لا يجد محمد باسليم وهو موظف بشركة نقل خاص بمدينة عدن مكانا مناسبا يقضي فيه يوم الاجازة الوحيد في عدن سوى مساحة خلفية صغيرة تقع خلف مجمع عدن مول التجاري . دأب الرجل منذ أشهر على التوجه عصر كل يوم جمعة برفقة زوجته وطفليه الاثنين وهناك يفترشون ويقضون وقتا يصفه الرجل بالممتع .
في مدينة "عدن" التي اشتهرت لسنوات طويلة بأنها مدينة تشتهر بالمنتجعات السياحية واماكن النزهة بات المئات من أهالي المدينة يلجئون إلى هذه المساحة الصغيرة التي تقع خلف سوق عدن مول .
بالقرب من هذه المساحة الصغيرة التي لاتتجاوز ال300 متر يقف عدد من رجال الحراسة بملابس مدنية يتعبون إدارة السوق الأمر الذي يعزز الشعور بالاطمئنان في صفوف عشرات العائلات التي باتت تقصد هذه المساحة منذ شهور بحثا عن "الأمان" الذي بات مفقودا على السواحل والمتنزهات العامة المكشوفة .
لسنوات طويلة ظلت المئات من الاسر في عدن تقضي سهراتها الليلية بالقرب من شواطئ البحر والمتنزهات العامة المكشوفة دونما خوف ، لكن حالة من الاضطرابات شهدتها المدينة في العام 2011 ولاتزال مستمرة وجهت ضربة قاصمة لكل شيء واختفت معه هذه الظواهر .
يقول "محمد باسليم" انه كان يتوجه باسرته كل جمعة عند الثامنة مساء صوب ساحل أبين حيث يقضون اوقاتا ممتعة حتى ساعات الفجر الأولى لكن شيء من هذا لم يعد له وجود.
يضيف بالقول :" الناس باتت تخاف من كل شيء في هذه المدينة ، منذ سنوات غاب الأمن ولم يعد حتى اللحظة ، الكثير من الاسر وبسبب الاوضاع الأمنية خلال السنوات الماضية باتت تلجأ الساحة الخلفية لمجمع عدن مول بعد ان كانت مهجورة لسنوات طويلة .
منذ أسابيع باتت هذه المساحة الامنة الوحيدة في عدن "مغلقة" بعد تسويرها بشريط احمر ومنع الدخول إليها من قبل إدارة المجمع التجاري.
قالت إدارة المول في تصريحات شبه رسمية ل"عدن الغد" أنها ستقوم باجراءات صيانة للمكان لكن شيء من ذلك لم يحدث منذ أسابيع ويعتقد ان السبب هو تحول المكان إلى مساحة يرتادها المئات بينهم شبان وفتيات الأمر الذي قد يرجح رصد مخالفات "اخلاقية".
المساحة الوحيدة "الآمنة" في عدن باتت مغلقة حتى اشعار أخر ولذا فان الناس سيظلون يبحثون عن مكان أخر أو سينتظرون عودة "الأمن والامان" اللذان غاب عن مدينتهم منذ سنوات .