يكتسب العقل السياسي اهميته في مدى قدرته على فهم المعادله السياسيه وتداخلات المصالح وتقاطعاتها ليتجلى معها رسم خارطة التحالفات الخاصة كفريق لتحقيق اكبر قدر من المكاسب على غرار كرة القدم هناك دائما هداف يجيد اغتنام الفرص لتسجيل الاهداف يساعده في ذلك فريق لكل منهم اهميته في صناعة الفرصة لتحقيق هدف جميل , بالأمس القريب وقبيل حرب صيف 94م اقبل الاقليم لرسم خارطة تفاهمات مع الجنوب وللأسف وجدوا الجنوبيين مشغولين بقتال وإقصاء بعضهم ولأنها دول ادركت ان مصالحها ليست مع طرف احمق اعماه الجهل وافقده القدره على التمييز بين الصديق وغير الصديق وبين عشية وضحاها وجد الجنوب نفسه وحيد في مواجهة مع اخطائه وحماقاته التي ارتكبها عبر عقود من الزمان ووجد نفسه مجبرا على دفع حساب كل ذلك في فاتورة واحده وغادر الجنوبيين بجهلهم واجهة المشهد إلا الرئيس هادي الوحيد الذي استطاع قراءة الفرصة وهاهو الرجل اليوم رئيس اليمن , وهاهي الاحداث والمواقف تعيد نفسها نفس الجهل السياسي في مواجهة العقل السياسي وهاهم نفس حلفاء الامس الذي خسرهم الجهل لم يقف اليوم عند خسارتهم بل يتعدى ذلك الى معاداتهم وهاهو الرئيس هادي ومعه العالم كله يعيد لملمة خصوم الامس ليعيد صياغة خارطة تحالفات المستقبل . لم يعد الرئيس هادي شان داخلي كما يعتقد البعض بل هو بوابة شرعية لحماية وضمان مصالح دولية وإقليمية لذلك ستسخر الامكانيات لتعزيز مكانة الرجل وسيستخدم النفوذ لتوسيع دائرة تحالفاته وسيتحالف الكل مع الرجل لتعزيز كفتة السياسية وحتى اعتى الخصوم سيذعن في مرحله ما وسيجلس على طاولة الحل وسيجد نفسه مجبرا على وضع يده في يد الرئيس هادي , هي عملية سياسية رسم خارطتها العالم واشرف عليها ومولها ولازال هو الراعي الرسمي وهو الوصي فهل سيتخلى العالم عن كل ما تحقق ومن اجل ماذا , لازال الرجل يحتفظ بكثير من الاوراق الرابحة التي لم يستخدمها بعد , اربع سنوات توهم الجهل ان الرجل لأحول له ولا قوه وعلى العكس من ذلك اربع سنوات ترك الرجل فيها كل طرف يعرف عن نفسه بالطريقة العملية وماذا كانت المحصله الفشل ومقدمات الفوضى العارمة هى نتاج واقع تحكمه العنتريات الفاضيه مستحضرين في ذاكرة العالم ماسي ماضي طويل من الصراع الدموي وذلك ما حذرنا منه وحذر منه الكثير من العقلاء وهذا ما لم يستوعبه البعض , ان العالم الذي استشعر الخطر على مصالحه في دول الجوار وفي ممرات الملاحة البحرية بسبب العنتريات التي كانت تعبث بالقرار السياسي للدولة الجنوبية فعمل على تذويبها في اطار اليمن الكبير هو نفس العالم الذي تخاطبونه بعنترية مثيره للسخرية اليوم متناسين ان الجنوب الذي خرجت الملايين زاحفة لاستعادته هو جنوب يحترم فيه الانسان وتحترم في مصالح العالم ويعمل مع العالم كفرد في الاسرة الدولية القائمة علاقاته على امن وتكامل المصالح ,على الرغم من وتيرة الاحداث المتسارعةا إلا انها ستتسارع اكثر الاحداث وستتوالى المتغيرات والتحولات في مشوار طويل منذ فجر التاريخ الى ان يرث الله الارض ومن عليها ويبقى دور الانسان مرتبط بمدى قدرته على استيعاب التحولات والاستفادة من الاخطاء وستظل الفرصة سانحة للعقل السياسي المرن القادر على الدخول في تحالفات يستطيع من خلالها التكامل مع الاخرين .