ساعر: واشنطن لم تبلغ تل ابيب بوقف قصفها على اليمن    السياسي الأعلى: اليمن يتموضع بقوة في المنطقة ويواصل دعم غزة    تكريم طواقم السفن الراسية بميناء الحديدة    هيئة الرئاسة تقف أمام مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية محليا وإقليميا    السودان.. اندلاع حريق ضخم إثر هجوم بطائرات مسيرة في ولاية النيل الأبيض    صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    صنعاء .. الافراج عن موظف في منظمة دولية اغاثية    لماذا تظل عدن حقل تجارب في خدمة الكهرباء؟!    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    باجل حرق..!    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقابات العمالية كانت القاعدة الأساسية في دعم كفاح الجبهة القومية
القيادي الاشتراكي مهدي عبدالله سعيد :
نشر في الاشتراكي نت يوم 07 - 11 - 2010

قال النقابي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني مهدي عبدالله سعيد ان حكومة الاستعمار البريطاني حرمت على ابناء الشمال من الخوض في الانتخابات والتصويت على المجلس التشريعي للجنوب على اعتبار انهم رعايا دولة اجنبية ما اثار حفيضة القوى السياسية والاجتماعية في الجنوب انذاك وعارضة هذا القرار بشدة.
وقال في حوار مع صحيفة "الوحدة " يعيد " الاشتراكي نت " نشره ان الحكومة البريطانية المحتلة تقدمت بما أسمته الاصلاحات الدستورية تلك الاصلاحات التي تنص على انتخاب ثلاثة اعضاء للمجلس التشريعي من مجموع اثني عشر عضواً تعين الحكومة الباقي منهم وقد نصت هذه الاصلاحات على حرمان ابناء شمال الوطن من حق الترشيح والتصويت للمجلس باعتبارهم رعايا دولة أجنبية هي حكومة شمال اليمن «المملكة المتوكلية اليمنية» كما نصت على جعل رأي المجلس استشارياً لا يلزم الحكومة ولهذه الأسباب تجمعت بعض العناصر السياسية والاجتماعية والرياضية ونقابة عمال خطوط عدن الجوية والعمال الفنيون مع بعض الشباب المثقفين وشكلوا الجبهة الوطنية المتحدة التي بادرت بالدعوة لمقاطعة الانتخابات التشريعية لاسباب قيامها على أساس تجزئة اليمن وذلك بحرمان ابناء شمال اليمن من حقوق الانتخابات:
وجاء الحوار كالآتي :
ارتبط اسمه بتاريخ العمل النقابي في جنوب الوطن وكان أبرز قادته النشطة في تثبيت وإرساء تجربة رائدة للعمل النقابي للطبقة العاملة اليمنية.. التحق بالعمل في البنك البريطاني للشرق الأوسط إبان الاحتلال البريطاني للجنوب انتخب عضواً للقيادة العامة للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل كما أنتخب رئيساً للاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية في المؤتمر الأول للاتحاد عام 1971 في عدن.
عضواً في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني حالياً حيث يُعد المناضل الأستاذ مهدي عبدالله سعيد من القيادات العمالية النقابية التاريخية وفي مناسبة تاريخية كهذه وهي الذكرى 47 لثورة 14أكتوبر المجيدة التقته «الوحدة» في أول حوار صحفي فإلى تفاصيله:
اتسم نضال الطبقة العمالية في جنوب الوطن ابان الاحتلال البريطاني بدور فعال في قيام ثورة 14 أكتوبر وانتصارها.. كيف تقيمون نضال الطبقة العمالية اليمنية تاريخياً؟
ونحن نحتفل هذه الايام بالعديد من المناسبات الوطنية وأعياد الثورة اليمنية الذكرى 48 لثورة 26 سبتمبر والذكرى 47 لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدتين والذكرى 43 لعيد الاستقلال الوطني30 نوفمبر 67م وبهذه المناسبات الغالية اهنئ شعبنا اليمني العظيم عبر صحيفة «الوحدة» التي تقدمت إلى شخصي مشكورة لتسليط الضوء في هذه المقابلة وعلى صدر صفحاتها الغراء.
