حين ننظر الى ثورة التغير لا نستطيع أن نغفل"بشرى المقطري"..نموذج إنساني ثوري..أدبي..وسياسي رائد في العملية الثورية وفي بنية مجتمع الثورة المستعصية على الإنفراج..وكأن ما تعرضت وتتعرض له هذه الثائرة يجبرنا أن ننصدم وبقوة بحقيقة الواقع والقوى الظلامية التي ترفض أن ترحل إلى زوال والمتأسلمين الذين لا يرون الدين سوى سلما للوصول وورقة للتكفير..أو فتوى جديدة لإشعال الفتن والحروب..ليت كل الشمال"بشرى المقطري" فمن يعرفها عن كثب..يعرف نموذج فريد في الإنسانية والإنفتاح والرقي.. أن تتعرض المرأة لأبشع المضايقات التي لا يحتملها أي إنسان ..أن يقصف منزلها ..وتهدد حياتها وحياة أسرتها..أن تتعرض للقذف والشتم..لا بلأن تصدر فتوى طويلة عريضة للتكفير وإخراجها عن الملة..كل تلك مجتمعة أمور لا يستطيع أقوى الرجال إحتمالها رغم محاولات الصبر المستميتة..وكأنها ثورة جديدة تتفجر لمجابهة ثورة بشرى نحو المدنية والتحضر..وكأن هذه المرأة بركان من صمود يتفجر تباعا مجابها الخمود...إمرأة تستحق أن ترفع لها كل القبعات..تبقى وحدها ومن معها من الشباب الضوء والأمل في نفق مظلم وطويل جدا.. كان مشهد الأمس في وزارة الداخلية..مترابطا في ذهني مع حملة الإساءة الجديدة التي تتعرض لها هذه الناشطة..لتؤكد أن ثورة العام ونيف فشلت في التغير المنشود..تغيير عقلية وحقيقة الواقع الشمالي..القبيلة التي تحكم صنعاء والسلاح الذي يحميها.التغير الأخلاقي في تقبل الأخر بإختلافه..الرغبة الحقيقية أن يحل النور ليبدد الظلام..وأن تنتصر المدنية..وينتحر السلاح..ذلك الأمل يتلاشى أمامي أدراج الرياح.. تذكرت مقولة أحدهم بأن "التغيير السياسي يناط به كل تغيير"..وهناك تبدلت وجوه السياسة وترتبت أوراقها ولم يسقط النظام مطلقا بل تمادى في غيه وبطشه..وظلمه لهذا الشعب..أصبح النظام..أكثر بشاعة في قمع الشارع الجنوبي..وأصبحت وسائل إعلامه أشد كذبا واستهتارا بدماء الجنوبيين من إعلام الرئيس السابق..فليس النظام رجلا واحدا برحيله..ينتهي الأمر.."علي عبدالله صالح" ظاهرة شمالية بإمتياز..ضاربة بأطنابها في بنية الواقع..وحده الشعب الملكوم هو الضحية..في ألاعيب الساسة وضلالاتهم.. كل التضامن أبعثه مع أعداء الظلام وعصور الجاهلية..عشاق النور والفجر والحرية..كل التضامن مع قوة الحق التي تنتصر دوما في الأخير وإن تكالبت لإضعافها كل الشرور...كل التضامن مع أنصار الحقيقة التي تصرخ دوما بأننا بشر لافرق بين رجل وإمرأة..مادام ينبض فينا روح الإنسان ورغبته التواقه في العيش الكريم...كل التضامن مع المرأة "الثورة الحقيقية"..والتي بإنتصارها سننتصر جميعا.. كل التضامن..مع الأخت.."بشرى المقطري"..