لم يزل غبار معسكر واحد وخمسين ( هضبة حضرموت ) ورياحه المحملة بالرمال كلما طفت على الذاكرة بعثت كل دواعي الإلهام وحركت كل أسباب الكتابة والتأمل في وجداني. فيه عرفت الصديق الشهيد مبارك بن حمدون من ابناء تريم وقد ايقنت حينها ان حارات ومدن وبوادي وصحاري حضرموت ربت اصلب الرجال و أنقاء المعادن ، وان الشجاعة لنصرة الحق والغيرة الدينية والوطنية هي سمة من سمات الحضارم وإن كانت يومها وبسبب عوامل حاولت كسرها مثل الجمر الذي يغطيه الرماد لم يلبث إن التهب بالنار والاشتعال. كانت الأناشيد الحماسية تملئ الوجدان والقلوب بالحماس وتشعل جذوة الوطنية في الطوابير الصباحية والمسائية ونحن نقف معا ونردد بصوت عالي : واحد وخمسين أقسمت يمين لا ولن تلين في كل المحن في كل المحن بن حمدون من شباب تريم أتى به الى العسكرة الواجب المقدس لخدمت الوطن ليس إلا ، حكى لي انه شخص ناجح في عمله وحياته تسير على خير مايرام وان الدافع الوطني من قاده نحو العسكرة حاله حال اغلب الشباب. كان زواجه قد اقترب عندما استشهد في إحداث رمضان الإرهابية ، تفارقنا في الريان (معسكر اللواء 27سابقا ) بعد التحرير وانتقل الى لواء حضرموت - لواء الشهداء - مع قائده الرائد : لطفي يادين قائد معسكر واحد وخمسين ولم نلتقي بعدها ، ابدا .. !!!!!!!!!! عندما هاجموا عناصر القاعدة في رمضان ليلة الاثنين 27-6-2017 م معسكر لواء حضرموت لم يستسلم الجندي بن حمدون وقد أجهد العناصر الإجرامية بضراوة المقاومة التي أبداها ...و الدفاع الغير طبيعي منه ولكنهم خبثاء كانو يعرفوا ان الجنود لم يستلموا من الذخيرة إلا النزر اليسير مقارنة بما يحتاجونه في ضل الأوضاع التي تحف بها المخاطرة ، ويعايشونها ليل نهار ، وأيضا كمية الدعم الذي قدمه التحالف من الذخاير وتبخر في الهواء....!!!!!! لذلك امهلوة حتى فرغت الذخيرة ولحقوه ورآه الى الدور الأول من المبنى ثم أمطروه بالرصاص حتى مزقوه جسده الطاهر في حالة هستيرية وجنونية تدل على الحقد والغضب رغم انه استشهد من اول الطلقات ، رحمة الله عليك ياصديقي بن حمدون يبدو ان قدر الأخيار يذهبون ولايعودون، وتبقى مآثرهم عطرا خالد كلما تذكرناهم فاح اريحة واستنشقنا عبقه ومسكه .