العاملين في المجال الانساني بشر يمتازون بمواصفات انسانية رائعة يعرضون حياتهم للخطر لإنقاذ الاخرين بلا استثناء ولا تمييز وبحياد ايجابي كامل يستوجب ان يتم تكريمهم وشكرهم لا استهدافهم بأي اعتداء لفظي او جسدي من يستهدف العاملين في المجال الانساني مثل من يقتل طبيب انقذه من الحياة فهل هذا التصرف الارعن معقول وهل جزاء الاحسان الاحسان والله المستعان. يصادف اليوم الثامن من شهر مايو من كل عام اليوم العالمي للحركة الدولية للصليب والهلال الأحمر والتي تعتبر من اهم الحركات العالمية العاملة في المجال الانساني وتقدم خدماتها الانسانية بحياد واستقلال تام وللجميع بلا تمييز وفي جميع دول العالم. وبهذه المناسبة الانسانية الرائعة التي تحل علينا في عامنا هذا 2018م نتقدم بجزيل التهاني والتحائيا للحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر وجميع الجمعيات الوطنية التابعة لهما بهذه المناسبة الانسانية ولجهودهما الانسانية العظيمة الذي أنقذت حياة عدد كبير منتغتفرالبشر منذ تأسيس هذه الحركة وحتى اليوم ولكن ؟؟ للأسف الشديد تأتي هذه المناسبة الانسانية الرائعة والهامة والعاملين في المجال الانساني بشكل عام وخصوصاً التابعين لهذه الحركة الدولية يتساقطون ضحايا فيتم قتلهم واختطافهم ويصابون بالجروح في مجتمعات هي بحاجة ماسة لجهودهم الانسانية وبدلاً من تقدير جهودهم وشكرهم يتم قتلهم وخطفهم وجرحهم والاعتداء عليهم بسبب جهل من يرتكب هذه الجرائم الخطيرة بخطورة عملهم الاجرامي وتأثيره الخطير الذي سيتسبب في توقف العمل الانساني وإحجام جميع المنظمات الانسانية الوطنية والدولية في تقديم المساعدة الانسانية وينهار الوضع الانساني بسبب تخوف العاملين في المجال الانساني من استهدافهم. ولازلت اتذكر في عام 2016م الماضي كلمة رائعة القاها السيد تداتيرو كونوي، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والسيد بيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي اوضح. بأن اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الذي يُحتفل به يوم 8 مايو يمثل فرصة للاحتفاء بشجاعة وإنجازات 17 مليون متطوع وزهاء نصف مليون موظف يعملون على ضمان وفائنا بالتزاماتنا الإنسانية كل يوم بحضورهم قبل وقوع كارثة أو أزمة صحية أو نزاع وفي أثنائه وبعده فنحن محليون ودوليون مستقلون ومحايدون في آن واحد نحن هنا من أجل الجميع في كل مكان. لكل من اللجنة الدولية والاتحاد الدولي وجمعياتنا الوطنية الأعضاء المائة والتسعين التي تضمن وضع الواجب الإنساني في صدارة أولوياتنا. لذلك العاملين في المجال الانساني شريحة هامه من شرائح المجتمع ضحت بجهدها على حساب راحتها لتقديم الاغاثة والمساعدة الانسانية في ظروف صعبة جداً يترك عائلته ووطنه بعيداً عنه ليذهب الى مناطق بعيدة عنهم لتقديم مساعدة وإغاثة انسانية لأشخاص لا يعرفهم فقط اي كائن اسمه انسان فهو مكلف بتقديم الاغاثة والمساعدة الانسانية بلا تمييز ولا استثناء. يعملون في بيئة تعاني من تدهور للوضع الانساني نتيجة كارثة او حروب يهرب الجميع ويفر منها وهم بالعكس يهرعون لنجده الضحايا والحفاظ على حياة الجميع. ويفترض على المجتمعات المستهدفة من العمل الانساني ان تحيط هؤلاء العاملين في المجال الانسانية بالحماية والاحترام ولتقدير لجهودهم لتحفيزهم على الاستمرار في عملهم الانساني وبما يؤدي الى الحد من تدهور الوضع الانساني بل وتحسينه وتشجيع المنظمات الاخرى للقدوم لتقديم الاغاثة والمساعدة الانسانية ولكن. كل فترة وأخرى يصدمنا خبر استهداف احد العاملين في الحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر فيتوقف نبض قلوبهم بالحياة الذي جاءوا الى هذا الوطن ليحافظوا على استمرارية