اذا ما كانت الرواسب الاجتماعية اوراماً تصيب النفوس والضمائر فما اشبهها بالاورام التي تصيب او تظهر على الابدان، أي منها ماهو حميد لا ضرر منه ومنها ماهو خبيث ، من شأنه أن يؤدي بالمبتلى به الى الهلاك.. لقد ساءتني كثيراً تلك الهجمة الظالمة التي تعرض لها الزميل يحيى العراسي السكرتير الاعلامي لفخامة رئيس الجمهورية . من منظور ومنطلق ادراكه عرفاً جاهلياً طهّرنا منه ونهانا عنه ديننا الإسلامي ورسوله المتمم لمكارم الاخلاق الداعي الى العدل والمساواة والمحبة.. ليس هناك على وجه الأرض عادل كالحقد ، لانه ينتقم للناس من صاحبه فإن كان ما تعرض له الزميل العراسي قد تم بدافع الحقد، فإن حقد من أراد أن يسيء الى العراسي قد أساء الى حامله أو صاحبه وأنتقم للمظلوم منه .. وإن كان ماحدث قد تم من مبعث الإصابة بورم من أورام الرواسب الاجتماعية الخبيثة، كورم العنصرية أو التعصب المذهبي المقيت فأن هذا الداء كفيل بأن يورد صاحبه أو المصاب به إلى الهلاك ، بعد معاناة قد لا تطهره من ذنوبه شيء. ما قيل عن يحيى العراسي أساءني وآلمني كما هو حال من اخافتهم فأس مسمومة في يد من أدركته عروق جاهلية ، ولهذا اكتفي بردود فعل من استنكروا وشجبوا ذلكم الفعل المقزز، واسجل اعجابي الشديد بما قاله الزميل العزيز ابن الزميل الأعز الاستاذ مروان احمد قاسم دماج الذي ذكرني بقول السيد المسيح «كل شجرة جيدة تحمل ثمراً جيداً .. فما من شجرة جيدة تحمل ثمراً رديئاً» وقلت لمن حولي إن مروان ثمرة لشجرة اسمها احمد قاسم دماج النقي من كل الرواسب الخبيثة كأمثاله من ابناء جيله الذين نفخر بهم وتعلمنا منهم أمثال الجاوي والربادي والبردوني وغيرهم من السباقين الى توحيد اليمن .. ومن تُبشرنا ثمار اشجارهم بأن لا خوف على اليمن والقيم النبيلة من عدل ومساواة وحرية و محبة ونقاء.. إنه لأمر مخجل للغاية ان يوصف السكرتير الاعلامي لرئيس الجمهورية بأنه ( اسماعلي وعلوي وحوثي) وكأنَّ هذه النعوت مبرارات للادانة والاقصاء بل واستباحة دم المخالف في المذهب أو التوجه السياسي .. وهذا هوالمقلق والمخيف خاصة ونحن علي عتبات مرحلة جديدة.. أما ذنب العراسي - السكرتير الإعلامي لرئيس الجمهورية - فهو النظر اليه على ان من صاغ برقية باسم رئيس الجمهورية لتهنئة الشعب السوري بعيد الجلاء عبر رئيسه بشار الأسد، وكان المطلوب ان تكون التهنئة عبر قائد او قيادة مايُسمى بالجيش الحر ؟!! أو عبر العقيد حسام الدين العواك . إن التهنئة بعيد الجلاء او الإستقلال هي تهنئة لشعب بأكمله صنع ذلك المنجز النضالي والمكسب الوطني وتتم عبر رمز قيادته السياسية ملكا كان أو رئيساً او امبراطوراً أو أميراً الخ كما انها تبعث باسم الشعب الذي يمثل رمز قيادته السياسية وهذا ما يعرفه الأطفال في مدارسهم. إننا لو تعاملنا في علاقتنا الدولية بذلك المفهوم الضيق والنزق الذي أدى الى تلك الهجمة على يحيى العراسي لصار لزاماً على المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية، وعلى مكتب الرئاسة وعلى الرئيس ذاته ، ان يأخذ إذناً او رأي التيار او المذهب المعادي او لمبغض لذلك الملك أو الرئيس قبل تهنئة شعبه من خلاله بحلول مناسبة وطنية، وكما تعلمون ان لدينا في اليمن ديانتين وحوالى خمسة مذاهب وعشرات التيارات السياسية . اللهم زكينا عقولنا ، واما الأعتذار فواجب ، ليس لسكرتير الرئيس فقط بل وللرئيس قبل سكرتيره لأسباب كثيرة ومعروفة ، هذا ان لم يجب الإعتذار لكل القوى الليبرالية والعلمانية والمنظمات الحقوقية والدولية في العالم بأسره بل ولكل ذي ديانة نقي من الرواسب الاجتماعية الخبيثة.. *26 سبتمبر