إن من أبشع صور الأنانية الوطنية أن يختزل الوطن في أشخاص أو طائفة أو جماعة أو فرد ، لذا فأن على من يختار هذا الطريق المفخخ وينتهجه نقول لهم على رسلكم ياسادة وأن وسعوا صدوركم يامن ترون أنكم فقط من يحق له الالتحاف برداء الوطنية وأن مادونكم أتباع وخونة وعملاء ، أعلموا أنكم بذلك أنما تسعون لتمزيق النسيج الاجتماعي ولا تحافظون على اللحمة والتلاحم لذا نرجو أن لا تكرروا أخطاء وكوارث ماضي أسلافكم لمجرد الاختلاف في الرأي أو تنوع المواقف وتعددها ، اتركوا الناس تقول وتطرح ما تريد طرحه وأن تعبر عن أرائها بكل حرية دون خوف أو وجل ولا تكمموا الأفواه ، فإن عاقبة ذلك هو الخسران والضياع الحتمي عليكم وعليهم ومن ثم على الوطن عموما. عليكم أن تعيدوا قراءة الماضي قراءة متأنية لكي تتعلموا أن كل ما يعاني منه الجنوب اليوم كان سببه الرأي الأوحد وإقصاء الآخرين فكانت نتيجة ذلك أن دفع رموز وخيرة أبناء شعبنا الجنوبي حياته قربانا لهذا الوطن لمجرد أنه أختلف مع رفاقه في الرأي ومن هؤلاء الرموز نذكر على سبيل المثال قحطان الشعبي وفيصل عبد اللطيف وسالمين وعلى ناصر ومحمد علي هيثم ومطيع وقماطة وسيف الضالعي وغيرهم ثبت لاحقا أنهم كانوا هم على الحق وغيرهم على باطل في كيفية قيادة الوطن واختيار نهجه. اليوم للأسف نرى بوادرا لنفس ذاك النهج يتكرر في جنوب اليوم ويريد من الجميع أن يتبعه وأن يصغي لرأيه الأوحد وأن يخضع له كل أبناء الوطن وإلا فأنهم أعداء للوطن وخونة لقضيته سيرا على نفس مقولة فرعون لقومه التي وردت في القرآن "ماأريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" فكان عاقبة ذلك التنطع والتفرد في الرأي والقرار هي الندم والخسران المبين ، لذا نقول وبصريح العبارة لهؤلاء وأمثالهم من الذين يريدون شعبنا الجنوبي شعبا مدجنا وقططا مغمضة نقول لهم قفوا عند حدكم واوقفوا نزغكم وكفى شيطنة للآخر فليس هذا هو الجنوب الذي نحلم به ونسعى له وننشده فلا وألف لا فلن يسمح لكم بذلك ولن يسمح بتكرار كوارث ماضي الأسلاف الذي أوصل شعبنا إلى الضياع والمتاجرة به في سوق الملح وباب اليمن جراء خطيئة النفق المظلم. لذا ، علينا ألا نكرر أخطاء الماضي وماسيه ، فتكرار الخطأ جريمة في نظري أبشع من الخطأ ذاته ، بل علينا أن نستفيد من تلك الأخطاء وأن نتعلم منها في حاضرنا ومستقبلنا وفق قاعدة "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. اتركوا الجميع يطرح في العلن كل ما يريد قوله في فضاء من الحرية وعدم الخوف وهنا فقط نضمن المشاركة الحقيقية الصادقة من الجميع فالوطن ليس ملك فرد أو طائفة أو منطقة بل الوطن للجميع وبالجميع ، فهل نعي ذلك ؟!