الأحد الثالث عشر من مايو2012م مرت أربعة أشهر على رحيله..المحامي صامد فضل العلوي شهيد الجنوب وبطل الحراك السلمي في حوطة لحج..الذي سقط غدرا في الجمعة الدامية ذكرى الثالث عشر من يناير...يبقى صامد في ذاكرة الجنوب وثورته السلمية وفي ذاكرة كل محبيه وأصدقائه شابا شجاعا مقداما لاتراه الا في الصفوف الأمامية لكل مظاهرة أو فعالية, مؤمنا بحق شعبه في الحرية , ميقنا أن الشهادة فداء للوطن أسمى ما يمكن أن يقدمه..فأهدى الوطن روحه, وبقيت روحه بيننا حية تجبرنا ألا نغفل أو نتقاعس عن حب ذلك..الحلم..الجنوب..الوطن. التقيت أمس الأحد بوالدة الشهيد صامد وما إن أنهيت حديثي معها حتى وجدت نفسي أقلب ألبوم صور قديمة لشهداء الثورة منذ انطلاقتها عام 2007م. فأمام أغلى تضحياتهم يغمرك الخجل من نفسك مشوبا بالفخر لأناس بسطاء لم تمتلىء قلوبهم سواء بحب الجنوب في حين تمتلىء قلوب أخرى..بدعاوى التشتيت والفرقة..والحقد والتأمر على القضية التي تتنازعها الأكلة هنا وهناك.
أم الشهيد صامد أبكتني وهي تحمل ذكراه الدامية والموجعة ليل نهار..تتحدث عنه بأسى ولوعة وكانه فارقها البارحة..خجلت منها ومن كل أسرة قدمت شهيد لتزين بها نضال هذا الشعب المسحوق على عتبات التاريخ.وهاهي سطوري تبدو مختنقة بالعبرات..والدهشة أمام ثبات تلك الأم العظيمة وتضحية ذلك البطل الشهيد..وتستمر دهشتي اليوم أمام سفاهة العدو..وحماقة القريب..وغدر الصديق والخوف مما هو قادم ومرتب للجنوب..
شهداء وشهيدات الجنوب..معتقليه وجرحاه كل تلك الدماء...تذكروها صباحا ومساء..أيها الناس البسطاء..الذين تحلمون بغد مشرق وتكابدون ضنك ذكرى الأمس وأسى اليوم.
تلك الدماء الطاهرة تذكروها صباحا ومساء أيها القادة الزعماء..تلك الدماء أمانة فأجعلوها نصب أعينكم وأنتم تحاجون وتترافعون بإسم الجنوب في أروقة مكاتبكم المكيفة وبيوتكم الفارهة..وتذكروا بأن أسر الشهداء لاحول لهم ولا قوة..تضمهم بيوت فقيرة بسيطة.. لكنها غنية بحب الله وحب الجنوب.
صامد شهيد الحوطة..شهيد لحج..الثورة والتاريخ والأصالة..لن ننساك مهما مرت الأشهر والسنوات وستبقى فخرا لكل الشباب صامد..وقوافل من دماء طاهرة سبقته وتلاحقت مثيلتها من بعده..قد تنساهم الذاكرة او تزدحم بهم تباعا..وقد يصبح لهم نصيب من ذاكرتنا حين تحل ذكرى استشهادهم كل عام..لكن وحدها الدماء من تشحذ القضية نحو النصر وتبقى إرادة الشعوب واستمرار جذوة نضالها متقدة هو الأمل لنا بأن ينتصر الجنوب..إنتصار عز وكرامة وأن ينعم شعبنا بدولته وشمس حريته الدافئة بعيدا عن ظلامهم وضلالاتهم.