تفاجأنا يوم الثلاثاء الماضي الموافق 1/ ديسمبر /2015م بخبر اختطاف منسقة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن الاستاذه نوران حواس اثناء توجهها الى مقر عملها في مكتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء والمشهود لها من جميع من تعامل معها بالمثابرة والنزاهه والصدق وايضا حبها لليمن. تلقيت صباح الاربعاء اتصال هاتفي من اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء يبلغوني رسمياً بخبر اختطاف الاستاذه نوران حواس ويعتذروا عن الاستمرار في تنفيذ فعالية ورشة العمل حول القانون الدولي الانساني الذي تم التنسيق والتنظيم لها وكان من المفترض تنفيذها يوم الخميس الموافق 3/ ديسمبر/2015م في مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي ستنظم بالتعاون مع اتحاد نقابات موظفي الجهاز الاداري للدولة والذي سيحضر تلك الورشة ثلاثين رئيس نقابة من ضمن النقابات المنضوية ضمن الاتحاد للتعرف على تفاصيل القانون الدولي الانساني والالتزامات الانسانية وفقاً للقانون الدولي الانساني ومناقشة امكانية التعاون مابين منظمات المجتمع المدني اليمنية وفي مقدمتها النقابات مع المنظمات الدولية الانسانية لتعزيز وتطوير العمل الانساني في اليمن والذي كانت اامالنا جميعاً مرتفعة . لتسقط تلك الامال والطموح بخبر صادم وهو الاختطاف الذي سبب الى تأجيل ورشة العمل وكانت صدمة كبيرة لنا جميعاً كيف ومن ولماذا؟ يتم اختطاف من يعمل في المجال الانساني لحماية الانسان في اليمن. والذي نرجوا ونأمل ان يتم انهاء عملية الاختطاف واستمرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر في عملها الانساني في اليمن دون اي مخاوف او تهديدات. هذا الخبر الصادم جعلني دق ناقوس الخطرحول خطورة استهداف المنطمات الانسانية العاملة في اليمن والتي تقوم بتنفيذ اعمال الاغاثة الانسانية التي يتعطش الشعب اليمني لتلك الاغاثة لتلملم الاحتياجات الانسانية وتوقف تدهور الوضع الانساني في اليمن . جاء استهداف مسؤولة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء في ظل تزايد الاحتياج للاغاثة الانسانية والمطالبة بالتزام الجميع بالالتزامات الانسانية وفقاً للقانون الدولي الانساني والتي تعتبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر هي المنظمة الراعية للقانون الدولي الانساني والمفوضة بذلك من المجتمع الدولي وفقاً لنص المادة الثالثة المشتركة لاتفاقيات جنيف الاربع الذي تعتبر جوهر القانون الدولي الانساني . وجاء تفويض المجتمع الدولي للجنة الدولية للصليب الاحمر لرعاية القانون الدولي الانساني بما تمتلكة اللجنة الدولية للصليب الاحمر من صفات انسانية وفي مقدمتها الحياد التام عن الجميع والاستقلال الكامل . نعم اللجنة الدولية للصليب الاحمر منظمة دولية ومستقلة ومحايدة شعار عملها حماية كرامة الانسان دون تمييز . وبالرغم من استنكارنا الكبير لجريمة اختطاف مسؤلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء والذي لايوجد اي مبرر لاختطاف امرأه جائت من بلد شقيق هي تونس الخضراء لتعمل وبجهد من اجل تعزيز العمل الانساني في اليمن واغاثة الانسان في اليمن . تركت وطنها تونس الخضراء حباً في العمل الانساني وحباً لليمن . ولكن للأسف الشديد تم اختطافها في عمل لا