هي اقدار الله تأتي حين يأذن لها القادر.. نعم هكذا هي الحياة وسنتها لا شيء يدوم غير الخالق المصوِّر ويبقى مانقدمه من خير وشر رصيد لنا في آخرتنا التي إليها معادنا. لقد شاءت الأقدار ان تأخذ رجل الخير والعمل الإنساني في الصبيحة وعقلها الإقتصادي الأول صاحب أول مشروع إستثماري لأبناء الصبيحة الشيخ عبده محمد هزاع الذي ما إن بدأت اقف على قدماي حتى بدأ هذا الإسم يتردد كثيراً على مسامعي.
حيث كان يتردد اسمه على السنة الفقراء واليتامى والكادحين إبان عهد تأسيس تعاونية الشط الإستهلاكية وفتح لها فروع في عدد من القرى والمدن والمديريات ولكن وبعد حرب صيف 94 واجهت هذه المؤسسة التوقيف ومصادرة أصولها وإصدار الأوامر والأحكام القضائية ضد زعيم هذه المؤسسة وقائدها ومؤسسها الشيخ عبده محمد هزاع لغرض التنازل بها رغم كل ذلك التهديدات والأحكام والإغراءات إلا إنه لم يخضع أو يتنازل فكان ايمانه بالله وبقوة الحق جعله يقف صنديداً امام جبروت النظام انذاك وقوته.
وهاهو اليوم يغادر الدنيا تاركاً خلفه اثره الإنساني وعمله الخيري كرصيد له سيلاقي به ربه بنفس راضية مرضية.
فالشيخ هزاع طيب الله ثراه سابق رجال وخبراء الإقتصاد وكان العقل الإقتصادي في زمن قياسي بسيط والفكر المدبر لتأسيس هذه المؤسسة وكيفية إدارتها.
نعم لقد كانت هذه المؤسسة تعيل اسر كثيرة جلهم من الفقراء واليتامى وذوي الأقل أو عديمي الدخل في المجتمع وتصرف مرتبات شهرية ومعونات.
وهاهو فارس هذه المؤسسة يترجل تاركاً خيره وريحة سمعته العطرة بين كافة شرائح المجتمع .
رحل هزاع كجسد ولكنه لم يرحل خيراً وإنساناً .
هزاع رجل تحدث حينما كان الجميع يصمت وصمت حين كثر المثرثرون.
هزاع تركت أثرك فينا.. نعم لقد كان رحيلك صعباً لكنها اقدار القادر التي لا إعتراض عليها فكنت إنساناً في زمن كثر الوحوش فيه وحكيماً في وقت قل فيه الحكماء وخيّراً في عصر عْدم الخيرون فيه إلا من رحِم ربي.