مأرب قلب الشرعية النابض    تن هاغ يعترف بمحاولةا التعاقد مع هاري كاين    معركة مع النيران: إخماد حريق ضخم في قاعة افراح بمدينة عدن    اخر تطورات الانقلاب المزعوم الذي كاد يحدث في صنعاء (صدمة)    الهلال السعودي يهزم التعاون ويقترب من ملامسة لقب الدوري    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    "سيتم اقتلاعهم من جذورهم": اكاديمي سعودي يُؤكّد اقتراب نهاية المليشيا الحوثية في اليمن والعثور على بديل لهم لحكم صنعاء    وزير الخارجية الدكتور شائع الزنداني يطلع نظيره الباكستاني على آخر مستجدات جهود إنهاء حرب اليمن    أخيرًا... فتيات عدن ينعمن بالأمان بعد سقوط "ملك الظلام" الإلكتروني    حوثيون يرقصون على جثث الأحياء: قمع دموي لمطالبة الموظفين اليمنيين برواتبهم!    شعب حضرموت يتوج بطلاً وتضامن حضرموت للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. الإرياني: استهداف ممنهج وغير مسبوق للصحافة من قبل مليشيا الحوثي    وكلاء وزارة الشؤون الاجتماعية "أبوسهيل والصماتي" يشاركان في انعقاد منتدى التتسيق لشركاء العمل الإنساني    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    د. صدام عبدالله: إعلان عدن التاريخي شعلة أمل انارت دورب شعب الجنوب    فالكاو يقترب من مزاملة ميسي في إنتر ميامي    الكشف عن كارثة وشيكة في اليمن    أمين عام الإصلاح يعزي في وفاة أمين مكتب الحزب بوادي حضرموت «باشغيوان»    الوزير البكري يعزي الاعلامي الكبير رائد عابد في وفاة والده    خادمة صاحب الزمان.. زفاف يثير عاصفة من الجدل (الحوثيون يُحيون عنصرية أجدادهم)    الرئيس الزبيدي يعود إلى عدن بعد رحلة عمل خارجية    بعد منع الامارات استخدام أراضيها: الولايات المتحدة تنقل أصولها الجوية إلى قطر وجيبوتي    ميلاد تكتل جديد في عدن ما اشبه الليله بالبارحة    مارب.. وقفة تضامنية مع سكان غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة من قبل الاحتلال الصهيوني    البنتاجون: القوات الروسية تتمركز في نفس القاعدة الامريكية في النيجر    كارثة وشيكة ستجتاح اليمن خلال شهرين.. تحذيرات عاجلة لمنظمة أممية    تعز تشهد المباراة الحبية للاعب شعب حضرموت بامحيمود    وفاة امرأة عقب تعرضها لطعنات قاتلة على يد زوجها شمالي اليمن    انتحار نجل قيادي بارز في حزب المؤتمر نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة (صورة)    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    دوري المؤتمر الاوروبي ...اوليمبياكوس يسقط استون فيلا الانجليزي برباعية    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    أيهما أفضل: يوم الجمعة الصلاة على النبي أم قيام الليل؟    طقم ليفربول الجديد لموسم 2024-2025.. محمد صلاح باق مع النادي    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    دربي مدينة سيئون ينتهي بالتعادل في بطولة كأس حضرموت الثامنة    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    إعتراف أمريكا.. انفجار حرب يمنية جديدة "واقع يتبلور وسيطرق الأبواب"    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    الخميني والتصوف    تقرير: تدمير كلي وجزئي ل4,798 مأوى للنازحين في 8 محافظات خلال أبريل الماضي    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إسهام العمل النقابي والجماهيري في دعم مسيرة الگفاح الوطني في جنوب الوطن من أجل الاستقلال والوحدة
نشر في الجمهورية يوم 01 - 12 - 2009

إن الحديث عن دور العمل النقابي والجماهيري في دعم مسيرة الكفاح الوطني في الشطر الجنوبي إنما هو حديث عن قلعه من قلاع النضال البطولي للحركة العمالية تمثلت بمؤتمرها العمالي بعدن تلك الحركة التي أيقظت الوعي الوطني وصمدت أمام المخططات الاستعمارية البريطانية بكل شجاعة وفضحت أساليبها وجرائمها في كل المحافل الدولية وحققت في إطارها نواة للوحدة اليمنية. فكيف تحقق ذلك؟في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي بدىء بتكوين تجمعات مهنية كان أبرزها نقابة العمال الفنيين برئاسة صادق زين ونظراً للظلم الفادح الذي كان يعانيه العمال من قلة الأجور وساعات العمل غير المحدود والطرد التعسفي وغيره من المعاناة كالمرض والإصابة في العمل فقد أدى كل ذلك إلى حدوث انتفاضات عمالية وصدامات قوى الأمن للسلطات الاستعمارية ونذكر هنا بالتقدير للجبهة الوطنية المتحدة وأمينها العام الأستاذ محمد عبده نعمان الحكيمي الذي كان له فضل كبير في تنوير العمال بحقوقهم المهضومة وتحفيزهم للقيام بإضرابات لنيل حقوقهم ولم تجد السلطات البريطانية من سبيل إلا أن تقوم بتسفير الأستاذ محمد عبده نعمان بحجة أنه من مواليد الشمال الذي كانوا يعتبرونه في نظرهم أجنبياً والتسفير إلى الشمال آنذاك كان أقسى عقوبة يواجهها المرء، فالمعاناة التي يواجهها الشعب في ظل الحكم الإمامي الكهنوتي جحيم لايطاق، فالفقر والمجاعة والجهل والأمراض كانت السائدة التي كان يعيشها أبناء الشطر الشمالي من الوطن فالراحل إلى هناك كالمستجير من الرمضاء بالنار.
