حالمين المديرية الاشد فقراً وبؤساً ومعاناة المديرية التي اصبحت احد مصارف الزكاة للمديريات المجاورة لها وبوجه الخصوص يافع.. المديرية التي تكشف كل يوم عن وجه جديد من وجيه ابنائها المزيفة. لن احكي عن الخدمات الاساسية فقد سخر الله لنا حمير تجلب لنا الماء والحطب وماثقل حمله واغنانا الله عن الدولة وعن من يفترض بهم توفيرها.. ولا عن التعليم فالحياة لن تتوقف بدونه.. ولكن مايؤلم وما لايستطاع تحمله هو الحاجة للطبيب والدواء... حالمين انجبت العديد من الاطباء الماهرين ولاتوجد قرية الا وفيها عالاقل طبيب عام او اخصائي في مجال معين.. ولكن اين هولاء واين هم من صفة ملائكة الرحمة؟؟ كلهم ذهبوا ليتاجروا بمهنتهم تجارة. كلهم تحولوا من ملائكة رحمة الى زبانية عذاب داخل اروقة المستوصفات الخاصة يبيعون للمرضى الوهم بفلوس بعد ان باعوا ضمائرهم .. والمريض هو المشتري الوحيد الذي لايسأل عن السعر فالعافية ليس لها ثمن.. ومن هذه النقطة سنّوا سكاكينهم لمضاعفة مكاسبهم بدون ادنى شعور بالرحمة سوا كان المريض قادر على الدفع او غير قادر فليس امامه الا ان يدبر امره او يموت خارج ابواب مسالخهم.. في مجمعنا الصحي بحالمين.. ((مجمع صحي)) هكذا يسموه.. مع انه اتضح انه لايجمع الا دخل وافر للمنتفعين منه .. حدث هرج ومرج واستقالات واقالات وتضامن وتنديد ومشاكل ووساطات.. واختتمت المسرحية بمشهد ماكنا نريد ان نشاهدة لانه حطم كل مابقي في قلوبنا من امل ان هولاء يعملون لصالحنا.. لن اذكر اسماء ولن احدد جهات.. فالكل قرأ وسمع وعرف كيف تمت الصفقة بظاهرها وماخفي من ربح اعظم.. من الفاسد ومن النزيه ماعدنا بحاجة لنعرفهم.. يكفي اننا عرفنا ان الامور تدار بمئات الالاف ونعرف ان الخدمة التي يتم تقديمها هي قطنة وقطرة ايودين للجرح بثمنها وسماعة توضع على الجسد لمن لديه مرض باطني بثمنها برضه. ثم ورقة ممتلئة باسماء عقاقير وادوية تجارية يراد تصريفها مع تضمينها بصنف او صنفين مما توفره المنظمات بالمجان ويتم بيعه لزيادة الربح.. من اجل ماذا ياقوم يختلفون ويتصالحون بصفقات؟؟ كم عملية زراعة للكبد والكلئ وكم عملية قلب مفتوح تمت في هذا المجمع؟؟ من هو الذي ذهب اليه وتعالج حتئ من كحة او ملاريا بدون مايحتاج لزيارة اخرئ الى مستوصف خارج المديرية؟ لكل من يقرا اقول: اتركوا المدح والنفاق ووفروا شكركم لانفسكم فأنت وانا وغيري وغيرك ليس له الا الله ومايملكه بجيبه من نقود ليتعالج.. كلهم يقدمون خدماتهم بمقابل ولا فرق بينهم وبين نادل بمطعم او بائع بمتجر.. ليس فيهم شريف مقتنع ولا تنخدع بابتسامتهم الصفراء فهم ينظرون الى جيبك قبل النظر الى حالتك ومرضك.. راهن بوجود رحمة في قلب الاسد ولكن لاتراهن ان تجد رحمة في قلوب هولاء.. حسبنا الله ونعم الوكيل