والأستماع إلى مطالب الجنوبيين ، وستتكرر مرات عديدة ، ولا تتوقف إلا بغلبة الجنوبيين عليهم . واللقاء بالمبعوث الأممي وفي العاصمة الجنوبية عدن . أنما هي بمحاولاتها البائسة تلك ، تحاول إخفاء حقيقة ضعفها ، وحتى لا تكون فضيحتها مدوية في كل أرجاء المجتمع الدولي ، من أنها لاتملك قرارا ولا أي شرعية على الأرض ، وأن كل الشعبين الجنوبي والشمالي يرفضونها ، وأن حقيقتها لا تعدو من كونها عبارة عن مراكز أعلامية فقط ، قنوات وبرامج تواصل ومواقع إلكترونية وصحف وأشخاص ، خاوية من أي شعبية ، ومن أي قضية أساسية ، ومن أي أهداف أو مبادئ ، وكل عملها فقط سرقة انتصارات المقاومة الجنوبية ، و سرقة الخدمات عن الناس ، كما تحاول بتلاعبها السياسي ذاك ، الذي فيه تقوم بأصدار المخاوف والتحذيرات و التهديدات ، إلا أظهار نفسها أنه بأستطاعتها منع صوت القضية الجنوبية الذي سيكون بلسان الانتقالي الجنوبي ، من أن يسمعه المجتمع الدولي ، وحرف مساعي المبعوث الأممي الأستماع إلى أصوات مكونات حراكية مزيفة مستنسخة، كالمسماة بالحراك الجنوبي التابع للحوثي، والحراك الجنوبي التابع للشرعية، وأيضا محاولة أظهار نفسها أنها هي الأقوى. جريفيث ليس غبيا : طبعا جريفيث ليس طفلا حتى يخاف من تحذيرات الشرعية وتقولها ، أن عدن غير أمنة ، وأنها لا تستطيع حمايته ، وهو المدرك لحقيقة كيف هي عدن ، وكيف أنها أمنة ومحماية بقوات المقاومة الجنوبية ؟، وهو المبعوث الدولي المحماي بصفته الدولية ، لكنه أخذ تحذيرات الشرعية محمل الجد أحترازا من أن تكون الشرعية هي المكيدة ، وهي المرتبة أمر تخوفها وأطلاق تحذيراتها. كما أنه ليس غبيا حتى يقتنع بتعاذير الشرعية له ، من منعه أو الضغط عليه بعدم زيارته إلى عدن ، ولا يمكن أن يبني تصوراته في حل قضية الجنوب دون ذهابه إلى عدن ودون الأستماع إلى صوت قيادة الانتقالي ، ودون أخذ لمحات للشعب الجنوبي عن قرب ، ولا يمكن أيضا أن يبنيها من لقائه بمكونات حراكية مستنسخة وغير حقيقية في تمثيلها للشعب الجنوبي ، لهذا فهو وحتى لو ألتقى بالرئيس الزبيدي في الخارج ، لازم سيزور عدن . زيارته لدولتين : بعد أن يأتي الوقت المناسب الذي فيه يقرر جريفيت زيارته إلى عدن ، وبعد أن يزورها أو أثناء زيارته ، سيكتشف جريفيت أنه فعلا يزور دولتين ، وأن كل من الدولتين لها شعب يختلف عن الشعب الآخر ، ومطالب تختلف عن مطالب الشعب الآخر . فهو وبعد زيارته التي كانت للشمال ، سيكون قد أخذ في تصوره طابعا خاصا عن الشمال ، من خلال إيجاده شعب راض بالوضع المفروض عليه من قبل الحوثيين ، وكل مايريده هو فقط إيقاف الحرب عليه ، وأن يعيش في أمن واستقرار ، وسيجد أيضا مجلس سياسيا حوثيا مؤتمريا يفاوض المجتمع الدولي على أهداف كيفية الأعتراف به وترسيخه حاكما على الشمال فقط ، ولم يعد يفكر أو يهدف إلى أن يحكم اليمن شمالا وجنوبا ، بسبب الهزائم التي مني بها في الجنوب وفقد الحاضنة . بينما وبعد ما سيزور جريفيت عدن ، أو أثنائها سيجد في الجنوب شعب أخر ، شعب فرح بأنتصاراته ، طموح في تحقيق أهدافه ، أمل في استقلاله وأن يكون دولة ذات سيادة ، شعب لايتزحزح عن نضاله قيد أنملة ، ومجلس انتقاليا مفوضا من قبل شعبه في التفاوض باسمه من أجل أنتزاع استقلاله ، وسيجد أيضا قوات جنوبية على طول وعرض الأراضي الجنوبية تحرسها وتحميها. والمفاجأة التي ستظهر أمام جريفيت بعد زيارته الشمال وزيارته الجنوب ، الغياب الكلي للمسماة الشرعية ، وأنها غير موجودة أصلا غير في مراكزها الإعلامية فقط .