ضابط شرطة لحج (المصينعي) أصدر قرارا يقضي بشراء كبشا سمينا من سوق الجلب ، يكون لحساب افراد شرطة لحج ولا يقاسمهم فيه أي كتله عسكريه اخرى فالحرس السلطاني خصص لهم كبشا ومعسكر(الجات) في لحج له كبشا اخر والمساجين بسجن لحج لهم كبشا ودفعت أثمان الكباش نقدا لدى المتعهد بشراء كل تلك الكباش مع زيادة بعض الشلنات لشراء الغداء المتعلق بالكباش. وقبل ليله من اعلان عيد الأضحى احضر المتعهد كبشا سمينا (بيوتي) وتم ربطه على جدار مبنى الشرطة وقدمت له كل الخدمات والطعام الشراب والاطمئنان لأنه قاعد بأمان عند جدار الشرط هوكا افراد شرطة لحج مهتمون بهذا الضيف الذي يستحق كل عناية منهم يدخل الشرطة وأول شيء يقوم به العسكري ان يمنح كبش العيد التحية (تعظيم سلام) ويمسح على رأسه ويعطي بعض التكبيرات العقائدية ثم يدخل الشرطي لأداء عملة اليومي . ليلة العيد اشتدت التكبيرات المهللة بيوم العيد والكبش يراقب كل المارة بحذر بالغ فهو يرى العديد من الكباش يقودها المارة الى مصيرها المحتوم ويرى السكاكين والساطورات تلمه تعكسها حرارة الشمس الى وجه الكبش ولم ير أنثى تقود كبشا مثله حتى يطمئن إنه بأيدي نسوات الرحمة بل ير عضلات مفتوله تقود الكباش كرادم عضلاتيه تتقلب كأمواج البحر وحبال لا يقل سمكها كحبال السفن المرسية في البحر كل ذلك جعل عيون كبش شرطة لحج تبرق وتتوهج لتعكس قلقا الكبش وخوفه من اليوم الموعود. التفت كبش الشرطة يمينا وشمالا في ساعة السحر وازداد القلق فيه وحاول عدة مرات ان يقطب الحبل المعلق على رقبته ويحرر نفسه من اضطهاد الشرطة تحبس الناس فقط وتحدد اقامتهم بل ايضا تحبس الحيوانات الأليفة مثله. وقبيل موجه ذباحة الكباش رأى (سموره) وهو الاسم الذي اهدى اليه لتسميته بالعيد رأى كبشا مثله قد ذبحت رقبته ويحاول الذباح جز جلده ويسلخه مما اعطى (سموره) الترياق بأن مصيره لا يختلف عن ذلك الذي رآه مشقلبا رأٍس على عقب والدماء منتشرة على الأرض ذات الأحمر القاني الذي تثير الاشمئزاز هذه المرة استجمع (سموره) قوته كلها وفي آخر محاولة استطاع ان يبتر الحبل المعلق على رقبته وينتزع ذلك العمود المربوط به .. وتوجه سموره نحو الساحات الرحبة مبعدا نفسه عن (الحوطة) التي اثارت تخوفه وهرع ناجيا بنفسه من مصيره المشئوم. وجاء ذباح الشرطة مستعدا لجز رقبه سموره ولكنه لم يجده فصاح صيحه مدويه وين الكبش يا سيادة الضابط؟ هل احد قد سبقني وذبح الكبش ام ماذا؟ خرج ضابط الشرطة ومعه ثله عسكريه بحثا عن (سموره) اعطى الأوامر لكلك شرطي في مخفره بضرورة البحث عن (سموره) واعادته الى الشرطة لتنفيذ الأوامر السلطانية فيه وكما اعطى توجيهاته لأئمه المساجد القريبة من مخفر الشرطة بأن تعلن عقب التكبيرات العيدية وعبر مكبرات الصوت بضرورة البحث مع الشرطة . وتناولت خبر هروب سموره العديد من المنتديات الأدبية في لحج مع تعليقات فكاهية ساخرة ومتشفية من الشرطة وضابطها اللذان لا يتفاهمان الا بالعصي والالفاظ غير الطيبة.. وتناقلت اخبار هروب (سموره) صحيفة تبن اللحجية التي كان يرأس تحريرها الاستاذ / فضل عوزر خريج جامعة بغداد في الأعلام الذي افسح بعض الصفحات عن اخبار اختفاء (سموره) ومرفوقة بالرسوم الكاريكتارية التي توضح ان الكبش (سموره) وهو يمسك الساطور ويذبح الذباح مع تعليق (يوم لك ويم عليك) وأخرى صوره وهو ينطح جدار الشرطة ويخرج من فمه لهيبا يكاد يحرق الشرطة وافرادها يتهاربون جزعا من شرارة لهب سموره.. الكبش سموره سار بثقة في طريقه الى احدى القرى اللحجية القريبة من الحوطة وحط رحاله في اقرب بيت يتقدم القرية وبسط جسمه وروحه على أعتاب منزل الفقير(الجبوري) وسلم نفسه له بروح هادئة كأن يقول هنيئا لك يحمي وخذ ما شئت منه واطعم عيالك فقراء عيد الأضحى وكأن سموره يعلم حقيقة المعرف بأن بيت الجبوري لم يستطع شراء كبش العيد فأهداه القدر كبش شرطة لحج وشكر ربه ثم كبر تكبيرات روحانيه الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. ولله الحمد..