طبعاً لم تكن للحركة النقابية في عدن قبل ديسمبر 1955م عندما تقدمت الحكومة البريطانية المحتلة بما أسمته الاصلاحات الدستورية تلك الاصلاحات التي تنص على انتخاب ثلاثة اعضاء للمجلس التشريعي من مجموع اثني عشر عضواً تعين الحكومة الباقي منهم وقد نصت هذه الاصلاحات على حرمان ابناء شمال الوطن من حق الترشيح والتصويت للمجلس باعتبارهم رعايا دولة أجنبية هي حكومة شمال اليمن «المملكة المتوكلية اليمنية» كما نصت على جعل رأي المجلس استشارياً لا يلزم الحكومة ولهذه الأسباب تجمعت بعض العناصر السياسية والاجتماعية والرياضية ونقابة عمال خطوط عدن الجوية والعمال الفنيون مع بعض الشباب المثقفين وشكلوا الجبهة الوطنية المتحدة التي بادرت بالدعوة لمقاطعة الانتخابات التشريعية لاسباب قيامها على أساس تجزئة اليمن وذلك بحرمان ابناء شمال اليمن من حقوق الانتخابات بل لقد كان استفزازاً آثار مشاعر الشعب ومقاومته للحكم البريطاني المحتل، لقد حظيت الجبهة الوطنية المتحدة بالتأييد الشعبي والعمالي لمواقفها ضد السياسة البريطانية حيث تجمعت القوى الوطنية والعمالية وأدى ذلك إلى تشكيل أول ست نقابات وكانت هذه النقابات أساس تكوين المؤتمر العمالي ومن خلال الاتصالات بالعمال في مختلف فروع العمل وعقد المحاضرات وزيادة وعيهم الثقافي تمكن العمال من تشكيل نقاباتهم للدفاع عن حقوقهم وتحسين حياتهم المعيشية وتحديد ساعات العمل حيث بلغ عدد النقابات 25 نقابة منضوية تحت لواء المؤتمر العمالي إلاّ أنه في ذلك الحين كانت سياسة المؤتمر العمالي محصورة في النضال من أجل مكاسب مادية للعمال «مكاسب مطلبية» ومع تطور العمل النقابي واشتداد الاضرابات النقابية التي واجهتها السلطات الاستعمارية بالقمع والزج بالعديد من العمال في السجون الأمر الذي أدى إلى مزج المطالب النقابية بمكافحة الاستعمار البريطاني وسياساته وتطورت شعارات العمال والمواطنين من المطالبة بحقوقهم العمالية والنقابية إلى المطالبة بطرد الاستعمار وعملائه إلاّ أن هذه الاضرابات والاحتجاجات لم تتطور في اطار سياسي لوحدها لمقاومة السياسة الاستعمارية البريطانية .
وفي 24 سبتمبر عام 1962م اتفقت كل القوى السياسية والاجتماعية والنقابية بالاتفاق والتنسيق مع الجبهة الناصرية وحركة القوميين العرب على مظاهرات ومسيرات في مدينة كريتر للزحف على المجلس التشريعي حيث جوبهت هذه المسيرات الاحتجاجية بالقمع وقنابل مسيلة للدموع وسقط بعض المتظاهرين في 26 سبتمبر 1962م يوم الخميس الذي أعلن فيه من إذاعة صنعاء قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة وإنهاء أعتا نظام امامي كهنوتي ظالم ومستبد وقيام الجمهورية العربية اليمنية معلنة أهدافها الستة المعروفة، لقد كان لقيام ثورة 26 سبتمبر 62م دافعاً قوياً للحركة الوطنية في الجنوب أدى بها إلى إعادة ترتيب أوضاعها وفق منظور سياسي وكفاحي يحميها في إطار سياسي موحد يقود الجماهير الشعبية والثقافية والاجتماعية لخوض نضالها ضد الاستعمار البريطاني المحتل في الجنوب.
وفي بداية 1963م اجتمعت المنظمات السياسية والنقابية والاجتماعية والثقافية في شمال الوطن واتفقت على تشكيل كيان سياسي موحد لمقاومة الاستعمار البريطاني بقيادة الجبهة القومية حيث تكونت من:
1- حركة القوميين العرب (2 ) الجبهة الناصرية
3- تشكيل القبائل (4) جبهة الاصلاح اليافعية
5- التنظيم السري للضباط والجنود الأحرار
6- المنظمة الثورية لأحرار جنوب اليمن المحتل
7- الجبهة الوطنية.
