كيف يمكن للحوثيين وفي هذا التوقيت ان يهددوا ممرات الملاحه الدوليه في البحر الاحمر ومضيق باب المندب?وهل يعني هذا ان مياه البحر الاحمر ومنفذ باب المندب الحيوي ما يزالا مهددين فعليا وفي مرمى النيران الحوثية? وهل يعني ذلك ان التحالف العربي ومنذ انطلاق العمليات العسكريه في الساحل الغربي عاجز على تأمين ممرات الملاحه? وماهو السلاح النوعي الذي مكن الحوثيين من استهداف ناقلتي النفط السعوديه?وما دلالة عملية ضرب السفن السعوديه المحمله بالنفط على ضوء تداعيات التطورات الاخيرة في المنطقة وتراجع الادارة الامريكية المثير للجدل بعد تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترمب والذي اعلن من خلالها استعداده للحوار والتفاوض مباشرة مع الايرانيين?وترى الى اين تتجه العملية العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن?وهل ستعرقل الضغوطات الغربيه المتزايدة على الرياض وأبو ظبي سير حسم معركة الحديدة? وماهي الخيارات المتاحة للتحالف العربي والتي تمكنه من استعادة زمام المبادرة وتحقق اهدافه العسكريه في تحرير الحديده وميناءها الاستراتيجي والذي لا يزال هو ومركز المدينة تحت سيطرت المليشيات الحوثية! في تقديري ان الحوثيين يسعون الى جر السعوديه الى القبول بتسوية سياسية على المدى القريب المنظور. وفي نفس الوقت الحوثيين يدركون جيدا ان قدراتهم العسكريه التي تمكنهم من تحقيق هذه التسوية السياسية ليست طويلة الأمد.وبمعنى آخر ليس بمقدور الحوثيين الصمود اكثر اذا استمرت العمليه العسكريه للتحالف العربي في الحديدة !ويحرص الحوثيين على تصعيد الموقف اكثر من خلال استمرارهم في قصف مدن الجنوب السعودي وهم بذلك يهدفون الى إظهار انهم مازالوا يمتلكون المقدره على تهديد العمق السعودي في اي وقت توازيا مع استمرارهم في القتال في الحديدة ومياه البحر الاحمر مؤخرا بعد عملية استهدافهم الناقلات النفطية السعودية!
واعتقد ان خيارات قيادة قوات التحالف العربي امام تعثر الحسم العسكري في الحديده ستكون خيارات صعبه اذا لم تتدارك ما استطيع ان أصفها بالأخطاء الفادحة. وأهمها تعود الى عدم تجانس العقيدة القتاليه لتشكيلات (القوات المشتركه)والتي كانت سببا رئيسيا في تقويض تقدم تلك القوات المنقسمة بين ولاءات تختلف سياسيا وأيدلوجيا!وهناك اسباب لها علاقة بتأثيرات الضغوط الدوليه لعواصم غربيه يبدو انها تحاول التوغل في ملف الحرب الدائرة في اليمن لتحقيق مصالحها المتوخاه عن طريق التدخل السياسي المعارض للتدخل العربي والذي أزداد تصعيدا مع معركة الحديدة. ويبدو هذا التصعيد في بعض الاحيان اقرب للابتزاز السياسي!ولم يعد سرا ان صفقات السلاح المبرمه مع بعض تلك الدول لم تكن لتعقد لولا مواقفها الضاغطة على أبوظبيوالرياض!
ويمكننا القول ان مخطط الايقاع بالسعودية في مستنقع اليمن لم يعد فصلا من فصول الايقاع بالجيش المصري في ذات المستنقع قبل اكثر من خمسين عام. والمخطط اليوم أكبر بكثير مما جرى للمصريين! ويقوده الغرب وعلى رأسه امريكا التي تركت الحبل على القارب لغول المنطقه الجديد ايران والتي باتت قوه عظمى في المنطقه والأقليم! ويبدو انها لن تتخلى عن حلفاءها الحوثيين كما لم تتخلى عن نظام بشار الأسد في سوريا وبمعنى آخر أكثر وضوحا اذا لم تستطع السعوديه والإمارات الخروج من حلقة حرب (الاستنزاف) في معركة الحديدة وإذا لم تستطع التطوير من خططها العسكريه على ارض المعركة وأعادت النظر في شكل القوات المشتركه المنقسمة الولاءات والتوجهات وراوحت على ماهي عليه من التعثر والتردد جراء الضغوطات الدوليه فلا مناص للرياض وأبوظبي وقتها من قبول خيار التسوية السياسيه التي يريدها الحوثيين! وهزيمة الحوثيين في الحديدة هي الضمانه الوحيدة لحماية السعوديه وحدودها وعمقها الاستراتيجي. وبمعنى ادق الخطر يتهدد السعوديه وما وراء معركة الحديده يعني النصر او الهزيمة ..!!