الخامسة بدلاً عن حضرموت: طالعتنا جريدة المكلا اليوم الالكترونية في صدر صفحتها بتاريخ 1982012م بخبر للمحرر أحمد باصريح حول خطبة الشيخ باقمري في مصلّى العيد بشرج المكلا وقد استفزنا هذا المقال بشكل صارخ لأنه عمد إلى التجاهل المتعمد لاسم أمنا الحنون ((حضرموت))ولم يذكر اسمها إلا مرّه واحده من أصل ما يقارب من مائتين كلمة تضمنها الخبر ويبدو أن هذه الكلمة لم يستطيعوا الفكاك منها لأنها مرتبطة باسم المحافظة .ولكنني انصحهم مستقبلاً أن يكملوا تنصلهم لحضرموت بأن يقولوا المحافظة الخامسة كما كانوا يسمونها أيام الحكم الشمولي لحضرموت والجنوب العربي. أذن هكذا هي التوجيهات في كيفية صناعة الخبر لدى المطبخ الإعلامي التابع لحراك الخامسة ولا ندري هل هي توجيهات مركزية أم هي اجتهادات خامسية لعدم إثارة حساسية الجنوبيين تجاه أسم حضرموت, وإقناعهم بإبقاء مصطلحي الزعيم والرئيس للخامسيين خاصة وقد بدأ الكثير من القيادات الجنوبية يبدون انزعاجهم منها ويعملون على الأرض بإيجاد البديل لها . وهكذا كما أن الاحتلال الشمالي يسعى بصورة ممنهجة لتمزيق وطمس أسم حضرموت لأنها تشكل كابوسا عليهم يقض مضاجعهم ليلا نهار فأننا نرى أيضا بأن قيادات الحراك الخامسية بصورة خاصة والجنوبية بصورة عامة يتحسسون من هذا الاسم المرعب الذي يقض مضاجعهم كما اقضّها دائماً منذ احتلالهم لحضرموت عام 67م . وهكذا يتساوى المحتلون في أحاسيسهم تجاه حضرموت . بؤرة ضوء لشباب الحرآك الحضارم: في عام 97م وعندما كانت معظم القيادات الجنوبية تضرب الأخماس بالأسداس وتظجّ بالبكاء والعويل على هزيمتهم في 94م أمام جحافل التتار الشماليين, شهدت حضرموت بداية انتفاضتها ضد قوات الاحتلال الشمالي وسقط فيها الشهيدين بارجاش وبن همام وعشرات الجرحى . وهكذا هي حضرموت عبر التاريخ سبّاقة دائماً في رفض الجور والظلم ونهب الثروات الخاصة والعامة وامتهان كرامه الإنسان ونبذ سياسة الاحتلال بكل صنوفه, وقد أسقطت الكثير من العروش والممالك البائدة القادمة من الشمال لغرض الفيد والاحتلال خلال الحقب القديمة والحديثة . أننا كحضارم جميعاً نعتز بأن تكون انتفاضة 97م هي بداية الانتفاضات والثورات ضد حكم الطواغيت ليست في حضرموت فقط ولا الجنوب العربي ولا اليمن وإنما في كل بلاد الربيع العربي في تونس (تؤام حضرموت) ومصر وليبيا وسوريا ونرفض بقوة عملية تزييف التاريخ بالقول بأن الثورة السلمية في حضرموت والجنوب العربي ضد الاحتلال اليمني قد بدأت فقط في عام 2007م كما يروج لها بعض قيادات الحراك ويعملون على تثبيت هذا التاريخ وتكريسه إعلامياً وفي أدبياتهم والهدف من ذلك هو طمس الدور المفصلي والقيادي لحضرموت في الثورة السلمية ضد الطاغية العفاش ونظام الإحتلال اليمني الشمالي بشكل عام . وحرف توجهات الثورة السلمية عن مسارها ولكي يصبح مركزها في عدن أو أبين أو لحج بدلاً عن حضرموت وقطع دابر أي تفكير حضرمي لأن تكون قيادة دولة الاستقلال القادمة وحتى عاصمتها حضرمية . إذن هذا هو مربط الفرس لدى معظم قيادات الحراك الجنوبية فهم يعملون بان لا تكون حضرموت قائدة لهم وإنما تابعه لهم كما هو الحال منذ عام 67م حيث أوصلونا إلى مزبلة التاريخ التي نعاني منها إلى يومنا هذا, بالرغم من أن شعب الجنوب لو تم استفتائه لوافق على ان تكون السلطة والقيادة والعاصمة حضرمية وحتى الشعب الشمالي مقتنع أيضا بذلك بل وكل العالم اجمع (وليس هؤلاء فقط) يعرفون أن الحضارم هم صنّاع النجاح وقادة دول وسياسيين وتجّار أكفاء .