أن تعرف أحدهما فتلك نعمة أما و أن تعرف الاثنين بل و تجمعك بهما صداقة و أخوة فذلك شيء لا يوصف في روعته. الشيخ عادل الشعيبي قدم أكثر من طاقته و قدرته و إمكانيته و كل عصارة جهوده لخدمة مدينة إنماء و ناسها دون أن ينتظر مقابل من العباد ، و ذلك منذ إنشائها. حيث كان عاقل الحارة و رجل الأمن و متخصص شؤون اجتماعي و مؤسس رياضي و غيرها ، رجل لا يكل و لا يمل في إرساء السكينة و حل مشاكل المدينة و توعية الشباب. الرجل الأخر هو الكابتن عبد الباسط العفيفي مدير مكتب اليمنية في كريتر ، هذا الرجل خارق في عمله ما شاء الله، حضرت الى مقر عمله مرات عديدة في أوقات كأن المكتب يكتظ بالناس و في ظروف سيئة للغاية ، مثل إنقطاع الكهرباء العمومية المتزامن مع عطل في المولد في يوم فائض الحرارة لا يطاق و مع ذلك فالإبت امة تعلو وجهه لا تختفي كشمس يوم صافي من الغيوم. شاهدت الناس تتزاحم و تتدافع نحوه ، لكل مشكلته هناك المريض الذي يريد حجز مستعجل و هناك من له مشكلة أخرى، و تجده مبتسما يتحاور مع الجميع الذين دخلوا مكتبه حتى اختفت معالمه كمكتب. قلبان كبيران لا تستطيع وصفهما ، تفتخر بهما مدينة إنماء مهما كتبت من كلمات الوفاء، فأني هنا لأكتب إلا رواية واحدة من جانبي فقط ، فبجمال روحيهما تقال روايات طيبة و كثيرة يحكيها كل من يعرفهما و لمس تفانيهما و خدماتهما التي لا تنتهي. و ما إنشاء و تأسيس فريق إنماء إلا أحد تلك الثمرات الكثيرة الملموسة التي زرع بذورها هذان الرجلان. بالأمس رغم غيابي لظروف خاصة إلا أني حضرت روحا تكريمهما المستحق لما يقدمانه من جهود و تفعيل للنشاطات الرياضية في مدينة إنماء. أذكر سبب واحد فقط من بين أسباب كثيرة كافي لتكريمهما ، فلقد ساعدا في بث الروح لدى قدامى الرياضيين الساكنين في مدينة إنماء و جعلا كبار السن يستعيدون نشاطهم و حيويتهم ، ينتظرون بشوق شديد تلك اليوم أو اليومين من كل أسبوع لممارسة كرة القدم التي كادت تكون بالنسبة لأعمارنا محرد مشهادة فقط، و لكن بتوفيق من الله و بجهودهما نحن نمارسها، لقد ساعدا كبار السن في إنماء في أن يستعيدوا الفرصة بكل سعادة لذكريات شبابهم حين كانوا يداعبون الكرة بكل رقي. تم تكريمهما في لقاء كروي جمع قدامى إنماء مع قدامى الشيخ عثمان في ملعب نادي النصر، و قد توج هذا التكريم بفوز قدامى إنماء بنتيجة 5-4 بقيادة مدربهم الكابتن بسام مصطفى ، الرجل الذي بدوره له بصمات رائعة ، و هو أحد هولاء الرجال الافذاذ. لا أقول هنيئا لهما هذا التكريم بل هنيئا لي و لكل من أحب هذين الشخصين الرائعين.