أن التغيير الذي قام به فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في صنعاء بعد انتخابه باغلبية ساحقة ، وكذلك دوافعه في السياسة الجديدة بعد تحرير عدن والجنوب لم يكن ذلك التغيير مزاجيًا ولا ارتجاليًا، ويمكن وصفه بالمتقدم عما كان عليه الحال خلال حكم علي عبدالله صالح ، حيث وبعد الانقلاب الحوثي العفاشي اضطر معه الرئيس هادي الى التخلي عن كثير من الشخصيات المدمنة والمؤثرة في الحكم في صنعاء، إمّا لتأمين حرية أكثر في بناء الدولة الاتحادية ، أو لأن هذه الشخصيات أصبحت عائقًا بحكم الفساد والامراض التي توارثتها في الحكم او في العلاقات الخارجية. هذا التغيير اقتضته الضرورات الصعبة، التي تهدِّد في بعض منها التوجه الجديد لفخامة الاخ الرئيس سواءً كان ذلك على مستوى الشمال او على مستوى الجنوب ، فاستعان الرئيس هادي بالشخصيات الجنوبية التي كانت تناضل ضد الظلم والقهر لتتبؤ اهم المناصب في محافظاتها الجنوبية ادارية وامنية وعسكرية ، ولكن مع الاسف سارت بعض تلك الشخصيات باتجاه آخر ، وجعلت من الرئيس هادي خصماً وعدواً لها ، وحدث تبدِّل عميق في دورها وتوجهاتها محلياً وإقليميًا، وعرفنا ان تلك الشخصيات لم تكن بنت لحظتها بل وليدة تفاعل مديد لعوامل كثيرة، داخلية وخارجية يمكن الوقوف عند أبرزها في الحلقات القادمة. فقط هنا سنوضح ان التعيينات في بلادنا بعد الاستيلاء على صنعاء من قبل الحوثيين وعلي عبدالله صالح وانهيار الدولة اتخذت طرقاً مدروسه وأشرفت عليها خبرة الرئيس هادي وحرصة على تهدئة الكل في ظل هذه الظروف المتوترة .. ولكن الشيء الذي يجب ذكره هو ان الرئيس هادي ، عين شخصيات جنوبية محسوبة على الحراك الجنوبي (عيدروس الزبيدي ، ناصر الخبجي وشلال وغيرهم) وكذلك قيادات مؤتمرية ( احمد سعيد بن بريك واحمد لملس وعبدالله السقطري ) ولم يعين اي قيادات تابعه ل حزب الاصلاح .. ولكن ماذا جرى بعد ذلك؟! ... اغلب تلك القيادات مع الاسف تنكرت للحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية خلال فترة ادارتها لمحافظتها في الجنوب ، ولم ياخذ بيد قيادات الحراك والمقاومة الجنوبية الا الرئيس هادي ، منحهم الرتب العسكرية وعينهم في بعض المناصب ووقف الى جانبهم .. وعندما بدأت العلاقات بين الرئيس هادي والامارات تسؤ تغير موقف القيادات المعينة تجاه الرئيس هادي ، ورأت تلك القيادات مع الاسف ان الحلقة الاقوى هي احدى الدول العربية وليس الرئيس هادي الذي دعمها وعينها في افضل المحافظات الجنوبية .. فعين قيادات اخرى ايضاً من الحراك الجنوبي في لحجوعدن والضالع وابين وحضرموت ، ولم يقل ان هؤلاء خذلونا ولم يحقد على احد .. وها هو اليوم يعين انقى رجال الجنوب ومن الحراك الحنوبي والمقاومة الجنوبية احمد بن احمد الميسري وناصر النوبه ومحمد صالح طماح ، وباذن الله سيعين الاستاذ المعروف علي هيثم الغريب محافظاً لعدن والدكتور محمد علي السقاف مندوبآ في الاممالمتحدة .. هذا هو الرئيس الانسان عبدربه منصور هادي لا يظلم عنده احد .. ولكن رغم الإنجازات الهامة، فإن على الرئيس هادي القيام بإجراء تغييرات واسعة لضمان وطن آمن وحكم عادل بعيداً عن التطرف والتشدد الذي تقوم بممارسته بعض الشخصيات الجنوبية مع الاسف والاستمرار بدعم الحراك الجنوبي وفروع الاحزاب الجنوبية، وخلق عمل سياسي ائتلافي تعددي ، والانتقال الى تسوية جنوبية دائمة.