ستخلد أحداث، في تاريخ اليمنالجنوبي والشمالي انقلابات عسكرية وتمدد مسلح لجماعة حوثية خرجت بمسمى الجرعة التي كانت انطلاقة لحلم خطط له سنوات عديدة، وأصبح الحلم كابوس تشاهده الأعين اليمنية بين معارض لحلم الجماعة بقوة، وبين مؤيد خوفاً ان تفتك به الأسلحة، قصة شمال اليمن بدأت بجماعة حوثية خرجت تطالب بحق مشروع ضد حكومة فساد ليتحول المطلب الحقوقي الى هيمنة مطلقة، ليضيع الحق في الباطل، وأصبحت صنعاء كما يقول البعض عاصمة محتلة تحتلها جماعة ومليشيات مسلحة جاءت من جبال مران .. هكذا كانت شمال اليمن أما جنوباليمن فبدأ بثورة سلمية خرجت للمطالبة بحق مشروع وهو استعادة دولة تم سلبها بعد نقض اتفاقية الوحدة، ليبدأ الحراك الجنوبي السلمي في مسيرة نضالية خالية من العنف، بينما وجهت بعنف وقتل لنشطاء وقيادات لكي تكسر عزيمتهم إلا أن كل هذا أثمر بالفشل..
ويرى البعض أن بداية الحراك الحقيقي سيكون بقدوم الرئيس هادي، وقد تحدث على يديه تغيرات جذرية للقضية الجنوبية ومن يعلم فالحوثي أعاد مجد أجداده دون ان يتوقع احد والحراك الآن بدأ يعيد سيادته على أرضه ومؤسساته في الجنوب وبدأ التحكم بكل مصادر الثروة التي تقدر ب80% من ثروات اليمن هادي والحراك الجنوبيبعدن
وبعد مغادرة الرئيس هادي من صنعاء الى العاصمة الجنوبيةعدن ظل الأمر بين مطرقة الحراك وسندان اللجنة الأمنية في المحافظة بين تقبل الرئيس هادي في أوساط الحراك الجنوبي كمواطن جنوبي او رئيس دولة يرى الجنوبيين ان دولة احتلت دولتهم في عهد ماضي بعد الانقلاب على الوحدة اليمنية، لم تختصر الأوضاع على عودة هادي بل ظل الوضع شبيهاً بغيبوبة لم يصح منها الحراك الجنوبي بعد ما كانت جميع سهامهم موجهة نحو حزب الإصلاح الذي كان بمثابة الحزب الحاكم والقامع لكل تظاهرات الحراك الجنوبي في عدنوالجنوب لاسيما الحملة العسكرية القمعية التي انصدمت في 21فبراير2013 بساحة العروض لتخلف معها ما لا يقل عن 37 شهيد و100جريح لتنطوي كل تلك الأحقاد بين الحراك والإصلاح بعودة هادي وزوبعة الحوثي في توسعه للمحافظاتالجنوبية، وهنا استقبل الجنوبيون هادي وبدأوا الالتفاف حولة بين مناصر لشرعيته والآخر مناصر له كمواطن جنوبي وبدأ العمل على الضغط بأساليب لوجستية على هادي ان ينخرط مع شعبة ويحقق لهم المطلب الذي خرجوا من أجله في بداية الحراك استعادة دولتهم بحدودها ما قبل 90 معتبرين أنها الفرصة التاريخية لهادي والتي سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه إذا حققها ..
آراء قيادات بارزة بعد وصول هادي
ورحب القيادي الجنوبي البارز الشيخ عبدالعزيز المفلحي بعودة فخامة الرئيس عبدربه منصور الى عدن بعد الحصار المحكم من جماعة أنصار الله على فخامته ورئيس الحكومة بحاح دام قرابة الشهر، مشيراً نحمد الله بعودته سالما غانم ومغادرته من الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه جماعة الحوثي ورفضها سفره لتلقي العلاج أثناء مروره بأزمة صحية وتجاهلها القرارات الدولية وقرارات مجلس التعاون الخليجي بفتح أسره.
