الرئيس هادي أخذ الكثير من قادة ونشطاء الحراك الجنوبي ليقوم بعمليات تصحيحية واسعة في الحكومة الشرعية هادفة لمكافحة أشكال الفساد وأنواع التطرف والإرهاب على مستوى الجنوب كبداية ثم ينتقل بها إلى الشمال , فقد دشن أولى خطوات التصحيح بإجراء التعديلات الوزارية بإصداره جملة من قرارات الإعفاء والتعيين من أجل تنفيذ كافة الإجراءات المتعلقة بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لم تتوقف على جهة واحدة معينة بل أخذت تسير في خطين متوازيين في أجهزة الدولة الحكومية والسلطات المحلية . الرئيس هادي قرر أن يقود الحركة التصحيحية بنفسه لبلوغ الأهداف التي تتطلع إليها الجماهير في الجنوب من خلال تشكيل حكومة كفاءات غالبية أعضائها من مختلف مكونات وقوى الحراك الجنوبي الذين طمحوا ذات يوم بأن يشملهم كيان سياسي واحد , وهو , الرئيس هادي بذلك يحقق أهم فصل من فصول خطة متكاملة لاحتواء قضية الجنوب ويكونوا معه يشكلون الطرف الثاني في أية مفاوضات قادمة جنوبية جنوبية حول الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية مع ائتلاف الجنوبيين الذين توحدت رؤى قياداتهم في أبو ظبي وصاروا الطرف الأول المؤثر والذي حتما سيكلل بالنجاح والتوفيق من رب العالمين , توحد المفدرلين والمتأقلمين وأصحاب الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية بعد خروج عناصر حزب الإصلاح اليمني وحتى المؤتمر الشعبي العام من الطرفين مدحورين المتمرسون على ركوب الأمواج والسير في اتجاه كل تيار فلن يجدوا طوقا للنجاة هذه المرة .
حركة التصحيح التي يقودها الرئيس هادي هذه الأيام كانت مطلوبة منذ انقلاب حزب الإصلاح على حكومة الدكتور بحاح , ثم كانت ضرورة قبل إقالة محافظ عدن اللواء عيدروس وتأخرت ليتحول الشارع الجنوبي إلى حكم يضبط اللعب في الوقت الضائع بين الأفراد والفرقاء في المكون الواحد من جهة , وبين مختلف المكونات والقوى من جهة ثانية . هذه الإجراءات التصحيحية توقعها الناس في نوفمبر 2017م حين رفع البعض شعار إسقاط حكومة الدكتور بن دغر الفاسدة الفاشلة وهو شعار حزب الإصلاح المتغلغلين في لمجلس الانتقالي والحراك الجنوبي نتيجة ثورة التغيير 16فبراير 2011م لاشك أن الهدف من ورائه ضرب شعبية المجلس الانتقالي وقياس مدى تأثير حزب الإصلاح على الشارع الجنوبي , بل كان لهذه الإجراءات التصحيحية أن تبدأ في نهاية ديسمبر 2017م لكن حصاة الواقعة الإصلاحية كانت أثقل وأمضى على اللا دولة وحتى على التحالف العربي فنشبت ما يسمى بأزمة سقطرة فكشفت أن الحصاة واهية كريشة في مهب العاصفة التي امتزجت بالعاصوف السعودي فأزاحتها من مكانها إلى خارج المشهد لسياسي وإلى الأبد .