كان لهذا الاتفاق بين فصائل الحركة الوطنية المذكورة أعلاه وإعلانها قيام الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل بانتهاجها اسلوب الكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني أحدث ذلك صدى واسعاً في الأوساط الجماهيرية والنقابية وتأييدها لذلك حيث أعلنت الجبهة القومية الكفاح المسلح على مستوى ساحة الجنوب في 14 اكتوبر 63م ووضعت اللبنة الأولى للشهداء باستشهاد البطل الشيخ غالب بن راجح لبوزة أبو الشهداء.
-- الإضراب العام
النقابات العمالية ال6 في الجنوب ما أسباب ودوافع نشوئها ودورها الريادي؟
بعد قيام الجبهة القومية وإعلان تبنيها الكفاح المسلح ضد الاستعمار انضم إلى صفوفها العديد من ابناء الشعب سراً يمثلون مختلف الهيئات الاجتماعية والعمالية والجمعيات والاتحادات الرياضية (الخ ) ولأول وهلة عند إعلان قيام الجبهة القومية وتبني الكفاح المسلح واجهت معارضة شرسة من بعض قيادات المؤتمر العمالي وكتب أحد قادات المؤتمر العمالي في كتيب يقول بالنص (لماذا نحرق الأرض التي يجب أن تزرع، لماذا نهدم البيت الذي يجب أن يسكن، لماذا نقتل النفس التي يجب أن تعيش؟!)
كانت هذه التعبيرات أول مؤشر لمعارضة بعض قيادات المؤتمر العمالي لقيام الجبهة القومية ونهجها لمبدأ الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وحيال ذلك جاءت توجيهات من قيادة الجبهة القومية لاعضائها في الحركة النقابية عن طريق الشهيد المناضل عبدالعزيز عبدالولي للأخ محمد عبدالله الطيطي رئيس نقابة البنوك أن يتم العمل على توجيه أعضاء الجبهة القومية نحو الحركة العمالية وأن يكون دورهم فيها محاربة العناصر الانتهازية داخل المؤتمر العمالي وبالفعل تم ذلك بتنسيق القيادات النقابية الاعضاء في مجلس المندوبين للمؤتمر العمالي وهم:
1- محمد عبدالله الطيطي
2- عبدالقادر أمين
3- فضل محسن عبدالله
4- محمود عبدالله عشيش (شهيد)
5- محمد صالح عولقي (شهيد)
6- حسن سرحان
7- محمد عبدربه (فقيد)
كان للإخوة المذكورين أعلاه دور بارز وقوي في مجلس المندوبين للمؤتمر العمالي إلى جانب النقابيين أعضاء الجبهة القومية مجالس المندوبين في النقابات ومع امتداد الصراعات داخل المؤتمر العمالي بين مؤيد للجبهة القومية ونهجها الكفاح المسلح وبين من يقف ضدها أدى ذلك إلى عدم الاعتراف يقيادات المؤتمر العمالي وتم تشكيل النقابات الست كإطار نقابي يدعم ويؤيد الجبهة القومية وهي النقابات التي كانت القاعدة الاساسية والقوية في دعم الكفاح المسلح لقيادة الجبهة القومية، ومن هذا المنطلق تعزز دور العمل النقابي في الجنوب والقيام بالعديد من الاضرابات المطلبية والسياسية ضد الاستعمار البريطاني والمحتل وعملائه والشركات الاستعمارية البريطانية التي كانت تعتبر الاضرابات والاحتجاجات غير قانونية فتعمد إلى شن عمليات الاعتقالات ضد قيادات النقابات الست والزج بهم في السجون الأمر الذي سبب بعض الارباكات في نشاط العمل النقابي نتيجة غياب تلك القيادات الأمر الذي دفع بالقيادات النقابية للنقابات الست أن تضع احتياطات تضمن من خلالها استمرارية نشاطاتها النقابية واذكر على سبيل المثال نقابة البنوك التي شكلت لجنة طوارئ لمجابهة أي طوارئ مكونة من الأخوة التالية أسماؤهم:
1- نقابة البنوك - محمد عبدالله القيفي
2- نقابة عمال البترول - محمد صالح عولقي
3- نقابة عمال البناء والانشاء والتعمير