ومع ذلك لم تتوقف الانطلاقة واستمرت البذور الأولى في تكوين عدد من النقابات في مراحلها الأولى بفضل استمرارية وجهود عدد من المناضلين النقابيي أمثال عبده خليل سليمان وعبدالله عبد المجيد الأصنج ومحمد سعيد مسواط ومحمد سعد القباطي ومحمد السوقي ومحمد سالم علي وحسين باوزير وعبدالقادر الفروي وغيرهم لاتسعفني الذاكرة لحصرهم الآن.. أن من أولى مهامها الأساسية الدفاع عن حقوق العمال والعمل على تحسين شروط عملها المختلفه وتوعيتهم وتنويرهم عبر المنشورات واللقاءات بالمطالبة المستمرة بحقوقهم تلك الجهود المخلصة حققت بعض المكاسب المالية مما شجع الكثيرين على الانضمام إلى تلك التجمعات لتشكل النقابات ثم الاتحادات العمالية التي أنضوت جميعها يوم 3 مارس 1956م لتشكل مؤتمر عدن للنقابات برئاسة الأخ محمد سعيد مسواط ونيابة الأخ محمد سعيد القباطي وأمينها العام الأخ عبدالله عبدالمجيد الأصنج الذي كان له دور مفيد ونشيط في تكوين الحركة العمالية، لقد حقق هذا التجمع وحدة عمالية راسخة اليوم بالدفاع عن حقوق العمل المهضومة والنضال الدؤوب من أجل تحقيق حياة أفضل والحد من أرباب الشركات الأجنبية فأعلنت الاضرابات وقامت العديد من التظاهرات لتحقيق ذلك ولقد كان هذا التجمع العمالي العظيم مصدرإقلاق للسلطة البريطانية لاسيما وقد تمكن من خلق علاقات دولية واسعة على المستوى العربي والأجنبي بعد أن أثبت وجوده بدعم شعبي هائل.
ولقد كان عام1960م بداية انطلاق جديدة للحركة العمالية فقد صدر دستور حدد تسمية بالمؤتمر العمالي ورفع شعار(الوحدة، الحرية، الاشتراكية) بدلأً عن (الخبز الحرية، السلام) وأصبح للمؤتمر العمالي مجلس تنفيذي مكون من 9 أعضاء برئاسة المرحوم محمد سعيد مسواط ونائبه محمد سعد القباطي وأمينه العام عبدالله عبدالمجيد الأصنج ومجلس مندوبين يمثل كافة النقابات والاتحادات العمالية المنضوية في عضويته وكان من أبرز أهدافه وأهمها تحقيق حياة أفضل للعمال وتحسين شروط العمل وزيادة الدخل ورفع مستوى المعيشة والعمل بكافة الوسائل المشروعة لإيجاد تشريعات عمالية تقر الحقوق الطبيعية والتأمين ضد العجز والشيخوخة والقضاء على البطالة وإلغاء العمل الإجباري.