كما قال أن عودة هادي الى عاصمته ومدينته عدن أربكت المشهد السياسي وبعثرت كافة الأوراق التي كانت تحاول قوى البطش اللعب بها لتمرير مشاريع ومخططات أعد لها سلفاً إلا ان الرئيس هادي كسر الحاجز ونسف كافة المشاريع وعودته الى عدن أفشلت ما كانوا يسعون له من تأمر، وأضاف المفلحي في تصريحه: "أن عودة الرئيس هادي إلى العاصمة عدن انتصار يحسب له بعد الانقلاب غير المشروع من جماعة الحوثي والقوى المهيمنة في العاصمة اليمنيةصنعاء، متبعاً: "الرئيس هادي قدم الكثير للقضية الجنوبية والمظلومين في الشمال وأوصل أعداءنا الى الزاوية الضيقة ولكن خذلناه وواجه لوحده عصابات البغي والهيمنة فاستفردوا به وحاولوا قتله لآن المشهد يتكرر وينفرد بالمواجهة مع الأعداء ونحن بين مشكك ورافض ونربك المشهد الجنوبي لصالح عدونا اذا لم نتعظ ونتلاحم .., وأشار إن لم نقف يدا واحدة معاً سيكون الثمن باهظاً هذه المرة وقد يكلفنا التمزق أشياء لا نستطيع ان نعيدها الى مكانها الصحيح وربما نخسر وطن، الله يهدينا جميعاً ونقف صفا واحداً لنهزم عدونا وننتزع حقنا..
نرحب بهادي كمواطن
وفي السياق ذاته، قال السفير "قاسم عسكر جبران" في تصريح سابق له نرحب بعبدربه منصور كمواطن جنوبي وليس رئيسا لنظام الاحتلال اليمني والحمد لله على سلامته.
وأضاف: نقول له ان أهله ووطنه فقط هما من يعزه ويحفظ كرامته. .وعليه ان يدرك تماما ان الطريق الذي يسير عليه هو عكس إرادة الشعب في الجنوب ويعمل لتحقيق مؤامرة كبيرة على مستقبل الجنوب وشعبه.
وأعرب عسكر عن خشيته من ان "يقوم عبدربه بتحويل عدن عاصمة لنظام الاحتلال اليمني رغم إرادة الشعب في الجنوب والاستهتار بدماء الشهداء وكامل تضحياته في الحرية والاستقلال.
كما عبر عسكر عن خوفه من "أي عمل استفزازي لمجمل مشاعر الجنوبيين في هذه اللحظة الفاصلة من نضالاتهم وكفاحهم الممتد لأكثر من عشرين سنة" ودعاه الى درء الأخطار وأعمال العنف وويلات الدمار والمصائب القادمة على الجنوب وشعبه.
واختتم السفير عسكر قوله:" الرئيس هادي الى عدم فرض أوضاع سياسية على الجنوب والتشريع للاحتلال اليمني بكل الوسائل والطرق" وقال : لا تدخلنا في محن جديدة وفي لعب إقليمية ودولية لا يستفيد منها احد سوى مصالحه الشخصية او إدخال الجنوب وشعبه في ليل طويل سيكون اول من يدفع ثمن هذه المؤامرة.
دخول التاريخ من أوسع أبوابه
وبدوره، المهندس "أحمد بن أحمد الميسري" قال في مقابلة لقناة الجزيرة الفرصة الآن متاحه للرئيس هادي أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه وذلك ان يحقق للحراك الجنوبي والشعب مطلبهم الذي خرجوا من أجله استعادة دولتهم لكون الوحدة انتهت وآخر فصيل كان يقاتل لأجلها فصيل المؤتمر الشعبي العام في الجنوب، مضيفاً: اليوم ليس هناك حوارات ولا لقاءات فالإخوة في الشمال أصبحوا لا يعترفون بشرعية هادي ولا يحتكمون له وهذا ما يدل على ان الحوار الذي دعا له الرئيس هادي لا يجدي إطلاقاً فالأمر اصبح يمثل لنا أمرا مصيري لن نتراجع عنه بل سنمضي علية حتى تحقيقه هو استعادة دولتنا الجنوبية لكون الشراكة الوطنية تحت مسمى الوحدة انتهت نهائياً بعد احتلال صنعاء من قبل الحوثيين.
