أمريكا تدرس مشروع تسليح قوى الحراك الجنوبي ، خبر تداولته الوكالات والقنوات والصحف والمواقع الالكترونية الإخبارية مؤخرا وكان وقعه على الشارع الجنوبي شديدا إلى حد الصدمة ،الشارع الذي أشعل ثورته قبل سنوات خمس وواصل نضاله السلمي وحيدا وبثبات مواجها دولة قبلية بقضها وقضيضها وجيشها وأمنها العائلي متحديا ببسالة آلة حرب فتاكة يملكها . الشارع الجنوبي الذي أخرج واحدة من أكبر الإمبراطوريات التي عرفها العالم طيلة تاريخه في رابعة النهار بالبنادق القديمة ( الكناد والعيلمان والفتيني وبوزرار وغيره ) لم يختار غير السلمية شعارا لثورته ولم يفكر ذات يوم من أيام ثورته بما فيها الأيام العصيبة التي واجهها وكان خلالها دم شهدا وجرحى الجنوب سائلا على أسفلت شوارع مدن الجنوب حتى الركب (جمع ركبة)وعندما كانت سجون ومعتقلات الاحتلال تعج بقادة ونشطا وأنصار الثورة الجنوبية وعندما جعل حكام صنعاء الجنوب ساحة لممارسة كل أنواع الإذلال بحق شعبه وتحويله إلى منجما يدر الثروات في جيوب المتنفذين من مسئولين ومشايخ صنعاء وأخواتها ، وحتى عندما كان يحدث كل هذا والعالم الذي تقود دفته أمريكا التي أجزم إن عيونها رصدت كل شاردة وواردة ووثقت كل كبيرة وصغيرة غاض الطرف وكأن ما يحدث للجنوب أرض وشعب لا يعنيها في شي ولم يمت للإنسان وحقوقه بصله . اليوم وبعد كل ذلك تستيقظ سيدة العالم من سباتها العميق والطويل فجأة وتستشعر بأهمية الجنوب في جغرافية مصالحها وأهمية دور شعبه في تنفيذ أجندتها ومشاريعها الإستراتيجية وتقرر تسليح الجنوبيين ليس للدفاع عن نفسه نظير مايتعرض من قمع يمني مفرط ولا ليمنع أيادي اللصوص من سرقة خيرات أرضه ونهب ثرواتها الثمينة بل لمحاربة مسلحي القاعدة بديلا بالنيابة عن جلادة وعن سند ومصدر قوة هذا الجلاد الذي صمت وأصمت العالم دهرا ونطق (تسليح) الجنوب.
لهذا وأمام هذا الكرم الأمريكي السخي والصحوة المفاجئة والاهتمام المتأخر بالجنوب وشعبه نقول ياسيدة العالم الأولى (كثر الله خيرك) وزاد كرمك ولكن أعذرينا ماما أمريكا (عفوا فنحن متسلحون بسلميتنا ). * عدن الغد