واصبح للمؤتمر العمالي مقره الدائم في المعلا مواجهة للمدرسة الفنية (التي كانت تستعمل مركزاً للاستخبارات البريطانية ضد المؤتمر العمالي) أثناء الاجتماعات العمالية الحاشدة التي تعقد في ساحته والتي كانت تركز على مطالب العمال وحقوقهم المهضومة وتنويرهم بالمؤامرات التي كانت تحاك ضدهم من قبل المستعمر وعملائه ذلك أن أبرز ما قامت به الحركة هو نضالها الذي لم يقتصر على تلك المطالب العمالية وهي مهمة بحق للعمال بل تعداها إلى ربطها بالواقع السياسي المعاش بالوجود الاستعماري حامي مصالح شركاته الأجنبية المستغلة لجهود العمال كما أصبح للمؤتمر صحيفته المعبرة باٍسم العمال برئاسة المرحوم محمد سالم علي عبده الذي لم يأل جهداً في تسخير مطبعته لتكون تحت تصرف الحركات العمالية وتكون صحيفة البعث المعبر الآخر عن كفاح الحركة العمالية وكان شعلة متقدة بالحماس لدعم النضال العمالي من أجل دحر المستعمر الأجنبي وفي هذه المرحلة لاننسى الجهد الذي قام به الأخ المناضل محسن أحمد العيني إثر عودته من القاهرة وعبر نقابة المعلمين الذي كان عضواً فيها مما دفع بالسلطات الاستعمارية إلى إبعاده بحجة أنه من إبناء الشمال شأنه شأن المرحوم محمد عبد ه نعمان الحكيمي.
وقد عينه المؤتمر العمالي فيما بعد ممثلاً له لدى إتحاد العمال العرب بالقاهرة فأبرز دور المؤتمر العمالي لدى الاتحادات العربية الدولية والتي كان عضواً فيها كما أصبح عضواً لدى اتحاد العمل الحر ومقره بروكسل (وهو الاتحاد الذي كان يمثل اتحاد ونقابات العالم الغربي) وعضواً لدى الإتحاد العمالي العالمي ومقره (براغ وكان يضم النقابات المرتبطة بالاتحاد السوفيتي آنذاك) وبذلك تمكن المؤتمر العمالي من خلق علاقات دولية واسعة اكسبته عطفاً ودعماً في نضاله المتواصل ضد الوجود الإستعماري البريطاني والحكم السلاطيني والمشيخي الإقطاعي المتخلف والحكم الرجعي الإمامي الكهنوتي الظالم ولم يفتها مهاجمة الأنظمة الرجعية في المنطقة في العديد من المناسبات.. وعبر عن المقاومة من خلال الدعوة للإضرابات العامة التي كانت تحدث شللاً كاملاً للحياة العامة في البلاد والمظاهرات وإصدار البيانات والمنشورات وهي كلها تدعو للوقوف ضد الوجود الإستعماري البريطاني.. حارب النعرات السلالية والمذهبية ودعا دوماً إلى الاستقلال والوحدة وفي المجال الثقافي والتوعية أصدر العديد من البيانات والكتيبات بقصد نشر الوعي بين العمال وأقام العديد من الدورات وأوفد إلى الخارج العشرات من النقابيين لتلقي دورات عمالية في العديد من البلدان العربية والأجنبية كما أوفد العشرات من الطلاب للدراسات الجامعية في الخارج سواء العربية ام الأجنبية.. قاوم مختلف المشاريع الأستعمارية التي أريد تنفيذها بدءاً بتسمية الجنوب العربي وأعتبرها دعوة أنفصالية وأصر على تسمية جنوب اليمن المحتل في كل بياناته وأدبياته ومواقفه دعا إلى مقاطعة الإنتخابات المزيفة التي كانت تحرم إبن الشمال فيها وتعطي الحق للأقليات الأجنبية كونها تابعة لدول الكومنولث ومجلسه التشريعي حيث قام الالاف من العمال بالزحف عليه يوم 24- 9- 1962م وسقط في هذا الحدث قتلى وجرحى غير الذين تم اعتقالهم وزجهم في السجون.
كما وقف بعنف ضد قيام الاتحاد الفيدرالي والوحدة الحضرمية واعتبرها دعوات انفصالية تلبي المخطط الإستعماري البريطاني ولم يأل جهداً في محاربة كل ماهو ضد الوحدة اليمنية بكل السبل .
لقد مثل المؤتمر العمالي بعدن بحق النواة الأولى للوحدة اليمنية، فعماله ينحدرون من مختلف أجزاء اليمن الواحد من المهرة إلى عدن وصعدة وكان بفضل الحدود المفتوحة بين الجزءين والتي لم تغلق مع الأسف الا في عهد (حكم الجبهة القومية) مما جعلت من غير السهل حركة المواطنين بين مختلف أجزاء اليمن.