وأشار الميسري ان الجنوب لن يقبل احتلال آخر في فكر الحوثي التوسع والتمدد الى الأراضي الجنوبية قائلاً الشعب في الجنوب احترم سابقاً ثورة الحوثي وعليه احترام ثورة الجنوب وان لا يفكر او يقدم بخطوه تورية لأننا سنواجهه ونضرب بيد من حديد وسنهزم من يحاول احتلال الجنوب مرة أخرى شر هزيمة.
مرحبين ورافضين..!
إلى ذلك، رحب نشطاء وقيادات شبابية في الحراك الجنوبي بقدوم الرئيس هادي الى عدن كمواطن جنوبي، لكنهم رفضوا نقل الصراع من صنعاء الى عدن، وإعلان عدن كعاصمة يمنية وحذروا السلطات في عدن من إقدامهم على محاولات تتناقض مع مطالب الشعب الجنوبي وتقزم من قضيته وطالبوا هادي أن ينخرط في صفوفهم ويحمل راية الجنوب ويعلن فك الشراكة بين الدولتين بأسرع وقت.
كما أكدوا وقوفهم مع هادي كجنوبي وليس كرئيس دولة يمنية احتلت الجنوب في عهد الرئيس المتنحي صالح وحذروا من جر الجنوب الى مربع صراع طائفي او مذهبي فالقضية الجنوبية قضية وطن ودولة وليس قضية مناصب وصراع على الحكم
تخبط الحوثيون بعد مغادرة هادي
ولم يدرك الحوثيون أن مغادرة هادي من بينهم ستربك المشهد السياسي في صنعاء وستقلب الطاولة رأساً على عقب بل اعتقدوا ان بمجرد وصوله الى عدن ستشعل ثورة مضادة له وسيبدأ الحراك بتغلغل في مشروع رحيل هادي من عدن وعودته من حيث أتى إلا ان ما فكروا به ذهب مع إدراج الرياح لتلتف قوى ومشايخ جنوبية مع هادي في الوقت الذي لم تتوقعه جماعة الحوثي، استمر الحوثيون في إطلاق المسميات على هادي بالرئيس المستقيل والهارب من العدلة وبدأ الخطاب الإعلامي يتغير لأعضاء وقيادات المجلس السياسي للجماعة بأن هادي هو من احتل الجنوب وان الشعب الجنوبي سيثار من هادي ولن يقبل وجوده في أوساط الشارع الجنوبي والحراك إلا ان جميع التوقعات أثمرت بالفشل وأعلن الحراك انه مع هادي تحديداً في هذه المرحلة وسيقف بالمرصاد لأي تمدد حوثي يسعى لاحتلال الجنوب، المشهد السياسي أصبح في اليمن شبيه بالمسلسلات الكرتونية رئيسان لدولة واحدة وقرارات تصدر في صنعاء للمجلس الثوري وتنفيذ وأيضاً قرارات أخرى تصدر من الرئيس هادي في عدن وتنفيذ دولا أخرى تقف مع شرعية المجلس الثوري كإيران وروسيا ومجتمع دولي وخليجي يقف مع شرعية هادي ويدعمه بقوة ليعتبر مما حدث في صنعاء انقلابا غير مشروع.
وأصبح هادي هو الرقم الصعب في الجنوب والشمال فالتأييد الذي حصل عليه هادي من محافظات شمالية كمأرب والجوف وتعز إعطاء الشرعية الكاملة له وجعل منه في موقف قوي جداً وذلك بعد إعلان مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي وقوفهم مع شرعيته ودعمها وبدء إعلان عدن كعاصمة سياسة مؤقتة ونقل كافة البعث الدبلوماسية إليها..، كل هذه التغيرات جعلت من أنصار الله في موقف اضعف ليتجهوا بوفود الى دول عربية وأجنبية متأملين ان يتحصلوا على مباركة وشرعية من تلك الدول التي لم تعلن تأييدها بشرعية هادي..
ليبدأ العمل من جماعة أنصار الله أيضاً في الجنوب باستخدامها الأحداث التي ارتكبت في عهد هادي ضد الجنوبيين إلا ان كل محاولاتهم في الجنوب أثمرت بالفشل فالجنوب أصبح يراهن على هادي بتحقيق الهدف المنشود للشعب ليصبح الرئيس هادي الحلقة الأقوى والرقم الصعب في هذه المرحلة..