انساني اجرامي بشع يستوجب من الجميع ادانة واستنكار ذلك العمل وسرعة بذل الجهود للافراج عنها باسرع وقت ممكن دون شروط ودون قيود . لايوجد شروط ولاقيود للافراج عن امرأة تعمل من اجل اغاثة اليمن تعمل من اجل انسنة الاوضاع في اليمن . قد يتحجج البعض بقلة الوعي للمجتمع ولكنها حجة باطلة لايوجد مبرر لاختطاف امرأة تعمل من اجل لملمة جراح وطني الحبيب اليمن السعيد لايوجد مبرر لايذاء انسان يعمل من اجل تطبيب جراح وطني الحبيب اليمن السعيد اليمن . لايوجد لايوجد مبرر سوى التوحش والفوضى . ماتم من اختطاف لمسئولة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء يشبه من يختطف طبيب عند اجراءه لعملية جراحية لانقاذ مريض من الموت . من المفترض اخراج المنظمات الانسانية والعاملين فيها من دوائر الاستهداف من اي طرف ومن اي شخص لان المتضرر الوحيد هو وطني الحبيب اليمن السعيد وابناءه الطيبين . وبمناقشة ماحصل من جريمة بشعة في اختطاف مسؤلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء نتسائل بكل صراحة تساؤلات هامة ؟؟؟؟ من المستفيد من استهداف المنظمات الانسانية والعاملين فيها في اليمن ؟ من هي الجهه التي قامت بذلك العمل اللانساني؟ من المسؤل على الحفاظ على الأمن وحماية المنظمات الانسانية ؟ ماهي الإجراءات المطلوب اتخاذها لوقف استهداف المنظمات الانسانية في اليمن ؟ ماهي الأضرار الناتجة من استهداف المنظمات الانسانية في اليمن ؟ وللاجابة على تلك التساؤلات سأطرح كل تلك التساؤلات في محاور اجابات موجزة كالتالي: أولا: من المستفيد من استهداف المنظمات الانسانية والعاملين فيها في اليمن ؟ للاجابة على هذا التساؤل نجد انه لايوجد احد مستفيد من استهداف المنظمات الانسانية في اليمن فالجميع متضرر . كون المنظمات الانسانية التي تقوم بتنفيذ اعمال اغاثة انسانية في اليمن تقوم بعمل هام لسد بعض فجوات الاحتياجات الاساسية للشعب اليمني ومنها الاغاثة الطبية والغذائية . والذي سيؤدي استهداف المنظمات الانسانية الى احجام وتوقف تلك المنظمات عن القيام باعمالها وتوقف جميع اعمال منظمات الاغاثة الانسانية وماسيؤدي ذلك الى كارثة انسانية كبيرة يصعب تلافيها. ثانيا: من هي الجهه المسئولة عن استهداف المنظمات الانسانية في اليمن ؟ هذا تساؤل هام يستوجب على الجميع في وطني اليمن ان يتسائل به ويبحث عن الاجابة من هي الجهه التي قامت بذلك العمل الاجرامي مع العلم انه لاتوجد جريمة كاملة يوجد خيوط يوجد أدلة يستوجب متابعتها لايقاف تلك الظاهرة البشعة في استهداف المنظمات الانسانية يجب ان يعرف الجميع من المسئول عن تلك الجرائم . ثالثاً: من المسؤل على الحفاظ على الأمن وحماية المنظمات الانسانية ؟ من يسيطر على الاجهزة الامنية هو المسئول عن الحفاظ على الامن وحماية المنظمات الانسانية من اي اعتداء وهذا لايعني ان المواطن اليمني غير مسؤول فجميع افراد الشعب اليمني مسئولين لان الضرر من الانفلات اليمني سيطال الجميع دون استثناء . ولكن؟ المسؤلية في المقام الأول على الاجهزة الامنية وبقية افراد الشعب هم رديف وعنصر مساعد للاجهزة الامنية حيث يستوجب على الاجهزة الامنية ان تقوم بعملها على اكمل وجه وباحترافية ومهنية عالية وباستقلال كامل عن جميع الاطراف لان الامن هو امن الجميع أمن الوطن. في وقائع استهداف المنظمات الانسانية واخرها اختطاف مسئولة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في صنعاء يستوجب تشكيل لجان تحقيق مهنية ومستقلة عن الاطراف السياسية لتحديد اوجه القصور في عمل الاجهزة الامنية وردم تلك الفجوات وبمايعيد الامن والاستقرار للوطن . رابعاً: ماهي الإجراءات المطلوب اتخاذها لوقف استهداف المنظمات الانسانية في اليمن ؟ استهداف المنظمات الانسانية العاملة في اليمن بالرغم من خطورتها الكبيرة الا انه بالامكان معالجتها عن طريق اجراءات ممهنجة ودروسة لتجفيف اسبابها ومن تلك الاجراءات : 1- اهمية التوافق الوطني بين جميع الاطراف الفاعلة في اليمن بحيادية واستقلال المنظمات الانسانية من اي تجاذبات وصراعات سياسية او حزبية باعتبار المنظمات الانسانية منظمات مستقلة تقوم بعملها للانسان دون اي تمييز والجميع مستفيد من خدماتها بلاتمييز وفي نفس الوقت متضرر من ايقاف تلك الخدمات . 2- اعادة النظر في الاجراءات الامنية للمنظمات الانسانية بما لايخل من استقلالها وحياديتها وبما يعزز من توفير المناخ الامن لها للعمل دون اي مخاوف او تهديدات وبما يطور ويرفع مستوى عملها . 3- تشكيل لجان تحقيق قضائية مستقلة في جرائم استهداف المنظمات الانسانية باعتبارها تستهدف الامن الوطني واعلان مستجدات تلك اللجان أولاً بأول وبشكل مستقل وحيادي ودون اي انحياز لاي طرف سوى طرف واحد اسمه الوطن. 4- احالة مرتكبي جرائم استهداف المنظمات الانسانية في اليمن للتحقيقات القضائية والمحاكمة القضائية العادلة وبما يؤدي الى تعزيز الامان المجتمعي وتحقيق الردع العام والخاص . 5- تقديم الاعتذار والتسهيلات للمنظمات الانسانية التي تم استهدافها وتقديم الضمانات اللازمة لعدم تكرارها لكي لاتوقف اعمالها الانسانية الهامة في اليمن . 6- القيام بعملية مناصرة قوية وفاعلة لعمل المنظمات الانسانية وازالة اي شبهات او تشويهات مقصودة او غير مقصودة وتوضيح الهدف الانساني الرائع والنقي للعمل الانساني في اليمن . خامساً: ماهي الأضرار الناتجة من استهداف المنظمات الانسانية في اليمن ؟ ستتحقق اضرار كبيرة نتيجة استمرار استهداف المنظمات الانسانية العاملة في اليمن وفي مقدمة تلك الاضرار توقف المنظمات الانسانية العاملة في المجال الانساني عن الاستمرار في العمل الانساني بالاضافة الى احجام المنظمات والعاملين في المنظمات الانسانية من العمل الانساني في اليمن لخطورة الوضع الامني. ونتيجة كل ذلك ستتفاقم المعاناة الانسانية في اليمن وتتدهور . وفي الاخير : اامل وارجوا ان يتم اطلاق سراح والافراج عن الاستاذه نوران حواس مسؤلة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن دون شروط ودون قيود وفي اسرع وقت ممكن لتعود الى عملها الانساني الرائع ولتكن هذه الحادثة البشعة هي ناقوس الخطر الذي يستوجب اعادة النظر في كامل المنظومة الامنية لحماية المنظمات الانسانية والعاملين فيها في اليمن وبما لايخل من استقلالها وحياديتها . وهذا يستوجب على الجميع مناقشة اضرار وخطورة تلك الوقائع بكل شفافية ووضوح وصراحة لكي يتم الاهتمام بمعالجة تلك الظاهرة الاجرامية البشعة المتمثلة في استهداف المنظمات الانسانية العاملة في اليمن . عضو الهيئة الاستشارية ل وزارة حقوق الإنسان + مسئول شئون النيابة العامة بنقابة موظفي القضاء [email protected]