لا أحد يشك في كفاءة ونزاهة وخبرة السيد محمد سالم باسندوه – سياسي عدني ومنذ بداية حياته السياسية في عدن وإنطلاقه من الحركة العمالية عمل تحت زعامة السياسي العدني التاريخي النقابي عبد الله عبد المجيد الأصنج .. مؤسس الحركة النقابية العمالية في عدن . يُعرف السياسي باسندوه من السياسيين الأوائل من يقرأ كثيرآ ، عبقري مثقف عاش تجربة الحياة ويُعرف بالإستقامة والتدين ونظافة اليد . رحل إلى الشمال وشارك في الحياة السياسية. باسندوه له نوايا طيبة في إنقاذ البلاد ، عمل مع صالح الضال ولكن في النهاية أكتشف ضلاله فأنتقل للعمل ضده . السياسي السيد محمد سالم باسندوه يحمل الكثير من الخبرات في التعامل مع القبائل والسياسيين في الشمال وهو أكثر خبرة ومعرفة في طريقة تفكير صالح الضال . في نهاية الستينيات ألتقى باسندوه بصالح الضال في أسمرا وصالح حينها ضابط مغمور في الجيش. أن تكون جنوبيآ سياسيآ في الشمال يحتاج ذلك إلى كثير من العلم ، الثقافة والشجاعة لمعرفة ذلك المجهول اليمن. السيد محمد سالم باسندوه وجد نفسه أمام محك تاريخي غامض في رحلته السياسية ، هذا السياسي التاريخي المخضرم الوحيد الذي يعرف نوايا صالح الضال.. باسندوه اليوم أمام منعطف تاريخي هام في حياة أمة .. إنها مرحلة جديدة في تاريخ اليمن . في حرب اليمن عام 1962 كانت القضية بين نظام ملكي يحاول البقاء .. ونظام جمهوري يريد أن يغير سير الحياة إلى مستوى أفضل ويجارى تقدم العصر، كانت هناك أطراف دولية دخلت ميادين الصراع في اليمن للحفاظ على مكاسب ومواقع دولية في لعبة الأمم والمصالح . في الجانب الملكي كان يتواجد علماء ومفكرين وأئمة أهل رأي وعلم ودين ، أدركوا بصحوة الضمير والعقل أن حركة التاريخ وعجلة التقدم تتسارع .. فأنسحبوا بهدوء و كرامة وكبرياء لإنقاذ أرواح الناس في اليمن. اليوم المشكلة في عصابة صالح عفاش البدائية القاتلة التي ستقاتل من أجل البقاء ولو على جثة آخر يمني في اليمن. قبل الثورة عام 1962 وبعد سلسلة من الإنقلابات قادها الثوار ورياح التغيير تجتاح المنطقة ، أدرك حقيقة الأمر الإمام الملك العظيم أحمد – قال : أنا آخر ملك في اليمن. يا محمد سالم باسندوه – سيدي الكريم .. إن جانب من الحرب هو حرب القبائل والنفوذ ، الصراع في اليمن هو الصراع الأزلي – الحرب بين البدائية والحضارة وهناك أحلام تكتنف البعض في اليمن لإستمرار هذا النوع من النظام البدائي . يا باسندوه .. قل لهم .. مستحيل إيقاف حركة ثورة الشباب. إن هذا النظام الجديد قد خططت له عقول جبارة في مراكز الأبحاث و أروقة الجامعات – إنها ثورة تجتاح العالم – ثورة الموبايل والإنترنت – ولكن عقلية البعض ما زالت تعيش عهد العكفه ، ما زال البعض يحمل الأسطورة التاريخية اليمنية القديمة التي هزمت الغزاة عبر العصور وهي وعورة اليمن وكهوف اليمن فوق الجبال – هذا عصر قد ولى .. اليوم عصر الأقمار الصناعية وشبكة المعلومات والأجهزة التي تحمل بصمات ومعلومات عن 2 مليار إنسان حول لعالم . صالح الضال يعيش في الماضي – عصر أسطورة وعورة الجبال وسيقود اليمن إلى حرب أهلية ويهرب إلى الجبال – لا يعرف إن طائرات الهيلوكبتر "الأباتشي" تستطيع النزول أمام أي كهف – وتستطيع أن تنزل على سطح بيته ليلآ أو نهارآ وينقل كمجرم حرب إلى لاهاي.
يا محمد سالم باسندوه اليمن ليس في حاجة إلى بندول .. اليمن في حاجة إلى عملية جراحية. محمد أحمد البيضاني كاتب عدني ومؤرخ سياسي - كوبنهاجن