وهذا الكلام ليس من وحي خيالنا وإنما نطق به العديد من المفكرين وعلماء المسلمين فهاهما الشيخين الجليلين والعالمين الإسلاميين الكبيرين جزأهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء الدكتور عائض القرني والدكتور محمد العريفي يعترفون بحق الحضارم في القيادة والريادة والنجاح ويشهدون بذلك أمام الله والمسلمين وسنبدأ في مقالتنا هذه بشهادة الدكتور القرني وسنخصص في مقالة قادمة شهادة الدكتور العريفي. ويحدونا الأمل الكبير من شباب الحراك الحضارم ومن كل أبناء حضرموت قاطبة أن يأخذوا على محمل الجد شهادة هذين الشيخين الجليلين تجاه حضرموت والحضارم ويجعلوها منارا لطريقهم ويعيدوا حساباتهم تجاه شعبهم ووطنهم حضرموت وثقتنا كبيرة فيهم أنهم بعد اليوم لن يرضوا بان تكون حضرموت تابعة للجنوب بل قائدة له في نضاله لدحر الاحتلال الشمالي وبناء دولة حضرموت والجنوب العربي المستقلة وعاصمتها المكلا .فبعد ما ذكره الشيخان في شهاداتهم في حق حضرموت أصبح من الواجب الشرعي أن تكون حضرموت قائدة للجنوب التابعة له, كما يرغب في ذلك بقايا الماركسيين, اللذين أوصلونا إلى مزبلة التاريخ. وفي ما يلي نقدم للقارئ الكريم شهادة الشيخ القرني تجاه الحضارم كما نشرتها جريدة الشرق الأوسط الدولية بتاريخ 28/4/2009م
شهادة الشيخ القرني للحضارم : الحضارم وصناعة النجاح: قصة الحضارم في صناعة النجاح يجب أن تُدرَس وأن يوقف معها طويلا لأنها أصبحت أسطورة وظاهرة، وقد قامت بعض القنوات مثل قناة «العربية» في برنامج «هجرة الحضارم» بإلقاء الضوء على هذه القصة المذهلة المدهشة للحضارم، وهم يصنعون مجدهم بجدهم وكدحهم وكفاحهم وعرقهم وتضحياتهم، وقد انبهر علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر في مقدمته لتاريخ حضرموت للسقاف من هذا النجاح الحضرمي، ولا أعلم طائفة هاجرت من بلادها فصاروا نجوما ورموزا في بلاد غيرهم إلا الحضارم، حتى ابن خلدون أسرته حضرمية هاجرت إلى تونس فكان هذا العلامة العبقري، وامرؤ القيس قائد الشعراء أصوله من كندة من حضرموت، والمتنبي الشاعر الأسطورة كندي، قبيلته من حضرموت، ولهذا كتب فيه العلامة السقاف كتابه الرائع الماتع «العود الهندي في شرح مجالس الكندي» يقصد المتنبي. وقد انتشروا في كثير من الدول، فكانوا هم الوزراء والسفراء والتجار الكبار، وتركوا بصماتهم في كل أرض نزلوا فيها، ومن منا لا يعرف نجومية محمد بن لادن، ومحمد حسين العمودي، وابن محفوظ، وغيرهم كثير؟ لماذا لا يدرس شبابنا قصة الحضارم في الإصرار والاستمرار والهمة والطموح بدلا من جلوسهم في المقاهي يتناولون السيجار والشيشة ويلعبون الورقة ويقضمون الفصفص؟ دخلت دولا فإذا بنوك بكاملها باسم رجال أعمال حضارم، يدخل الحضرمي راكبا بأجرة في سيارة عادية، فيكدح ويعمل وينتج، ثم يُنشئ بنكا ويتنقل بطائرة خاصة يملكها، ويوظف أهل البلد الذين نزل عندهم ضيفا، فيصبح هو رئيسهم؛ لأنه لم يأخذ المجد بالنوم والأماني وأحلام اليقظة والتسويف، بل بالعزيمة والحزم والمواصلة والمثابرة. وقد ذكر العلامة السقاف في تاريخه المدهش «إيدام القوت في تاريخ حضرموت) قصصا رائعة في نجاح الحضارم، إلى درجة أن يهاجر حضرمي من بلده إلى الهند وهو فقير ثم يعود ورأس ماله أكياس من الذهب، وخمس وعشرون سفينة تعبر البحار. ومن شغفي بتاريخ الحضارم زرت حضرموت قبل فترة مع طلبة علم ورجال أعمال سعوديين، ووصلنا (سيؤن والمكلا) علّنا نكشف سر العبقرية والنجاح، هل هو في تراب أرضهم؟ فإذا هو تراب مثل ترابنا. أهو في مائهم؟ فإذا الماء واحد. لكن وجدناه في القلوب الحية، والهمم العالية، والنفوس الكبيرة، والطموح الجبار، والعزيمة الهائلة. لقد برع الحضارم في العلم والأدب والمال والسياسة والفكر والتواضع وهمة النفس وحسن الخلق، ولئن تحدث الناس عن اقتصاد الحضارم وترشيدهم للمال فلقد قرأت قصصا وعشتها عن بذلهم، تُذكّرك بكرم حاتم الطائي، فبعضهم عمّر مئات المساجد، وآخر حفر مئات الآبار للمساكين، وثالث أوقف عقارا واسعا في سبيل الله. شكرا للعبقرية الحضرمية، وبارك الله في تلك النفوس الكبيرة، التي أخرجت امرأ القيس والمتنبي وابن خلدون وباكثير ومحمد بن لادن ومحمد العمودي وابن محفوظ وبالبيد وبقشان وباخشب وباعشن وبادريق وباسمح، وغيرهم كثير. وأرجو من الإخوة الحضارم أن يخبرونا بكلمة السر في نجاحهم، وأن يدلونا على مفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم، وأن يرشدونا إلى البيت الذي جعلهم نجوما في العلم والاقتصاد والسياسة والأدب والفكر، حتى نخبر بذلك الخاملين والنائمين والمحبطين والكسالى أهل التسويف والأراجيف والشائعات والتردد. يحق لمدفعية المجد أن تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بالحضارم؛ لأنهم حققوا النجومية في عالم الطموح، والألمعية التي وصلوا إليها بجهادهم وبذلهم وتعبهم وسهرهم. * من تلقَ منهم تقُل لاقيتُ سيّدَهم همُ الحضارمُ فانزلْ في مرابعهم * مثل النجوم التي يَسري بها الساري صِيدٌ بهاليلُ حفّاظونَ للجارِ وفي الختام نرجو ان تكون لصرخة الشيخ القرني تأثيرها القوي لشباب الحراك في حضرموت بل و لكل أبناء حضرموت في الداخل والمهجر ليعودوا الى روحهم الحضرمية الإسلامية الوثابة وليكون لهم الدور المشرف في أعلاء الهوية الحضرمية وتحقيق استقلال حضرموت والجنوب العربي, بدلا من أن يشاركوا بأيديهم في طمس واندثار حضرموت وهويتها بدون مقابل (ماعدا لفظ الزعيم والرئيس ).وقبل ان يندموا يوما يوم لا ينفع الندم. وثقتنا كبيرة في الله وفيهم لان حضرموت محروسة دائما من الله ومن أهلها ,وان غدا لناظره قريب .والى ان يتحقق ذلك لنرفع عاليا شعار حضرموت اولا ً!!! [email protected]