مع الاعتذار للفنان ادم سيف، كأول ثائر على ثقافة الدحبشة، ولكل من تغضبه صفة الدحبشة، فأن الثورة والعملية السياسية وحتى ساحة ثورة صنعاء تحولت جميعها إلى ضرب من الدحبشة، وأصبح هم وكلاء الثورة القفز على كراسي أعوان صالح لتتحقق أهداف الثورة، في نظرهم. لا يرون ضرورة لإصلاح أسلوب إدارة البلاد ولا حاجة للوقوف على مطالب الجنوبيين وربما يعتقدون أن (الاعتذار للجنوب)، والاعتذار كلمة نادرة الاستخدام في صنعاء، يعتقدونها كثيرة علينا وأكثر من كافية لمعالجة القضية الجنوبية، ألا ترون معي أن ذلك نوع من الدحبشة.
يطلبون من الحوثيين أن يرموا السلاح، حسب شيخ قبلي، لكي يتم التعامل معهم كطرف سياسي، ألا يجب أن يسلم كل سلاح القبائل في الشمال للدولة لننتقل إلى الدولة المدنية؟ يمكننا أن نعتبر طرح كهذا دحبشة مسلحة.
هناك صور أخرى للدحبشة، فحين سمعت الدكتور الارياني، رئيس لجنة التواصل يقول انه حاول مكالمة البيض فلم يجده ثم قرأنا في الصحف انه أرسل له رسالة (sms) رأيت في ذلك دحبشة سياسية من العيار الثقيل.
هناك صور من الدحبشة في الجنوب فقد رأيت ذات يوم فتاة تنزل من سيارة بصحبة مصور وتنظم إلى مجموعة من المطالبين برواتبهم أمام مبني محافظة عدن، فأخرجت صورة البيض وعلم الجنوب وأخذت لها صورة وسط المتظاهرين ثم ركبت السيارة وغادرت موقع التظاهر، في تقديري أن هذه دحبشة فلسنا بحاجة إلى تصرف كهذا فتظاهرات الحراك الجنوبي تعج في طول وعرض الجنوب.
هذا ناهيك عن الورش والندوات (السكيتي) التي لا يعلم بها إلا أصحابها.
عند إعلان التكتل الوطني الجنوبي الديمقراطي قام نفر بتظاهرة سماها الزملاء (غزوة ميركيور) أعاقوا خلالها دخول بعض الضيوف رغم أن التكتل يرفع نفس شعاراتهم، وتكرر الأمر في فعالية التكتل تضامنا مع أهل المنصورة وشباب ساحتها الذي أقيم في ساحة الهاشمي رغم أن شباب 16فبراير، احد أطراف شباب ساحة المنصورة، كانوا مشاركين في ذلكم المهرجان، للأمانة لم اعرف احد من أولئك الشباب، لكن إلا يعتبر ذلك التصرف صورة من صور الدحبشة؟.
كتب المعلق السياسي في إحدى الصحف الصادرة في عدن ما يعتبر دعوة لوحدة الصف الجنوبي لكنه ختم تعليقه بالقول (على ماذا نختلف إذا كنا نتفق على رئاسة البيض وزعامة باعوم؟) مع احترامنا لكل من البيض وباعوم، بالله عليكم هل خلافات الجنوبيين حول الأشخاص أم حول الآليات الموصلة إلى استعادة الوطن؟ ألا تعتبر هذه دحبشة ملفوفة (بشوية فهلوة)؟.
نخشى أن يصاب المبعوث الاممي جمال بن عمر بعدوى الدحبشة اليمنية وينقله بدوره إلى الدول الراعية للموضوع اليمني فتصبح الدحبشة سلوك أممي فيما يخص معالجة الشأن اليمني. * خاص عدن الغد