*. لم نكن نتوقع ان تتدنى حرية الصحافة والتعبير في اليمن لأدنى مستوياتها ، التي باتت أسوأ من جمهوريات الموز في آسيا ، حيث وصلت الانتهاكات الإعلامية إلى 100 حالة انتهاك في اليمن ، خلال النصف الأول من العام الحالي، حسب تقرير نقابة الصحفيين اليمنيين النصفي للحريات الإعلامية ،التي نحن احد أعضائها العاملين ، حقيقة والمبكي ان القيادة اليمنية ممثلا بحكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر حاولت تحويل قضية اعتقال الزميل فتحي بن لزرق رئيس تحرير يومية عدن الغد، الصادرة في عدن الاثنين الماضي إلى اختطاف من مليشيات أمنية ، وليس اعتقال لمدة ثمان ساعات ، حيث اقتيد مع مواطن يعمل محاميا يدعى هشام، حاول منع رجال الأمن من اعتقاله إي اعتقال الزميل بن لزرق ، كانوا على متن دوريتان أمنية في جولة كالتكس بحي المنصورةبعدن ، وقال المواطن هشام انه كان في سيارته في جولة كالتكس حين اعترض طقمين سيارة الزميل الصحافي فتحي بن لزرق وقاموا بإنزاله واعتقاله .
بتوجيهات أمنية من القيادي الأمني في أمن عدن يدعى صائد سناح، حسب الزميل بن لزرق. مخطأة تماما تلك القيادات الأمنية في عدن، التي تتعمد افتعال حالة من العداء مع الزملاء الصحفيين اليمنيين في العاصمة اليمنية الموقتة عدن، سواء تم ذلك الاعتقال بأوامر وإيعاز من مدير أمن عدن من عدمه فجريمة الاعتقال تتحملها بكل المقاييس سلطات امن عدن وقائدها والحكومة اليمنية برمتها، وحسنا فعل الدكتور بن دغر بالاتصال بالزميل بن دغر والاعتذار منه والاطمئنان على صحته ، لان لا مصلحة للحكومة الشرعية في عدن، ان تكون غير صدوقة مع الصحفيين وتحت إي ذرائع سياسية أو أمنية كانت، ثم أن اعتقال الزميل بن لزرق اثار موجة غضب شعبية عارمة في الأوساط الشعبية في عدنواليمن بصورة عامة، وحظي الزميل بن لزرق بحملة تضامن كبيرة في الوسط الصحفي والإعلامي اليمني ولقي الاعتقال استنكار واسع .
ثم إن اعتقال الزميل بن لزرق لم يأتِ من فراغ ، بل جاء بسبب مواقف فتحي بن لزرق الوطنية والمكافحة للفساد، ومقالاته التي تهاجم الحكومة الشرعية وتحملها مسؤولية التقصير الأمني وتراجع الخدمات ومعالجة البنى التحتية في عدن، والتي تشهد تراجعا غير مسبوقا، بعد أكثر من ثلاثة أعوام على تحريرها ، خاصة مجاري الصرف الصحي والكهرباء والوضع الصحي في مشافي المدينة ليس ورديا أيضا . نختم مقالنا هذا في هذه العجالة، بان الانتهاكات تجاه الصحفيين في اليمن لم تقتصر فقط على المناطق والمحافظات الشمالية، التي يسيطر عليها الانقلابيين الحوثيين بل أيضا تتسع حتى في المحافظات المحررة في الجنوب بعدن وتعز والضالع، وتنوعت بين القتل من قبل قناصين والاعتقال والتعذيب من جهات أمنية ومن مليشيات متعددة الولاءات لكافة أطراف الصراع ، لتفتح المزيد من المخاوف لتراجع الحريات الصحافية في اليمن ، أو اندثارها خاصة إذا استمر العنف والقتال ربما لأشهر وسنوات مقبلة ، إذا نستطيع القول أن بيئة العمل الصحفي في اليمن باتت محفوفة بالكثير من المخاطر ، وعدم توفر الحماية الأمنية الملائمة ، ناهيك ان رجال وقيادات الأمن اليمني عادة هم أول منتهكين حقوق الصحافة والصحفيين في اليمن ، للحديث بقية في مقالات قادمة نأمل أن تتناول تقدم الحريات الصحفية في بلد منكوب مثل اليمن وليس العكس ، وحمدا لله على سلامتك الزميل فتحي بن لزرق . *صحافي من اليمن يقيم في نيويورك