أصبح الشعب في الجنوب يتألم من مطرقة الانتقالي وسندان الشرعية وتحول كل منهما يمارس سياسات التعذيب بالضغط على الآخر من أجل الوصول إلى أهدافهم التي يسعون لها. الانتقالي والشرعية يتصارعان صراع الثعابين التي تدمر بسمومها الفتاكة كل متطلبات الحياة البسيطة لدى المواطن الجنوبي الذي يحلم بالعيش الكريم ويتجرع ويلات التعذيب من الطرفين دون أي انجاز يذكر له. فلا الانتقالي ولا الشرعية يستطيعان ان يأتيا بالجنوب كاملا بل إن الصراع الدائر بينهما هي المسابقة السريعة على من يصل الجنوبيين إلى باب اليمن أولا. سياسة التعذيب القذرة التي يمارسها الطرفان على شعب ظل يرزح تحت الظلم وتجهيل الأجيال لم تأت بثمارها الناضجة بل سيأتي بمجتمع فاسد وجيل جاهل سيستمر على مدى عصور طويلة حتى يفقد الجنوبيون هويتهم التي ينتمون إليها. فالانتقالي ركب سفينة طارق لإيصاله إلى باب اليمن عن طريق الحديدة بوصايا إماراتية بينما الشرعية صعدت على قطار محسن الأحمر لإيصاله إلى الباب اليمن بوصايا سعودية من معابد مأرب. بما إن الطرفين أصبحا يتصارعان على باب اليمن، أما آن للجنوبيين أن يفيقوا من سباتهم العميق المدعم بالأحلام الوردية والزخارف الجميلة التي تأتي عبر مسكنات ابر إعلامية واستخباراتية بارعة في إخماد الشعوب ، أما آن لهم أن يقفوا صفا واحدا كوقفة رجل واحد ويرتفعوا بخلافاتهم وصراعاتهم الضيقة بعيدا عن التناحرات والانقسامات والحرب الإعلامية التي لن تذهب بهم الا إلى داهوفة بوابة باب اليمن لصنعاء وتضيع عليهم فرصة العمر والتي لن تتكرر لهم مرة أخرى إلا بعد ألف عام فهل يتعظون ويوحدون صفوفهم ليتجاوزوا خطر اكبر احتلال عرفه الجنوبيون منذ آلاف السنين. ليس أمام الجنوبيين حتى ينجوا من السفينة المتهالكة والقطار المترنح والنأي بأنفسهم والحفاظ على دماء شهدائهم التي سالت لأجل الحرية والاستقلال الكامل وتضحياته ومعاناته التي مر به إلى أن يشمروا سواعدهم ويرصوا صفوفهم أمام تلك المنعطفات الخطيرة بتشكيل قيادة موحدة ونزيهة تضع الجنوب في حدقات أعينها بعيدة عن الريالات والدراهم التي تذل النفوس وتغير مصانع الرجال.