يفاجئنا كل يوم وزير اعلامنا بتصرفات غير مهنية تماما كما اعتدنا منه تغريدات - هي بالأصح تصريحات اعلامية حين لا يكون المغرد رجل عادي - لا تصدر من وزير اعلام دولة, وما يزيد الطين بلة هو ان يتوقف البارحة موقع سبأ والذي يعد المنبر الصحفي الحكومي الأول للشرعية, امر مهين ومخجل بحق حكومة الشرعية وغير مسموحا به بمرحلة لكل دقيقة فيها اهمية اعلامية لا يستهان بها وللخبر دوره الرئيسي وتأثيره بمجريات المعركة القائمة بيننا وبين مليشيا الحوثي!
وان تحدثنا بشكل عام عن مستوى الإعلام اليمني التابع للحكومة الشرعية وادواته فهو انه يمر بأسوأ مراحله ,اعلامنا يعاني حالة ضمور وشلل واعاقات, مقابل اعلام المليشيا الحوثية, بل يعيش موت سريري وسبات تام, والعجيب انه بالتزامن مع ما تعانيه آليات الشرعية الإعلامية مثل توقف موقع سبأ البارحة, يتبادر للذهن اخر نشاط قام به الوزير معمر الإرياني والذي اثار سخرية مواقع التواصل الاجتماعي وهو خبر زيارته لصحيفة اليوم السابع المصرية حيث اقام ندوة هناك- وزير دولة يقيم ندوة ليس في مقر اممي او دولي ولكن في صحيفة مصرية محلية! - ندوة هي بالكثير من مهام ملحق اعلامي بسفارة ! والأكبر من كونها مجرد ندوة هي تعد زيارة رسمية ودعم حكومي يمني لصحيفة مصرية عمليا واعلاميا لا يوجد مبرر حثيث او حقيقي ليقوم وزير اعلام دولة وطاقم سفارة بأكمله ووفد يمني رفيع المستوى بزيارة صحيفة محلية حتى لو تحولت بكل صفحاتها لتنشر عن اليمن, الم يكن هذا الدعم والكرم والنشاط اولى بصحيفة او وكالة او قناة يمنية؟!!
ومع هذا الاغداق والكثير من العطايا والهبات والدعم الذي اولاه الوزير لإعلام مصري (محلي) يأتي بعدها بأيام خبر توقف اهم منبر ممثل لشرعية بسبب مماطلة الحكومة عن دفع مستحقات الشركة المستضيفة للموقع!
هل يعي معمر الإرياني ويقدر خطورة تصرفاته وحجمها ام ان النزق وحده سيظل المسيطر على ادائه الركيك وخطواته الرسمية؟
بوضوح, ما تنم عنه افعاله وتصريحاته هو اقرب للعشوائية وعدم المهنية منه للاحترافية والعمل الصحفي او الإعلامي ,لا يمكن لوزير اعلام ان يتجاهل اهمية الكلمة والخبر كما يفعل الارياني الذي لم يكتفي فقط بعدم دعم مواقعنا واهمالها او بتجاهل النقد العام والأخبار التي يأتي التغريدات والمنشورات, كمل يفعل مسؤولين ووزراء حكومتنا الشرعية الموقرة, بل انه اصبح الوزيرالمعروف عنه لغة الحظر والتكميم لكل نقد عام على منصات التواصل الاجتماعي, مما يعبر عن طيش وعدم احتواء للمنصب او المسؤولية , ليظهر للعامة كم انه يفتقر لأهم قيم حرية الرأي والتعبير ولا يقدر قيمتها اهمية تحليه بها كونه بمركز المسؤولية الأولى عنها.
فعلا هو خللا مخيف ولا يمكن تجاوزه خصيصا حين يصدر من صاحب منصب اعلامي اول وممثل دولة !
