لم تترك قيادات وقواعد اللقاء المشترك مسبة ولا عيباً إلا وألحقته بعلي صالح وبطانته الفاسدة , حملوه أوزاره وأوزارا لم يزرها . واختلفوا معه بعنف حول كل أمر تقريباً , إلا فيما يخص الجنوب فأنهم وان اظهروا الاختلاف ,إلا أنهم يبّطنون الاتفاق التام حد التطابق , إن لم يتجاوز الفخ المشترك علي صالح فيما يضمره من شر للجنوب .
صحيفة( الأيام ) كأنموذج لهذا الانسجام والتناغم تجاه الجنوب , صادر علي صالح حريتها ' وبمصادرته لحريتها قبض على أعناق الجنوبيين وكتم أنفاسهم , لتأتي حكومة المشترك لتشدد القبضة على أعناق الجنوبيين بقدر ما يسمح لهم الزمان والمكان في هذا الوقت التي لا تزال فيه حاجتهم إلى الجنوبيين ملحه, وإلا فأنهم وحين يتسنى لهم أكثر من ذلك لن يكتفون بالقبض على أعناق الجنوبيين بل لن يُذهب قيضهم وما يكيدون إلا إن تدق تلك الأعناق الواحدة تلو الأخرى المشرئبة نحو الحرية . لم أكن من ضمن الذين استبشروا خيراً جهة الإفراج عن الأيام بتولي المشترك نصف مقاعد الحكومة ( كرشوة ) لإفراغ ثورة الشمال من جوهرها ومواصلة التآمر على أبناء الجنوب , والذين كانوا مستبشرين فقد كان ذلك ناتجاً عن حجم الضجيج الذي أحدثه المشترك من خلال إعلامه ومنابره وعلماؤه وهو في طريقه إلى حكومة ( الرشوة ) مؤذناً ومبشراً بالحقوق والحريات وضمنها حرية الإعلام والصحافة , لكن ذلك في عرف المشترك لا يشمل الجنوب , وحرية الصوت الجنوبي لا تندرج في إطار حرية الإعلام والنشر فالحرية والعدالة لا تهب رياحها جنوباً , وليس هناك ادني اعتبار لما تمثله هذه الصحيفة أكان في كونها الصحيفة الأكثر توزيعاً والأشد تأثيرا – وذاك ربما احد أهم أسباب مواصلة الإطباق عليها – والأكثر قرباً للحقيقة , ولا في كونها أصبحت رمزاً جنوبياً يلتف حوله كافة أبناء الجنوب , ووجبة صباحية يومية للجنوبيين يهرعون إليها قبل إن يتناولوا قهوتهم الصباحية . إن تعامل المشترك مع الأيام لا يعدو عن كونه مؤشراً لما يبيّته اللقاء المشترك للجنوبيين , هذه هي الرسالة الهامة التي يجب إن يستوعبها كافة أبناء الجنوب ومن لا يزالون مغرر بهم من قبل هذا المشترك . رسالة شكر : إلى من يحاولون تضميد جراح أبناء الجنوب وتبني همومهم في وقت قل فيه الصاحب والنصير .. إلى القائمين على صحيفة( عدن الغد ) وموقعها الالكتروني , الذين أوقدوا شمعه بدلاً من سب الظلام . إلى الأخ المناضل والمثابر فتحي بن لزرق وباقي رفاقه ,(( إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا. )) .