سبق وان تناولنا الاعتذار الشيطاني للإصلاح عبر تقديم الضحايا للقيام بالاعتذار نيابة عنهم وذلك في الحلقة السابقة ( 1 - 2 ) وتكملة للموضوع اياه فأننا نناقش هذه الفكرة الشيطانية ومن أين تنبع ؟ وبدون اللجوء الى مقدمات فان هذه الفكرة نابعة من الكافات الثلاثة : ( كذب - كفر - كبرياء ) .
فالكاف الأول ويرمز للكذب . . . والكذب اسلوب شيطاني المنشأ والابتكار حيث الشيطان يحمل ضحاياه وزر عمله وتدليسه وظلمه للبشر امتدادأ لعداوته لابيهم آدم عليه السلام وذريته من بعده .
والإصلاح بالاستمرار في الكذب لا يقر حتى الآن بحق الجنوب ولا يعترف الاعتراف الصريح الصحيح والقاطع المانع بقضية الجنوب وانما يتعامل بالأسلوب الشيطاني - المداهنة - المراوغة - تزويغ الكلام الذي يحتمل عدة معان وأحيانا الشيء ونقيضه وهذا الكذب هو بضلعته في الأمس واليوم وغدآ .
أما الكاف الثاني الذي يرمز للكفر ولا نقصد بالكفر هنا انكار الله والدين ولكن التغطية والتعمية والتعتيم على قضية الجنوب لان من معاني الكفر أيضا تغطية الشيء وحجبه عن الرؤية فهو يدفع وبشتى الاساليب للتغطية على قضية الجنوب ويستخدم كل سلاح لديه من سلاح الاسلام السياسي والأعلام والعلاقات الدولية مع منظومة الأخوان المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ولا يدخر جهدآ في نحر ودفن قضية الجنوب وبنفس الوقت يتباكى من خلال الثورة التي تم حرفها وجرفها بعيدآ عن مسارها يتباكى على الجنوبيين وهو يقتلهم ليل نهار وحتى الآن منا للعجب .
والكاف الثالث - الكبرياء - الأنا المتضخمة والفاضية بنفس الوقت من كل خلق قويم - يتضح ان الأطراف الشمالية والمتحكمة - ( حاشد وبكيل ) المتحكمة بالقرار الديني والسياسي والقبلي لديها شعور طاغ بالعظمة والكبرياء ويظنون وبعض الظن اثم أنهم من جنس آخر ويتهربون من الاعتذار لانهم يرونه نقيصة لهم فيلجأون لدفع ضحايا آخرين من ضحاياهم كما سبقت الاشارة لذلك الى الاعتذار نيابة عنهم في الجرائم التي أرتكبوها وحتى الساعة في الجنوب وأهله وينسون ان الكبرياء رداء الخالق عز وجل ولا ينازعه فيه أحد أبدآ ومعروف نهاية أبليس الملعون والمتكبر ولكن هيهات هيهات فاليوم غير الأمس ( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ) .. صدق الله العظيم .