رحلت القديرة"نبيلة حمود" بعد معاناة طويلة مع المرض ومعاناة أطول من نكران وجحود لوزارة الإعلام البائسة التعيسة التي يتساقط المبدعين والفنانين أمامها تباعا دون أن تحرك لهم ساكنا.. ماما"نبيلة"..صوت ملائكي ارتبطت به من سنين..بمشاركاتي المتواصلة في برنامجها الإذاعي المتألق"مع المستمعين"..وكأنكم تفهمون ذلك الإحساس الرائع أن تعشق الأذن أصواتا فترسم لها في فضاء مخيلتها عالما رحبا من الوجوه..كان صوتها الشجي يقفز فورا الى مخيلتي بوجه بشوش ومحب..وجه لا تخفى عنه الإبتسامة..مهما قست الظروف..
كنت قد كتبت على صفحتي بالفيس بوك مساء الأمس عبارة من وفاء خطها قلمي الصغير فور سماعي بخبر الوفاة الحزين..فإذا بالجميع على صفحات الفيس بوك يشاطرني الألم..ويحتفظ لذلك الصوت الملائكي ذكريات لاتنسى..
كتب الزميل الرائع "نشوان محمد العثماني" على صفحته بالفيس بوك..أنه التقى بنجل الفقيدة"أيمن أمين" وقال له: "إن العملية الجراحية كانت ستكلف خمسة الاف دولار"..,مبلغ لايذكر أمام ماينهبه الفاسدون من خزائن الوزارات..بينما ساهمت وزارة الإعلام على إستحياء بمبلغ1500 دولار..مبلغ لايذكر ايضا أمام تكاليف العلاج ومشاق السفر..
كنت قد التقيت بالزميل"أيمن أمين" منذ أشهر قليلة مضت..وتحدثت معه عن صحة والدته..وتمنيت لها الشفاء العاجل..بعد عدة مناشدات نشرت على موقع"عدن الغد" وكذلك الصحيفة. كم هو مؤلم أن تقضي حياة حافلة ..في إسعاد الناس وملامسة همومهم..ومشاركة أفراحهم وأحزانهم..لتنتهي بك الطريق..أمام نكران وجحود..ولامبالاة قاتلة!!!..
حزينة..لصوت أحببته منذ طفولتي..لكني لن أسمعه بعد اليوم..حزينة لأناس يزينون حياتنا..ويغادرونا دون أن نستطيع أن نبادلهم السعادة التي اهدونا إياها..بل يرحلون..بعد ألم طويل ومعاناة شديدة..ونحن لا نملك الا أن نكثر الصلاة والدعاء تضرعا لشفائهم..نرقبهم يموتون أمامنا..لكنا لا نملك سوى الأسى الذي يصيب قلوبنا في مقتل..
تذكرت..بالأمس "هشام باشراحيل"..واليوم "نبيلة حمود"..وهاهم كواكب الإبداع والتألق تخبو لتترك مكانها شاغرا..لن يملئه أحد..وحدها الذكريات الجميلة ..هي ما ستملئى قلوبنا بالوفاء ..لهم..و"لعدن"..المدينة المدهشة ..الخرافية..التي لن تتوقف عن إنجاب المبدعين..لن تجرؤ على ذلك..أبدا..
رحمك الله.."نبيلة حمود" وألهمنا جميعا الصبر..وألهم ذاكرتنا المتعبة القوة الكافية للإحتفاظ بسيل الذكريات..التي تشحذنا للإقتداء بأناس مثلك عاشوا ليرسموا الإبتسامة على وجوه الناس وماتوا..لتختفي معهم الإبتسامة الى الأبد..