ساخرة اسأل عقلي ترى ماذا سيكون رأي المجتمع الدولي -الذي يعد تصرف كهذا انتهاك -لو علموا ان وزير اعلامنا هو السباق بتقيد ومصادرة حرية الرأي والتعبير ليتحول لمغرد انفعالي ويحول حسابه على تويتر من حساب عام لوزير دولة الى حساب شخصي وخاص, يحظر ويحنق كما يشاء متجاهلا انه شخصية عامة معرضة للنقد والتساؤل ويتوجب عليه احتمال بل تقبل مختلف الأراء المؤيد والمعارض, وانه المخول الأول بإسم اليمن لتصدير قيمة واهمية فكرة حرية الرأي والتعبير للعامة والبسطاء قبل المثقفين والإعلاميين, ليتصرف كمراهق نزق يحظر الشعب والرأي الناقد له, فيشتري الوهم حين يبقي فقط من يتغزل به ويطبل لفشله!
حسنا اذا كان الارياني قد ضاق ذرعا بالإنتقادات الموجهة له من العامة فعليه ان يتنحى من منصبه ويقدم استقالته وحينها سيكون حسابه وكيانه يخص شخصه وحسب لا العامة وسنكون اول من يدافع عن حريته بالتصرف بحسابه وحقه بحظر من يشاء!
بالاسهاب في الهفوات المهنية لوزيرنا الهمام يأتي ذلك الفشل الكارثي في أداء مهامه والتقصير غير المقبول مطلقا, وبهذا المقام نذكر التساؤل الشهير والمعتاد الذي كرره كل المغردين والصحفيين والرأي العام - وهو ماذا صنع الإرياني كوزير اعلام يمني ليجسد قضية اليمن اعلاميا امام المجتمع الأممي والدولي منذ توليه منصبه في سبتمبر 2016 حتى اليوم؟
وكيف لنا ان نتجاهل ان اكبر خذلان للقضية اليمنية والحكومة الشرعية جاء منه, ليظهر للعامة الغاضبة, ان اهماله وتقاعسه غير المغتفر ولا المعقول , يعد أكبر سند لا ارادي- (ربما)-للحوثيين حين يأتي متزامنا مع هذه المرحلة الحرجة من زمن الحرب.
نحن هنا لا نحاول اتهامة ولكن انعكاسات الواقع وتجلياته المتردية تروي الكثير منذ عامين وحتى اليوم, في الوقت الذي نخوض مع الحوثيين حرب عسكرية, هي اكثر منها معركة اعلامية شرسة, للكلمة فيها الف دور والدور الرئيسي امام المجتمع الدولي, وأمام حقيقة ان الحوثي استطاع ان يكسب تعاطف المجتمع الدولي اعلاميا وحقوقيا, حتما سنحمل الارياني النصيب الاكبر من هذه الهزيمة والمهزلة المأساوية بحق قضيتنا وحقنا كشعب وبوجه الحكومة الشرعية ونحمله هذا القصور الواضح في اعلامنا والاهمال المتفشي وعدم الرعاية والدعم وتطوير قدراتها وقدرات العاملين والقائمين عليها !
قد تتجاهل المواقع الاخبارية هذا المقال كما تتجاهل الحكومة تصرفات مسؤولينها ومن يمثلونها ولكن الجميع لن يستطيع تجاهل اواسكات الرأي العام عن النقد كما ان تجاهل النقد لن يمحو من صفحات التأريخ اليمني الواقع المر الذي يقول ان الشرعية تستمر بالفشل اعلاميا امام مليشيا استطاعت باللوبي الاعلامي المتمكن الذي تمتلكه ان تكتسب تعاطف المجتمع الدولي باسره معها.
اخيرا ان اي بيان تبريري سيصدرونه حول ما يحدث لن يكون قادرا على اشباع نهم التساؤلات عند العامة ولن يسكتهم او يكمم افواههم, حان الوقت ان تواجه حكومة الشرعية فشل قراراتها وفشل مسؤوليها ومن تعينهم لمناصب اكبر من مقاسهم وحجمهم كوزير الاعلام ممر الارياني الذي اثبت فشله الذريع في تولي منصب مهم كوزارة اعلام وبهذا الوقت الحرج, منصب هو لم يكن ابدا كفؤا له ولا أهلا لتوليه.