نبض قلوب الاخرين ومنهم الاشخاص الذي شاركوا في استهدافهم معادلة لا معقولة معمدة بدماء ضحايا العمل الانساني الذي كان يفترض ان تستمر في الدوران لتقديم العمل الانساني. ينص القانون الدولي الانساني الملزم لجميع دول العالم وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف الاربع وبرتوكولاتها الملحقة على حصانة العاملين في المجال الانساني وتجريم اي اعتداء عليهم واعتبارها جريمة حرب ضد الانسانية لان استهداف العاملين في المجال الانساني يهدد بتوقف جهود العمل الانساني وتعريض حياة عدد كبير من البشر للموت بسبب توقف العمل الانساني. فهل تم نشر هذه النصوص ؟ وهنا ايضاً اتساءل هل تم ملاحقة وردع وعقاب جميع من استهدف العاملين في المجال الانساني ؟؟ وأين مصير التحقيقات في تلك الجرائم الخطيرة وهل تم انصاف الضحايا من مرتكبي تلك الجرائم الخطيرة وهل بذلت الجهات المختصة لملاحقة الجناة وتقديمه لساحات العدالة لينالوا جزاؤهم الرادع ؟؟ تساؤلات مشروعة جداً وفي هذا الوقت الذي يتساقط فيها العاملين في المجال الانساني في جميع دول العالم بما فيها وطني والجميع مسؤول ومسائل لأنه لو تم ملاحقة وردع الجناة وتحقيق العدالة والإنصاف للضحايا لتوقف طاحونة استهدافهم قد يكون احد اسباب استهداف العاملين في المجال الانساني عدم المام المجتمعات بالمهام الانسانية الهامه والنبيلة الذي يقومون بها العاملين في المجال الانساني وهنا يستوجب على الجميع من منظمات وجهات شعبية ورسمية بذل كافة الجهود لتصحيح اي مفاهيم خاطئة عن العاملين في المجال الانساني في المجتمع باعتبار ذلك جريمة تحريض خطيرة ضدهم وان يتم نشر المفاهيم الحقيقية والصحيحة بنبل وأهمية عملهم ووجوبية حمايتهم لا استهدافهم جاءوا لإنقاذ حياتهم فسنفديهم بحياتنا من اجلهم ولن نسمح باستهدافهم ويستوجب على الجميع نشر المفاهيم الصحيحة عن العاملين في العمل الانساني لدى اعضاؤهم و منتسبيهم وفي جميع المناطق والمجتمعات و توضيح دورهم الانساني النبيل الذي يستوجب حمايتهم وحظر وتجريم اي اعتداء عليهم وفي الأخير اتقدم بجزيل التبريكات والتحية والتقدير لجميع العاملين في الحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر والجمعيات الوطنية الاعضاء فيها بمناسبة اليوم العالمي لهم وفي نفس الوقت اتقدم باعتذار مشبع بمشاعر الاسى والحزن باسمي وباسم جميع افراد المجتمع عن اي استهداف وقع للعاملين في المجال الانساني ونطالب بسرعة التحقيق والمحاكمة العاجلة لجميع من شارك في هذه الجريمة الشنيعة والخطيرة الذي تتناقض مع جميع الثقافات و المبادئ الانسانية وجميع تعاليم الديانات السماوية التي تحمي من يعمل الخير وتكرمه وتحظر وتحذر من اي استهداف لهم وهل جزاء الاحسان الا الاحسان والله المستعان ويستوجب لذلك ان يتم دراسة اسباب استمرارية استهداف العاملين في المجال الانساني والمعالجات الممكنة للحد منها وتوقيفها كما نؤكد على وجوبيه قيام جميع الجهات الرسمية والمجتمعية بجهوده ايجابية لرفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الجهود الذي يبذلها العاملين في المجال الانساني والذي يستوجب حمايتهم لا استهدافهم وتوضيح نصوص القانون الدولي الانساني الذي تؤكد على وجوبيه حمايتهم وتجريم استهدافهم واعتبار استهدافهم جريمة حرب ضد الانسانية واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحمايتهم ومنع اي استهداف لهم كونه يهدد بتوقيف العمل الانساني الذي الجميع بحاجة ماسة وملحة له لضمان استمرارية بقاء البشر على قيد الحياة كون استهدافهم يقطع حبال الجهود الانسانية بتخويف العاملين في المجال الانساني ونؤكد على ان استهداف العاملين في المجال الانساني انتكاسة وجريمة لا تغتفر