وبقدر ما كان عظم النضال العمالي كانت محاولة الاستعمار في التآمر عليه وعلى قيادته وعلى رأسهم عبدالله عبدالمجيد الأصنج وعبده خليل سليمان عدا الإشاعات والأراجيف والوعد والوعيد للعديد من النقابيين الشرفاء ولكن أمام وعي العمال وحنكة قيادته باءت جميعها بالفشل الذريع فاضطر (المستعمر) إلى إصدار قانون منع الإضراب في أغسطس 1962م.
وجد مقاومة باسلة ووجه بمزيد من الإضرابات والتظاهرات وقدم العمال وقادتهم المزيد من التضحيات تمثلت بالإيقاف عن العمل للبعض والطرد والسجن لآخرين ولكن صمود الحركة العمالية ودعم القوى العمالية العربية والأجنبية ممثلة بالإتحادات الدولية أدى في الأخير إلى رفع ذلك القانون المشؤوم. وفي مواجهة الحكم الملكي في شمال الوطن وقف المؤتمر العمالي بكل شجاعة معارضاً لذلك الوجود الرجعي المتخلف الذي كان يعتبر بحق بوضعيته حامياً للوجود الإستعماري وعائقاً لتحرر الجنوب فساند كل نشاط يقوم به المناضلون في الشمال من أجل القضاء على الحكم الاستبدادي هناك وأذكر استقباله للشيخ المناضل سنان أبو لحوم والنقيب على أبو لحوم واللواء حمود الجائفي رحمة الله عليه ومحمد عبدالله الفسيل الذي كان له دور في تحرير صحيفة العمال والمرحوم سعيد الحكيمي (الذي أصبح فيما بعد من النقابيين البارزين في الحركة العمالية ومثلها في صنعاء ودمشق) والأستاذ أحمد حسين المروني رحمه الله الذي أصبح هو الآخر عضواً في نقابة المعلمين والعميد محمد علي الأكوع والأستاذ محمد علي نعمان الذي لم يأل جهداً رحمة الله عليه في دعم الحركة العمالية بمختلف السبل وغيرهم لاتسعفني الذاكرة بتذكرهم وقدم المؤتمر العمالي للكثيرين منهم كل تعاون ممكن.
عندما تحقق انتصار ثورة 26 سبتمبر المجيدة لاننسى ذلك الحشد الهائل الذي قدر يومها بأكثر من 60 ألفاً من العمال والمواطنين التي دعيت اليه للحضور من قبل المؤتمر العمالي يوم28-9-1962م حيث القيت في ذلك الحشد الجماهيري أقوى الخطابات الحماسية من قبل أعضاء قيادة الحركة العمالية تؤكد فيها دعم الثورة وإسنادها بكل غالٍ ورخيص وأنذرت السلطات البريطانية علانية من مغبة أي حماقة تقوم به بريطانيا ضد الثورة في صنعاء ودعت إلى التطوع لمساندة الثوار في الجمهورية العربية اليمنية وزعت المنشورات المهددة والمنذرة للقوات البريطانية في ثكناتها ولم أنس أولئك المئات بل الآلاف من عمالنا الذين تحولوا تلقائياً ليصبحوا جهاز أمن لحماية الثورة ينقلون الينا مايرونه أويسمعونه عن أي تحرك أو نشاط موجه ضد الثورة وينبهوننا إلى العملاء والمأجورين من أعداء الثورة ومن الملكيين أن وجدوا وكانت تلك الطوابير تقف صفوفاً متراصة في وهج الشمس المحرقة تتسابق لتسجل تطوعها للانخراط في الحرس الوطني من أجل حماية الثورة والدفاع عنها وبدون أي مبالغة فإن من سجلوا عن طريق المؤتمر العمالي أن ثورة 26سبتمبر هي خطوة هامة في سبيل تحقيق أماني شعبنا من أجل تحرره ووحدته فلماذا لايقف مؤيداً ومسانداً بكل إمكانياته سواء على المستوى المحلي ام الدولي وهناك آخرون..أمثال:علي أحمد ناصرالسلامي ممن كان له دور نشط منذ بداية الحركة العمالية وطه أحمد مقبل،وسيف الضالعي ومحمد عبدالله القاضي وعشيش وعبدالله مطلق ومحمد حميد فارع وعلي محمد الزريقي وناصر عرجي وصالح عرجي ومحمد عبدالوارث سعيد وعلي مسواط وعبداللطيف وغيرهم كثيرون وكان معنا في المعتقل المحامي سعيد طبجي،وعبده حسين الأدهل وآخرون،عندما كنا في المعتقل واجهنا مختلف الأساليب من التعذيب النفسي والمضايقات ووضعنا مجموعات في زنزانات ضيقة،وهددنا بالقتل إذا مات السلطان.
