صديقي واخي العزيز (واعد عبدالله باذيب )الذي اختير مؤخرا وزيرا لوزارة النقل بدولة(اليمن) لن أهنئه على هذا المنصب لأن مثل من ينتمي الى اسرة معروفة بنضالها وغز نتاج فكرها وثقافتها كأسرة (باذيب )،فضلا عن شخصه المثابر وشخصيته الدافئة لا يحتاج الى ذلك ،فالمنصب الحكومي هو الذي يتشر فيه وتكون له التهنئة وليس العكس ، فكيف يكون الحال ايضا في حال ان كان هذا المنصب غير مشرف الذي اتاه بالوقت الخطأ لأسباب يعرفها الاخ العزيز واعد اكثر مننا جميعا؟ اذن فالتهنئة هنا اشبه بالتعزية. ولكن فقط للتذكير نقول للأخ واعد أن الذي مُنع الشهر الماضي من صعود سلم الطائرة بمطار عدن الدولي وهو ذاهب الى القاهرة بشهر نوفمبر الماضي ليتلمس الطريق بمعية اخوانك الجنوبيين الحل لقضية شعب الجنوب-بصرف النظر عن صواب او خطأ ذلك الحل -واقسم واقسمنا معه جميعا بقاعة اللقاء الجنوبي الأول المنعقد بشهر مايو الماضي بذلك القسم الذي اقشعرت له أبداننا وتعهدنا بوثائق ذلك اللقاء بما نصه:(ان لا مشاركة باي ترتيبات سياسية قبل حل القضية الجنوبية الحال العادل الذي يرتضيه شعب الجنوب) .
ان الذي منعوك من صعود الطائرة هم انفسهم الذين اختاروك لمنصب وزيرا (للطائرات كلها) -وان تغيرت وجوههم فلم تتغير عقلياتهم-ليس حبا فيك ولا بأسرتك المغضوب عليها من قبل هذه العصابة ولكن اختيارك هو لجنوبيتك ولنشاطك بالقضية الجنوبية لأغراض في نفوسهم يصعب حصر عددها ،وان كان اهم هذه الأمراض واكثر عضالا هي تشويه الحقيقة ولًيّ عنقها بشأن قضية شعب الجنوب عبر طرق الحيلة والمخاتلة السياسية مثل اختيار المناصب ظنا منهم ان الشعب الجنوبي في درك غباهم الاسفل وسطحية تفكيرهم وبالتالي يذهب بهم جهلهم انهم بمثل هكذا حركات يهيلون مزيدا من التراب على جسد الجنوب اعتقادا خائب ان غبار الاحتيال ونقع المغالطات سيدفن قضية بحجم القضية الجنوبية الى الابد ،وإظهار الجنوبيين كمجموعة متهافتة ومتساقطة على موائد التعيينات وقد انخرطوا بالترتيبات السياسية وإن قضيتهم من الهشاشة ان تذروها مناصب وهمية.
ثقتي ان صدى ذلك اليمين لا يزال يتردد بذهن الأخ واعد مثلما سيظل يتردد بآذاننا حتى استعادة حقنا الجنوب بدولتنا وكياننا غير منقوص منهما شيئا بإذن الله فهل يعقل ان يكون واعد باذيب قد حنث بيمينه ونكث بعهده؟ اشك ان يكون هذا قد حدث.
ولأن ثقتنا بمن حملوا قضية الجنوب على عاتقهم واكتووا بجمر القهر وسعير الضيم ولظى التعسف ومنهم بالتأكيد الأخ العزيز واعد باذيب لن يغريهم منصب ولن يخدعهم وعد ولا يرهبهم وعيد، فمن يمنح من؟ ومن يعين من بالله عليكم؟.
فأبناء الجنوب ان ارادوا المناصب فهي (تأتيهم منقادة تجر اليهم بأذيالها ) حد قول الشاعر، ولكن لأن لهم قضية بحجم وطن يسكنهم وان لم يسكنوه وهو منصبهم و كهفهم الحاني الذين يلوذون اليه من غوائل الايام وبغي البغاة وقهر الطغاة وقد آلوا ان يبيعوه في أحلك الظروف وامّرها فلن يقايضون بهم بسوق نحاسة الاوطان، وكيف يساومون به اليوم وقد حصص الحق وقذف به من عليا سماه ليدمغ به الباطل وانبثق فجر الحرية من رحم الظلمة ومن بهيم ديجور المعاناة ؟.
- حكمة:( من يضع في قدره بطاطس لا يمكن أن يغرف لحماً).