4- نقابة عمال المواصلات - محمد سالم عبدالله
5- نقابة المعلمين - عبدالقادر أمين
6- نقابة الموانئ - فضل علي عبدالله، محمد عبدربه
كانت قيادات المؤتمر العمالي أشد المعارضين للجبهة القومية وكانت هناك منافسة بين قيادات المؤتمر العمالي وقيادات النقابات الست وحاولت كل جهة التأكيد على أنها فريدة في تمثيلها للحركة النقابية وحدد الأصنج موقفه المقاطع وقال: تصرفوا على طريقتكم بما في ذلك قيادات النقابات الست، وسنتصرف نحن بطريقتنا وقد وصف الجبهة القومية بالمأساة وحركة القوميين العرب حركة دراويش وكان لهذه التصريحات من الأصنج تأثير سلبي على الحركة الوطنية وبالذات على ثورة 14 أكتوبر بقيادة الجبهة القومية مما دفع ذلك إلى تعزيز النضالات العمالية والإضرابات المتكررة ضد المصالح الاستعمارية بعيداً عن المؤتمر العمالي التي كانت قياداته ضد هذه الاضرابات مما دفع بقيادات النقابات الست أن ترفع مذكرة إلى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تشير فيها إلى عدم اعترافها بالأصنج كممثل للحركة النقابية في الجنوب مما دفع بالأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال إلى معالجة ذلك وتوصل إلى الاعتراف بقيادات النقابات الست وكان لذلك القرار دافع معنوي للجبهة القومية ونضالها المسلح وتمكنت من قيادة العمل النقابي بشكل وطني وثوري وكان أكبر امتحان للنقابات هو إعلانها الاضراب العام في 19 يناير 1967م بمناسبة ذكرى الاحتلال البريطاني لعدن وتوقفت كافة المرافق والمؤسسات الاستعمارية وخرجت الجماهير العمالية للمشاركة في هذا اليوم التاريخي بالرغم من كثافة الجنود البريطانيين الذين عملوا على تفريق المضربين والمظاهرات الاحتجاجية للاحتلال البريطاني في الوقت الذي كانت قيادات المؤتمر العمالي ضد هذا الاضراب وطالبت العمال بعدم المشاركة في ذلك إلاّ أن العمال والنقابيين تجاوزوا تلك التوجيهات وانضموا إلى المشاركة الفعالة في الاضراب.
-- سياسة فرق تسد
باعتباركم أحد القيادات النقابية العمالية التاريخية في اليمن.. ما الرسالة التي توجهونها لقادة العمل النقابي آنذاك وشهدائه من المناضلين؟
أي استعمار أجنبي لشعب ما لا شك أن تكون له أهداف ومصالح واطماع تخدم استراتيجيته السياسية والاقتصادية فالاستعمار البريطاني الذي احتل عدن في 19 يناير 1839م باعتبارها أهم ممر ملاحي عالمي يربط الملاحة البحرية بين الشرق والغرب في ظل ظروف النمو الراسمالي واستثماره في بلدان الغرب وظهور الدول الراسمالية القوية المنافسة في بسط النظام الرأسمالي على مستوى العالم كله والمتصارعة على أسواق تضمن تصريف منتجاتها وعلى المواد الخام وعلى المواقع الاستراتيجية والعسكرية وحماية مصالحها عبر العالم.
ومن هذا المفهوم للسياسة الاستعمارية نجد أنها لا تسمح لأي شكل سياسي معاد أو ثقافي أو نقابي معادٍ لسياستها فهي مضطرة أن تقاوم ذلك بشتى الوسائل القمعية والإرهابية وزرع الفتن والقلاقل والحروب الأهلية في المجتمع بهدف اشغالهم عن مقاومته ومحاربة تواجده على أرضهم «متبعاً بذلك سياسة فرق تسد» وهذا الأسلوب هو الذي مارسة الاستعمار البريطاني في بلدنا بل أنه عمد إلى تشكيل كيانات هزيلة ترعى وتحمي سياسته وأطماعه مثل جمعية عدن للعدنيين والاتحاد الفيدرالي سيء الصيت وكذا انشاء الأجهزة الاستخبارية لمتابعة القوى الوطنية وحركتها النقابية واعتقال قادتها بل ونفيهم خارج البلد.
