نحن كوادر و أنصار الانتقالي ومؤيدوه المجال أمامنا للنقد البناء مفتوح بل مطلوب ... لكن ما يرجف به الدنابعة و البلاسنة والعفافشة وجوقاتهم ومن لف لفهم عن الإنتقالي أبعد ما يكون عن النقد البناء ، ما الذي يعيقنا عن انتقاد المجلس ؟! لنفترض إننا ضد أو لنا تحفظ حول بعض ما نهجه الانتقالي من سياسات مثلا: استمرار القتال في الشمال دون موقف واضح وضمانات من التحالف في حل قضيتنا الجنوبية ، أو موضوع التعاون مع قوات طارق عفاش ...الخ ما يميز موقفنا هذا كنشاطاء و انصار للانتقالي عن حملة التشوية الممنهجة التي تلهج بها آلات الدعاية الدنبوعية والبلسنية والعفاشية هو أننا موقنين ومدركين -من أعماق قلوبنا وعقولنا- للاهمية البالغة لقيام ودور الانتقالي كانجاز نوعي في مسيرة الثورة الجنوبية... و كمرحلة متقدمة توجت جهود و تضحيات شعبنا الجنوبي عبر الحراك السلمي الجنوبي والمقاومة الجنوبية خلال مسيرته النضالية . مالذي يمنعنا أن نجمع اعتراضاتنا الموضوعية ونصيغ عريضة؟ نرفعها إلى قيادة المجلس الذين نكن لهم كل تقدير واحترام ومحبة لأشخاصهم و رصيدهم النضالي و الأعباء الملقاة على عاتقهم في هذه المرحلة الدقيقة من نضال شعبنا. وقد يسأل سائل ما هي الفائدة المرجوة من كهذا وثيقة؟ أجيب بأنها ستكون لها فوائد عدة أذكر هنا بعضا منها:- 1- ستكون مساهمة بناءه مننا -نحن المؤمنين بالقضية الجنوبية- في التنبيه إلى ماقد يحيق من مخاطر حاضرة أو مستقبلية بثورتنا و قضيتنا ، و مدخل لمعالجتها سواء بتصحيح الأخطاء -أن وجدت- أو با إجلاء ما قد يكون مخاوف ساورتنا وليس لها أساس من الصحة. 2- وحتى لو تم تجاهل ما بيناه -مع كون ذلك احتمالا ضعيفا- نكون قد إبراءنا ذمتنا أمام الله والتاريخ و شعبنا عن نتائج ما حذرنا منه "لا قدر الله". 3- ورقة ضغط "موازن" يمكن للإنتقالي بها مواجهة ما قد يكون يتعرض له من ضغوطات "جانبية" من طرف القوى المحلية والإقليمية والدولية . 4- من خلال تفاعل قيادة الانتقالي مع ما نطرح ستكون الوثيقة بمثابة ورقة فلترة تكشف لنا ما قد يكون من تسرب لعناصر غير صادقة الولاء والإيمان بالقضية. أما فيما يتعلق بصياغة العريضة ، فأني سأطرح في الحلقة الثانية -بإذن الله- ما أتصوره من ملامح عامة لمضمون و شكل العريضة، و رجائي ممن يوفقني في الرؤية العامة تقويم ما أطرح وطرح يراه أقوم.