تُعتبر اليمن واحدة من ضمن البلدان التي تتميز بظاهرة الفساد. يُذبح الوطن من الوريد إلى الوريد والموظفين بلا مرتبات منذ عامين، والأمراض والأوبئة منتشرة بشكل مُخيف، ومع ذلك لا يزال ديناصور الفساد شغال وبطريقة تفوق أباليس الجن! لا نعرف لماذا ديناصورات الفساد في سلطات الدولة اليمنية لم تتوقف وترحم هذا الشعب الذي لا زال يرزح تحت رحمة عصابات الإجرام الطائفية في الشمال والمليشيات العنصرية في الجنوب اليمني! يقول ياسر ثابت"مكافأة الفساد لم تكن يومًا سِوى إطعام ديناصور لا يعرف معنى الشبع!” لا يمكن لحكومة الرئيس عبدربه منصورهادي أن تنتصر على قوى الشر الانقلابية في الداخل إذا لم يقوم بالإصلاح الإداري داخل الحكومة اليمنية. هناك فساد وعبث غير مسبوق! لابد من إيقاف هذا العبث والفساد الإداري والمالي. هناك أشرار ومفسدين داخل الحكومة ولا يريدوا الخيرَ لا للحكومة، ولا للشعب. يجب إيقاف هؤلاء ومحاسبتهم. ديناصور الفساد المتواجد في الحكومة اليمنية أشد فتكا من الانقلاب الحوثي الظالم، لأنه ينخر جسد الحكومة مثلما تنخر الأرضة الخشب! يؤكد أرسطو أن "شر الناس هو ذلك الذي بفسوقه يضر نفسه والناس." يشكل ديناصور الفساد خطرا على الدولة والمجتمع. أصبح الفساد داخل مؤسسات الدولة اليمنية مثل السرطان الخبيث، و إذا لم يتم ضرب هذا السرطان بقرارات رئاسية شجاعة فسينخر جسد الحكومة حتى يغرق الجميع. نقف بكل ما أوتينا من قوة مع شرعية الشعب اليمني ممثلة بالرئيس/ عبدربه هادي. لكن، لا ينبغي أن نسكت عن الفساد والمفسدين. لا بد على الرئيس هادي من تفعيل الجهاز الرقابي في الدولة ومحاسبة كل من تورط في قضية فساد وإقالته فوراً وبدون تأخير، لأن بقاء المفسدين في الدولة يزيد من أمد الحرب ويعرض البلاد لمخاطر جسيمة. يقول الروائي المصري نجيب محفوظ " عندما يأمن الموظف من العقاب سيقع في الفساد ويسوم الفقراء سوء العذاب." كما يجب على الدولة اليمنية تشكيل منظومة متكاملة لمكافحة الفساد، والسماح لنيابة الأموال العامة بممارسة سلطاتها والتحقيق مع كل من تورط في قضية فساد. نعرف أن وضع البلاد حرج ومؤسسات الدولة انهارت بسبب إنقلاب قوى الظلام الحوثية. فقد أشعلت هذه العصابة الحرب في كل أنحاء البلاد. لذلك، انتج إنقلاب الحوثي القتلة، وتجار الحروب، وزعماء الفساد. كما أن الدولة مشكلة من عدة أطياف سياسية، ولذلك، كل واحد يريد نصيبه من الكعكة، مما أدى إلى انتشار الفساد داخل مؤسسات الدولة وانتشار ظاهرة المحسوبية وغير ذلك. يقول عبد الكريم بكار "الحروب الداخلية لا تقضي على الفساد وإنما توفر فرصا جديدة له." لكن، في المقابل لا نعفي فخامة الرئيس هادي من واجباته القانونية والوطنية تجاه الشعب، وعليه اختيار شخصيات نزيهة في أماكن صنع القرار ومؤسسات الدولة. إذا وجد القائد النزيه فلن يجرؤ أحد من الموظفين على ارتكاب الفساد. يقول كونفوشيوس "إذا صلح القائد فمن يجرؤ على الفساد ؟" ختاما.... إستمرار الفساد داخل مؤسسات الدولة سيؤدي إلى إهدار موارد الدولة، وإقصاء الأكفاء عن الوصول للمناصب القيادية في الدولة، وانهيارالنسيج الاجتماعي، وإشاعة العنف والكراهية بين فئات المجتمع، وضياع هيبة الدولة وانهيار مؤسساتها وغير ذلك من الأثار السلبية التي يسببها الفساد. لذلك، على قادة صنع القرار في الدولة اليمنية أن يعلموا علم يقين أن الفساد داخل الحكومة سيقود البلاد إلى المستقبل المجهول وهو ما لا نريده. حفظ الله اليمن من كل شر ومكروه.