تشهد الساحة الجنوبية في الآونة الأخيرة اشهار مكونات وتكتلات سياسية من تيارات ذات تنوع فكري وسياسي تنادي في مجملها إلى رفع مطالب الجنوب بسقوف متفاوته ،وعلي الأرجح انه لا نجد مبرر من السعي في تأسيس هذه المكونات (السفري)؟ غير نوايا مبيتة وهي الدخول في مفاوضات للمحاصصة سواء كانت المشاركة في المؤتمر الوطني الجنوبي القادم أو البحث عن ائتلافات في حجز مواقع لمستقبل الجنوب وأقل تقدير المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي ترعاه الدول الضامنة للمبادرة الخليجية لمشروع الانتقال السلمي للسلطة في اليمن ، في كل الأحوال الجميع يدرك أن الحراك السلمي الجنوبي يمثل الحاضن السياسي للقضية الجنوبية بدون منازع ومن أجل الوصول إلى مؤتمر وطني جنوبي بمشروعية التمثيل الواسع والعريض لأبناء الجنوب بمختلف مكوناتهم تبدأ من المديرية إلى المحافظة عبر دورة انتخابية يتم على أساسها انتخاب مندوبين للموتمر الجنوبي وقيادة سياسية تمارس مهامها على أسس البرنامج السياسي للحراك السلمي . هذه الخطوة تضع بدايات جادة لقطع دابر جينات التشرذم الجنوبي الذي تحاول بعض القوى البحث عن شرعية لتمثيل الجنوب بأقل التكاليف عبر حوارات في صالات مغلقة بين النخب السياسية المعتقة ذات الولاءات لمراكز قوى اقليمية تبحث عن وجود لها للتاثير على خيارات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة !!
المتابع الجيد لتطورات المشهد الجنوبي سيجد تحركات داخلية وخارجية لقيادات جنوبية تكرس نشاطها في الحديث عن ضرورة عقد مؤتمر جنوبي موحد بشروط غير متفق عليها ، والغريب في الأمر مايدور تحت الطاولة في قمة الهرم من اتفاقات التي أنشئت من أجلها (التكتلات والمكونات الثلاثية والرباعية)، وكأنهم للأسف غير مستوعبين أن نكسات الجنوب مصدرها نزعة النخب السياسية وانفرادها بقرارات مصيرية في تحديد مستقبل شعب وهوية، قيادي في الحراك الجنوبي يقول أن المرجعية في تمثيل الجنوب عبر مؤتمرات المديريات ستواجه خلافات داخل المديريات وأعطى مثال بمحافظة لحج حيث تشتمل على 12 مديرية و 12 امارة وسلطنة !! وتساءل كيف سيكون تمثيلها ؟ رديت عليه: الحل يكمن في وجوب الفصل بين المديريات والسلطنات بحيث يكون لكل مديرية مؤتمرها الانتخابي فيما اما السلاطين والأمراء يحدد لهم مندوب لكل امارة وسلطنة كوجهة نظر شخصية ، ولعل لقاء البحر الميت في الأردن الذي عقد في الشهر الفائت بحث تناول النقاش في عناوين المؤتمر الجنوبي بتمثيل أوسع ، أن الأبرز حضوراً ونشاطاً على امتداد الجنوب هو تيار الاستقلال، وهذه أمانة تاريخية يجب التاكيد عليها نتفق أو نختلف معهم ثم يأتي تيار تقرير المصير بعد مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول (القاهرة) غير أن الآخير يواجه تراجع حضوره في المديريات مع محدودية نشاطه الجماهيري !! لست ضد تنوع أدوات النضال السلمي التي تشكل ديمومة قوة وحيوية الحركة السياسية الجنوبية التي مازالت في طور التشكل لكن يجب ان تنبعث من رحم معاناة شعب الجنوب المقهور الذي يواجه الظلم والرصاص الحي بصدور عارية ، حيث استطاع خلال مسيرة نضاله ان يقدم آلاف الشهداء والجرحى ومازال الشارع الجنوبي ينزف بالدماء في ملحمة بطولية تتصدرها حركة 16 فبراير في ضاحية المنصورة وشباب المعلا بمدينة عدن الباسلة كنموذج يحتذى بهما. مانرجوه من العقل الجنوبي الناضج اينما وجدوا وضع مصلحة الجنوب فوق كل الاعتبارات بعيداً عن حسابات ثقافة الشلل ؟؟ وتكتلات الأمزجه المدمجة بطابع نزعات الشك واهتزازات الثقة.. فالجنوب اليوم ليس جنوب الأمس . وكفى