في صباح اليوم الباكر تحقق حلم لدى كثير من أبناء عدن بإعادة افتتاح مجمع " عدن مول ". نعم قد تكون اخذتك الدهشة حينما قلت " تحقق حلم " فلقد تعمدت أن اكتبها ليس لتضخيم حدث إعادة الإفتتاح ولكن لتبسيط الأحلام الكبيرة التي يحلم بها الكثير من أبناء عدن. هب المئات وربما الالاف من ابناء هذه المدينة الحاضنة الى المجمع لغرض كبير وكبير جدا بداخلهم فهذا المجمع عزيزاً جداً لذكريات جميلة في واقع كان اجمل ربما مما نحن عليه الان ان يكون حلمك بإعادة إفتتاح عدن مول ليس لغرض التسوق وليس لغرض زيارته زيارة عابر فقط ، ولكن لحنين تلك الذكريات التي افتقدناها الآن ، للحظات جميلة مع صديق ربما تكون افتقدته بهذه الحرب ، ولملامح حبيبتك التي أصبحت أم لطفلك بعد الحرب ، ولصدف جميلة ومواقف مضحكة حدثت لك في هذا المجمع الذي لا ابالغ ان قلت انه معلم تجاري لهذه المدينة. لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان هذا المجمع انتظره الالاف من ابناء عدن البسطاء الذين يبحثون عن مكان آمن يتنزهون به ، بعد أن بسط المخزنون على أغلبية سواحل وشواطئ هذه المدينة ، وبعد ان فقدت الأسر العدنية المنتزه الامن والجلسة الآمنة والهدوء في وقت الرخاء في مدينة يسمع صوت عربة الشاص على بعد مئات الأمتار في مدينة اصبح الرصاص الراجع هاجس لعائلات تتخذ من ساحل أبين مكانا للنزهة. في مدينة طغى المظهر العسكري على المظهر المدني يعود لنا المول اليوم بعد إغلاقه منذ حرب مارس 2015 وحتى إعادة افتتاحه أغسطس 2018 وتعود معه بسمة شفاه اطفالا ورجالاً ونسائاً وشيوخاً فتلك هي أحلام أبناء هذه المدينة. سيكون يوم فرح للكثير وسيكون يوم حزن كذلك لكثير آخرين بسبب اعادة ذكريات لأشخاص كانوا معاهم والان رحلوا لحياة آخرى ...