ولا أنسى سؤال المحقق الإنجليزي لي وهو:
لماذا ترفعون شعار وحدة اليمن؟
كان هذا الشعار يزعجهم ولا يطيقونه وليس سراً أن نقوله اليوم :إن المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي قد رفضا العرض البريطاني في وقت مبكر لتسلم السلطة في عدن لما له من شرط أن يكون كياناً مستقلاً ومنفصلاً عن الشمال..وكانت قيادة المؤتمر العمالي والحزب رافضة هذا العرض المشروط بكل إباء واعتبرته يتنافى مع الأهداف التي ناضلت من أجلها جماهير شعبنا بكل فئاتها المتمثلة في التحرر والوحدة،هذه حقيقة علينا أن نعرفها جميعاً.
ومع ذلك واجهت حركتنا العمالية وقيادتها المخلصة العديد من المؤامرات..استهدفت تحطيمها بدوافع سياسية بحتة، وبتحريض من القوى الاستعمارية بشكل أو بآخر،فنقلت الصراعات الحزبية لتخلق انشقاقات بين العمال تحت شعارات وطنية مضللة،ومزايدات نضالية وبذلت كل ما استطاعت لتحدث الانقسام بين العمال وشكلت تجمعاً مناوئاً للمؤتمر العمالي،باسم النقابات الست (أتذكر تلك المرحلة بحزن وألم،وإني متأكد أن من ساهموا في تلك المحاولة الهدامة سيشعرون اليوم بالندم إن كانوا لا يزالون أحياء..كما توسلنا لهم أن لا يسلكوا ذلك الطريق الهادف المؤدي إلى تحطيم الحركة العمالية،ولكنهم تحت الضغوط والأوامر الحزبية ساروا في ذلك النهج واعتبروه جزءاً من نضالهم الوطني،فأي نضال؟وأي إخلاص لقضية العمال ووحدته؟
لقد نجحوا فيما فشل فيه البريطانيون من تحقيق مآربهم بتحقيق الانقسام،لقد كانوا عاجزين عن أن ينالوا من ثقة العمال ليتبوأوا مراكز قيادية،فرأوا أن الهدم والتخريب وتحطيم وحدة العمال هي الأسهل والأيسر..ولم يقفوا عند هذا الحد للأسف، بل تابعوا عملهم الإجرامي البشع في اغتيال أخلص وأصدق مناضلي الحركة العمالية ورئيس المؤتمر العمالي الشهيد علي حسين القاضي يوم24 فبراير1966م..ورمي قنبلة إلى منزلي في المنصورة يوم19يناير1967م أدت إلى مقتل أحد الأبناء طفل رضيع في فراش نومه وأدى الانفجار الذي أحدثوه في دار المرحوم عبدالقوي مكاوي إلى مقتل اثنين من أولاده..لماذا؟..وتوالت الاغتيالات للعديد من النقابيين والوطنيين..قبل رحيل البريطانيين وبعده..هل هذا عمل يشرّف أي مجموعة تدعي أنها وطنية؟
هل كان الهدف في نضالنا أن نصوب سهامنا إلى المستعمر الدخيل،أم إلى بعضنا؟إنني أتساءل وأترك ذلك للعقلاء أن يصدروا حكمهم؟فالتاريخ لا يرحم.وقبل أن أختم ورقتي لا بد من التنويه بدور الحركة العمالية على المستوى القومي.
فلقد وقف المؤتمر العمالي بكل إخلاص مسانداً للقضايا القومية ولن ننسى موقف عمالنا الأبطال من العدوان الثلاثي على مصر1956م عندما رفض العمال في الميناء والمطار تزويد السفن والطائرات الحربية البريطانية بالوقود..واضطروا إلى إيجاد سفينة عائمة في البحر لتموين سفنهم.
كما كان لهم موقف مشهود من رفضهم تفريغ أو شحن أية سفينة أمريكية في ميناء عدن رداً على معاملة الأمريكان للسفينة المصرية كيلوباترا التي رفضوا تقديم خدمات لها وساندوا كل القضايا القومية والتحررية وأبرزها قضية فلسطين بمختلف السبل والوسائل وناصروا كل الحركات المناضلة في مختلف بلدان العالم الرامية إلى تحقيق سيادتها واستقلالها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.