تمر علينا الذكرى السادس عشر لرحيل فقيد اليمن و الوسط التجاري الوطني الراحل المرحوم غازي علوان السقاف مؤسس ورئيس مجموعة شركات بلقيس وعبر الخليج التجارية الغائب الى جوار ربه الحاضر في قلوبنا وذاكرتنا وهو في عز عطاءه ونضج خبرته التي استفدنا منها جميعا سواء نحن ابنائه او التجار ورجال المال والاعمال الذين كان لهم علاقات طيبة معه وكذلك اسرته . وهنا في هذا المقال اتحدث عنه كشخصية وطنية اكثر من كونه والدي فغازي علوان السقاف كان رحمه الله مثالاً يحتذى به فكان محبوبا في الوسط التجاري اليمني وكذلك في الوسط الاجتماعي سواء بين ابناء عدن او تعز او على مستوى العاصمة والوطن عموما فلقد كان من أعلام اليمن في التجارة والاستثمار خلال النصف القرن الماضي .
وها هي الذكرى السادس عشر لرحيله تمر علينا وهو ما يزال حيا بيننا بذكراه الطيبة العالقة في اذهاننا ولن ننساه رحمة الله تغشاه .... نعم تهل علينا الذكرى السادس عشر لوفاة والدي رحمة الله تغشاه- ذلك العصامي النبيل , الذي افنى حياته وكرس جهده خدمة لشعبه , خلال مسيرته الاقتصادية والتجارية و الخدمية كرجل قانون , ومن خلال مواقفه الذي يشهد لها الجميع . لا اعلم حقيقة من اين ابدا؟ .. وكيف سأنتهي ؟.. حتى اتحدث عن والدي, أو عنه كشخصية فريدة كشخصية المرحوم غازي علوان السقاف, ذلك الوطني النبيل الذي كان من اعظم الرجال الذين صدقوا مع الله ومع الوطن ومع ابناء الوطن, عرفه الجميع رجلا وطنياً خالصاً, وخبيراً قانونياً واقتصاديا من ابناء هذا الوطن الذي جالوا وصالوا في ساحاته الاقتصادية والخدمية, وقدموا وبذلوا الكثير والكثير دون أي كلل أو تعب أو تأفف. ألحديث في مثل هدا اليوم, ونحن نتذكر هدا العصامي النبيل, لا يعبر اطلاقا عما يجيش في القلوب من لوعة وحزن وأسى على فراقه. فقد كان رحمه الله دائماً مفتاح حل الازمات التي تعرض لها القطاع التجاري ,وكان حريص كل الحرص على العلاقات الطيبة مع الجميع, ولذلك كان رجل اجماع , وشخصية فذة نادرة, ورجل اعمال من الطراز الرفيع. – رجل الاعمال المرحوم غازي علوان السقاف – رحمه الله – رجل اعمال في اعلى طراز من الاخلاق والانضباط والاجتهاد والتفوق. ولا شك في ان رحيل ذلك الرجل الوطني والشخصية الاقتصادية قد ترك فراغاً كبيراً على مستوى الحركة الاقتصادية والاستثمارية ببلادنا, وكان يعيش اللحظة الذي يكون فيها بكل انسانية وخفة روح , رسم الابتسامة على وجوه الكثير ... ورسم الفرح على وجوه المحتاجين .
وهو الرجل الاجتماعي بامتياز , موجع رحيلك يا والدي بمثابة فاجعة فاجأتنا جميعاً , فمن يا ترى لا يكن المودة والمحبة لهذا الرجل ؟ .. فقد كان اخ وصديق للجميع . – رجل الاعمال غازي علوان السقاف , فيه من القيم النبيلة والاوصاف النادرة وعمق البصيرة , والذكاء والحكمة, انها كثيرة , ولن يتسع المقال لذكرها, لقد كان الراحل رمزا لكل الوطن وشخصية نادرة في ادائها المتجرد ... وطني حتى النخاع ولذلك لا غرابة في ان يحزن على فراقه كل اليمنيين ممن عرفوه في مشهد قل ان يتكرر لغيره ... فالجميع احبه لأنه ببساطة كان ابا للجميع , وابناً للجميع واخاً للجميع وعاش وعمل بهمة عالية وحماس مستمر ...ولم يحد ابداً عن الالتزام بمهامه ومسؤوليته الى جانب الشعب ... لم يعرف متع الحياة او حياة الرفاهية . وكان عطاؤه ممتد الى كافة المستويات , اقتصادياً واستثمارياً , ورجل اعمال عمل بتجرد ونكران ذات وثبات لعدة سنوات ... يصفه كثيرون بالصابر والمثابر والثابت على المبدأ , وحتى اخر يوم في حياته ظل يعمل من أجل عمل الخير والصلح بين الناس رحمه الله . برحيل الشهيد غازي علوان السقاف رحل الرجل الفذ وصاحب العقل النير والضمير الحي والحس المرهف واليد الطاهرة والقلب الكبير والعطوف. خسرناه كوالد حريص على تربية الابناء .. وعرفه الجميع محافظاً على اصول وعادات وتقاليد واعراف المجتمع ومتمسكاً بتعاليم ديننا الحنيف ومواظباً على الصلاة .. وتحلى بالأدب وحسن الخلق والمعاملة الحسنة مع عموم ابناء الوطن .. باختصار .. كان شعلة بالعطاء والمثابرة ولا يدخر جهداً في حل مشاكل الجميع .. وحريص على مواصلة الارحام مع اهله وأصدقائه في المناسبات الاجتماعية والوطنية والدينية ويمازح الجميع بحب وهم يحبونه كثيراً جداً لإخلاصه وتواضعه ووفاءه تجاههم في كل كبيرة وصغيرة من امور الحياة .. فقد كان بمثابة الفارس الذي عطر كل ميادين الوطن , ونذر حياته مخلصاً لله ثم للوطن ولأبناء الوطن .. وكان يحلم بان يصل بوطنه وامته الى مدارج النجوم .. سمى في عطائه فوق كرم الكرماء وفي شجاعته فوق شجاعة الشجعان . هذا هو غازي علوان السقاف , رجل الحلم , واسع الصدر , في عيونه توهج جمر , في كلامه روح الرجولة , وعلى وجهه ملامح النبل , في قلبه معبد ناسك وشعلة محبة متوقدة صادقة , يختار كلماته اختياراً دقيقا ومتدفقة رزينة هادئة في صوت خافت حنون .. وتحت هذه الوداعة .. يخفي اعصاباً من حديد وعاطفة من نار وعزيمة عالية .. وهو رجل حلم واسع الصدر , وذو نفس مرهفة , لا يعرف الغضب لنفسه سبيلاً, يتفانى في حب الجميع وحب مسؤولياته ووطنه بصدق ووفاء .