سأحاول أن أستعرض الأحداث بشكل سريع حتى لايصيب القارئ الملل . لنرجع قليلا للورى ونعيد الذاكرة إلى وقت حصار الحوثيين لدماج . كانت هناك جبهة سلفية في كتاف مرغت أنوف الحوثيين في التراب وأظهرت حجم قوتهم التقليدية لكن سرعان ما تدخل الحرس الجمهوري وكسر الجبهة في يوم واحد وبعدها تدخلت وساطة من الرئيس عبدربه منصور هادي لإقناع من تبقى من السلفيين المحاصرين في دماج إلى الخروج منها .. ماذا يعني تدخل الحرس الجمهوري ومن وراء ذلك ؟ تدخل الحرس الجمهوري يعني الحسم السريع والإنتقال إلى المهام الأخرى الأهم في الحرب كلها بالنسبة لعفاش . بعد حسم أمر السلفيين في كتاف ودماج والتخلص من أي مصدر قلق وإزعاج للحوثيين في تلك المناطق دفع عفاش بباقي الألوية التي تتبعه ليمهد للحوثيين دخول صنعاء ويدفع بتلك الألوية والجماعات المسلحة تحت إسم الحوثي كل ذلك لهدف الإنتقام من معارضيه وأعداءه وفعلا نجح فقد شرد الأخوانج ووضع الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية وحرك جيوشه مع الحوثيين لاجتياح الجنوب - الشيء اللافت للنظر أنها لم تتحرك القوات لاجتياح الجنوب إلا بعد خطاب عفاش الذي يحدد فيه منفذ الهروب للمهرولين إلى عدن حد تعبيره مما يعني أن القرار كان قرار عفاش والكلمة في ذلك الوقت كانت كلمته - ثم بعد اجتياح قوات عفاش ومن ساندها جاء ما لم يكن يتوقعه وتدخلت عاصفة الحزم لتنهي طموحات عفاش الإنتقامية السلطوية . كسب عفاش الجولات الأولى لكن غلطة عفاش الكبرى والغفلة التي لم يضعها في الحسبان أنه و مع مرور الوقت من دمج الجيوش الموالية له مع المليشيات الحوثية قام الحوثيون باستقلال الفرصة ونشر منظريهم في الجبهات لشراء ولاء القادة بالإغراءات المادية والتضليل على الجنود و وعودهم بالغنى وحياة الرفه وإعطاءهم مفاتيح الجنة إن هم قتلوا في الجبهات فسيدخلون الجنة دون حساب ولا عقاب وما إلى ذلك من بيع الأوهام . خلال تلك الفترة تحول ولاء أكثر القيادات والجنود للحوثيين واستطاع الحوثيون إحتواء غالبيتهم واحتوى حتى بعض القيادات في حزب المؤتمر و بعض المسؤولين المؤتمريين في الدولة ،في حين كان عفاش حتى آخر لحظات من حياته كان يعتقد بولاءها له . أيضا خلال تلك الفترة التي حاربت فيها قوات عفاش جنبا إلى جنب مع الحوثيين لم يكن عفاش يتوقع أن يتولد لديهم دافع آخر قوي يقاتلون من أجله وهو مقاومة " العدوان السعودي الإماراتي " تولد لديهم جميعا هذا الدافع وأصبح دافع وطني لايمكن التزحزح عنه وعندما شعر من تبقى من الموالين له شعروا ان زعيمهم بعد أن ورطهم كل هذه التوريطة ودفعهم في حرب خسروا فيها الكثير ويأتيهم بكل بساطة بعد أن فقد مصالحة الشخصية وشعر بالخوف على حياته من الحوثيين يرجع ليمد يده للتحالف العربي الذي هو في نظر أتباعه "عدوان " .. مباشرة وصفه أتباعه بالخائن وتخلوا عنه بكل بساطة وانقلبت الأمور على عفاش رأسا على عقب . إنتقام عفاش خلف الكثير من المآسي وهو أيضا راح ضحية شر أفعاله .