هلل وكبر كثير من الجنوبيين لمشاهدة صورة المناضل عيدروس الزبيدي وهو يصلي كتف بكتف مع ولي عهد امارة ابوظبي ونائب رئيس دولة الامارات معتقدين ان الامارات ستنظر بإيجابية للمسألة الجنوبية خاصة وان الزبيدي ( الذي اقيل من منصبه الرسمي كمحافظ لعدن )شرع بعدها في تكوين مجلسا انتقالي قدم نفسه كممثل للجنوبيين لاستعادة دولتهم ، وماهي الا ايام حتى بدأ عدد من مناصري المجلس في اصباغ صفة الزعامة والفخامة لرئيس مجلسهم لكن مالذي حدث بعد التقاط الصورة ؟ هل تحسنت احوال الجنوبيين ؟ هل تم الاعتراف بقضيتهم قبل الاعتراف بدولتهم ؟ هل اعترفت الامارات بمشروعية استعادة الدولة الجنوبية؟ الاكيد ان تصريحات عدد من المسئولين والمقربين من صناع القرار الاماراتي يأكدون بضرورة المحافظة على وحدة الاراضي اليمنية واعادة الشرعية كهدف اساسي لتدخل التحالف العربي في اليمن. وبعد عام من تلك الصورة ياتي اليوم عدد من المهللين المكبرين بزيارة نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الى دولة الامارات ممنين النفس في ان يحضى الاخير بصورة تجمعه بنائب رئيس الدولة الاماراتي حتى يتعادلوا مع خصومهم السياسين في الجنوب ومافيش حد احسن من حد، خاصة وان وزير الداخلية اليمني احمد الميسري كان قد صرح بتصريحات قوية لبعض القنوات الاعلامية الامريكية بان الامارات ومن يتحالف معها في جنوباليمن يمنعون الشرعية ممثله بالحكومة واعضائها من ممارسة مهامهم العملية في المناطق المحررة تصريحات عكست عمق الخلاف القائم بين الامارات (كحليف رئيسي لتحالف من اجل استعادة الشرعية) من جهة وبين الشرعية من جهة اخرى. و الملاحظ ان استدعاء المسئولين اليمنيين للقاء المسئولين الخلييجين يترافق دائما بالحفاوة والترحيب وتخرج التصريحات المؤيدة لوجهة نظر هذا المسئول الا ان الواقع المعاش يحمل الكثير من التناقض ، فلا تجد اي تحسن في معيشة المواطن الذي يتحمل معاناة استمرار الحرب الدائرة في اليمن بل تجد تحسن يطراء على جيب المسئول وحاشيته المقربة منه وتجد استمرار للمعارك وفتح جبهات تلتهم المزيد من الشباب. ان هذا الزيارات واللقاءات ومايصاحبها من تهليل وتكبير ودعاية اعلامية غرضها المناكفات السياسية وصنع الازمات المستقبلية بين هذا وذاك ومنحهم الزعامة والمكانة التي تجعلهم رافضيين لان يبنوا وطنهم ويتنازلوا لإجله مما يهدد النسيج الوطني ، وان كنت ارى بان هذه الزيارات يصاحبها ايضا من التقريع والتأنيب ما يجعل صاحبها يخاف على مكانته وعلى ما يلهطة من اموال تنزل على خزينته الامر الذي يجعله مستسلم لاوامر تلك القوى التي تمده بالاموال وتقوي مكانته. ولو ان هذه الزيارات انعكست ايجابا على حياة الناس لكن خيرا ينعكس على التحالف وعلى اهدافه المعلنة، ولما اخد كل هذا الوقت الطويل لتحقيق النجاح في الجبهات العسكرية.