"وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي"اّه ياوطن ......لايخفى على أي منا الوضع الحالي والمخاطر القادمة والأهوال المخبأة التي تخبئها الأقدار ويكتنفها الغموض ويسودها الوجم...الحزن ظاهر للعيان والحال لايسر الإخوان وكل الأعداء بتربص بمكائد الشيطان. وطني الكبير وحلمنا القديم كنا نشدو بك ونهتف بالصباح الباكر حين نقف أمام سارية العلم ..هي قطعة قماش لا قيمة لها ولكنها كانت تعني رمز الوطن. تهتف الحناجر وتتراص الصفوف وتتشابك الأيادي لتهتف جميع الحناجر بصوت واحد وبزي واحد بدون تمييز ولاتفرقة ولاخمول...الجميع سواء بوطن كان يسوده العدل والأمان والأمن بالرغم من هفوات الزمان.
كبرنا وكبرت أحلامنا ...عايشنا حلم وطن كنا نهتف بشعاراتنا لأجله بالروح بالدم نفديك يايمن ...وأقسمنا بأننا سنناضل من اجل الدفاع عن الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية,,,تحققت ونحن أطفال فرحنا ولعبنا واستمتعنا بذلك اليوم ونحن نرى علم جديد يخفق والتأمت الأجساد بعد فراقها وعادت صنعاء وعادت عدن .....فرحة جميلة ويوم لاينسى ...مرت بعده أعوام لم تمض كثيراً حتى بدأت المكائد السياسية والانقلابات العسكرية والاستهدافات لخيرة رجال وقادة الجنوب إما بالقتل أو التشريد أو التهجير ...وتمَت تلك الحرب البغيضة التي أكلت الأخضر ولم يتبق الا الأحمر...مرت السنون وأحرار الجنوب يطالبون بحياة متساوية بعدالة اجتماعية، بمساواة بكل الجوانب بإعادة جيشهم وقياداتهم العسكرية والمدنية ..ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لاحياة لمن تنادي.
شهد الوطن ثورة تغييرية بدأت بداية قوية وسرعان ماوصل صداها الى القرى والوديان ولكن للأسف لم تدم هي طويلاً فقد ركب موجتها غلمان السلطان ومن يهفون للعيش على قوت الغلبان....سيطرت الألوان وانسلت السموم للجسد التعبان مجدداً لم يفق الوطن من حال التشظي والانقسام والهوان.
اّه ياوطني....نخرك الزمان وتاه صداك بعالم الأزمان وأصبحت شيء لم يكن ولن يكون ولو قدر المكان...تتلاطم بك أمواج وتتخطفك أفواج .....فتهاوت الأوداج..إن القلوب لتنفطر ...والعقول لتحتار...والأنفس تتساءل...لم نحن هكذا...عشقنا الاختلاف..وأدمنا التشتت...وتلذذنا بالمعاناة...وقبلنا الهزيمة..ورضينا الاستصغار...تباعدت خطواتنا...واختلفت توجهاتنا..تشرذمنا كثيراً...انحصرنا حول أنفسنا...فتهنا بمحارب الصحراء..لافكر بقي...ولاضمير صحي...ولاعقل يدوي...غلبتنا الأهواء والشهوات...عجزنا بكل المراحل...ولازلنا عاجزون...هي الحاسمة ..نعم هي الحاسمة...إن لم نتحد فلن نبتعد...وان خسرناها فسنخسر كل مابقي....لم لانتحد ونتوحد ونستعد...أليس الماضي كفيل..والحاضر مرير...والمستقبل مجهول...لن نبرح أماكنا إن لم نتحد...فهل نفعلها..وننتصرللوطن...أم ستستمر الاجيال تندب حظها...بعد فوات الاوان.....!!!!!!!!!