مكاسب عمالية
ما المكاسب السياسية التي تحققت للطبقة العمالية في جنوب الوطن عقب انتصار ثورة 14 أكتوبر 1963م؟
لا شك بعد انتصار الثورة المجيدة ورحيل آخر جندي من أرضنا وتحقيق النصر العظيم في 30 نوفمبر 67م وحصول شعبنا وبلدنا على استقلاله الوطني بعد أربع سنوات من الكفاح بقيادة الجبهة القومية ومعها كل القوى الوطنية والخيرة.. قدم شعبنا العديد من الشهداء خلال فترة الكفاح المسلح من أجل أن يعيش شعبنا حراً ومستقلاً بعزة وكرامة تحت راية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية آنذاك وحظيت بالاعتراف العربي الدولي وأصبحت عضواً أساسياً في الجامعة العربية والأمم المتحدة ودول عدم الانحياز وعضواً في كافة الهيئات العربية والدولية التابعة لهما، دولة عظيمة مستقلة لها سياساتها وقراراتها المستقلة ومن المكاسب التي تحققت للحركة العمالية بعد نيل الاستقلال الوطني ما يلي:
1- توحيد كافة النقابات العمالية في إطار الاتحاد العام لعمال الجمهورية.
2- فتح فروع للاتحاد العام لعمال الجمهورية في كافة المحافظات.
3- إجراء انتخابات في مختلف الأطر النقابية وعقد المؤتمر العام الأول وانتخاب قيادة جديدة موحدة وتشكيل المجلس المركزي وانتخاب الأمانة العامة للاتحاد العام لعمال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
4- مشاركة الحركة النقابية في صنع القرار السياسي والتشريعي والتنفيذي من خلال عضويتهم في القيادة العامة ومجلس الشعب التأسيسي ومجلس الوزراء إلى جانب مشاركة ممثلي النقابات في مجالس إدارة مؤسسات الدولة المختلفة.
5- إعادة صياغة قانون العمل الذي يحفظ للعامل حقوقه وحق العمال أينما وجدوا في تكوين نقاباتهم.
6- إعادة طباعة صحيفة العمال الناطقة باسم الاتحاد العام للنقابات.
7- انشاء أول معهد نقابي لتدريب العمال والنقابيين على فنون العمل النقابي والثقافة العمالية.
8- إنشاء استراحة للعمال في المطلع بأبين يقضون فيها إجازاتهم هناك.
9- انشاء مدرسة البروليتاريا في صبر محافظة لحج لتأهيل وتدريب أبناء العمال وأبناء الشهداء ثقافياً ومهنياً.
10- تمليك العمال المنازل والشقق المؤممة.
11- انسحاب اتحادنا من عضوية اتحاد النقابات الحرة في بروكسل وانضمامه إلى الاتحاد العالمي للنقابات في «براغ».
12- حماية المواطن من جشع التجار من خلال التلاعب بأسعار المواد الغذائية وتثبيت الأسعار بموجب قانون الجهاز المركزي للأسعار ومراقبة ذلك.
13- حصول كافة أفراد الشعب على حق العلاج المجاني والتعليم المجاني في مختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي والجامعي.
هذه بعض المكاسب التي تحققت لعمالنا وجماهير شعبنا في الجنوب بعد انتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة.
وبهذا أجد نفسي آسفاً لعدم تطرقي إلى تفاصيل نظراً لحساسيتها ونحن اليوم أحوج إلى بعضنا وإلى التماسك والتسامح من أجل حوارات سياسية مخلصة ونزيهة لتجنيب بلادنا أي إشكاليات تعيق تطورها وتقدمها من أجل هذا الوطن وأن نتخذ قرارات صادقة ومخلصة وإن كانت مؤلمة إذا كان ذلك سيكون مردوده إيجابياً للوطن..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.