اعرف انها كلمات تأخر قولها، وادرك انها عادة مستحكمة فينا الا نقول للمحسن احسنت حتى يغادر دنيانا ولم يهمة مايشغلنا من مظاهر الحفاوة والمجاملات ،صادقها وكاذبها،او يعنيه مانقول عنة او يتأثر بما يذكر من فضائله ومحاسنه،ولكن عذري أن من اتحدث عنه كان يقدر اللذين يحترمون أنفسهم ويترفعون عن التواضع الكاذب والثناء المحجوج الذي يفقد المادح احترامه ولا يضيف للممدوح ماتعتز به القيم الفاضلة ويحفظ لها شموخها وتساميها ويحط من قدر الكلمات ويمسخ دلالات الصدق. انها تراجيديا الغياب الابدي ،الغياب المطلق ،الغياب السرمدي ،الذي يحز بالوجدان بنصل شره،نهم لايرتوي بما الحياة ...لايكتفي بقصف البسمة او هتك المسرات،ولايعرف التردد...بل هو حاضر البغتة،ودائم المفاجآت. انها تراجيديا الموت بكل قسوته وسطوته،بكل فداحته ومرارته،بكل آلامه وعذاباته التي تغور جروحه عميقآ في القلب،وتستوطن اوجاعه في ثنايا الروح ،وقد لاتبرحها قبل غياب الروح المكتوب منذو الازل ،لولا نعمة النسيان التي من الله بها على الانسان. لم تمر صبيحة يوم الاحد كصبيحة الايام العادية،بل مرت بفاجاة هزت كيان الصبيحة خاصة والجنوب عامة ...مرت بخبر نزل كالصاعقة على قلوبنا وتجمد الدم في عروقنا من هول المفاجأة حينما تلقينا نباء وفاة الشخصية الاجتماعية والرجل الخير الوالد عبده محمد هزاع الاب الروحي لليتامى والأرامل ....الاب الحنون والمشفق للفقراء والمساكين والمعدمين ....الاب الوفي والمخلص للجميع. تفاجى الجميع بهذا النباء وغصة الحزن انتابت الجميع. لقد ترجل الفارس عبده هزاع عن ضجيج الحياة... وغابت البلد ليلة التمام ... ترجل الفارس عبده هزاع عن صهوة السنين... وغاب المنصايب... وآرى جسدة الثرى ...وأبقي عملة الطيب والخيري بين الورى...عاش كالطود الأشمّ يعانق السماء...رافعآ يديه ليصافح الامل ...عاصر الزمان بفصوله والمكان بتضاريسه...حقا لقد رحل الوالد عبده هزاع بتلك الملامح المثقلة بسنة كونية،وجسد كأنه الحسام ،وارتدى بيض السحاب ،واودعناه بإيدينا وقلوبنا مليئة بالحزن والاسئ،ولكن عزاونا أن هذه سنة الله في خلقة. من منا لايعرف الوالد عبده هزاع ولم يحضى بكرمه وجوده وسخاءه وعطاءه الذي منحه للجميع ،وله بصمات خيرية يتذكرها الارامل والأيتام والمرضى . رحل الاب الروحي لجميع الايتام ....حقآ لقد اهتزت كل جبال الصبيحة وهضابها وسهولها ....نوحي ايها الجبال والهضاب والسهول والوديان ولك الحق أن تنوحي ...اذرفي ايتها العيون دمآ بديلآ لدموعك فلقد رحل اب الصبيحة ورجل خيرها ... أن القلب ليتفطر كمدآ وحزنآ لرحيلك يا رجل البر والإحسان وفقدك...وان الروح امتلأت بغصص الوجع والاشتياق لك...وان النفس لتتشقق اسئ مماتشعر به من ألم وحزن عميق. الله ما اقسى ،وما اصعب فقدك!!! الله كم هو موجع ومؤلم رجليك يا ابا نائف ،الله كم نحنا مكلومين لذلك الفقد الذي نشغر بة وعلقم مرة نستلقيه خبر رحيلك ومغادرتك لنا. بماذا نرثيك يا رجل الخير والعطاء؟؟ بماذا نرثيك يا اب اليتامى والأرامل ؟؟ بما ارثيك والحبر تجمد في المحررة والانامل يبست مجبرة والأحرف عجزت أن تكون مسطرة . حقآ أن كل اسطري واحرفي هذه ينبع منها الاسئ والحزن الأليم لفقدك ،وكل احرف الرثاء لاتفي أن تصف مانشعر به وتصف ما اختلجنا من مشاعر حزينة أليمة لذلك الرحيل ،فكيف تقف اما مواقفك الخيرية التي تنهار كل دموعنا وتهطل ويسقط كل شيء حينما نتذكر افعالك الخيرية وعطائك وتواضعك وكرمك وجودك. ولكن لانقول الا مايرضي الله ...ونسأل الله أن يجعل قبرة روضة من رياض الجنة وان يلهمنا الصبر والسلوان.