سكن اليل وخيم الظلام على الفضأت الرحبة والخالية من الموقع الذي يقف فيه على صخرة كبيرة تعانق البحر و تتوسد الجبل من راس باغشوة الرأس المائي الشهير الذي يقع شرق حضرموت ويعتبر حدا لمديرية الريدة وقصيعر من جهة الغرب يدلف من خلاله القادمون الى اخر مديرية محادية للمهرة. هي لحظات الصيد الهواية المحببة إلى نفسه والتي تجذب حواسه ومشاعرة ويرمي من خلال سنارتها ما يعتلي القلب من شجون وبقايا الكدر تعتلي صفحة المهجة وتحتاج من يجلو الضجر والأوحال عنها بين الحين والآخر. لا تكتمل ليلة الصيد دون إن يكون قمرها حاضرا ...!!! اخذ يرقب الافق حتى بدت قطع الظلام تتخضب بحمرة قاتمة لم يلبث إن بزغ من خلفها ثغر القمر باسما ضاحكا ... تراقصت الامواج تحت اشعته الذهبية وبدأت اشباح الجبل خلفه صامته وقد تبدت ملامحها تظهر من خلال ضياء القمر ... تسأل في غمرة الجذل ; لماذا تستأثر هذه الصخرة الكبيرة وِالتي يقف عليها و يصطاد من ِخلالها سمك (المرية) _ صيد الليالي المضيئة _بكل اشواقه وتسيطر على كيانه منذ نعومة اظافرة ...؟ خيم الحنين على قلبه وتداعت اوتار القمر تعزف لحنا شجيا من الاشواق .. كم حطمنا ايها الراس الغالي فلواد همومنا على صخورك ؟..!!! اين هي رحلات الانس والوله التي احتواها بحرك وجبلك.؟! اين الامس وما حفل به من شمل ..؟ وأين الأصدقاء الذين تاهو في دنيا الله الواسعة ومشاغلها ... ؟؟ وماذا تبقى من رواد راس باغشوة من رفاق الامس بعد إن تناثروا مثل العقد عندما ينفرط خيطه .